الجيش السوري يدمّر مستودعات النصرة… ومعارك عنيفة في خان طومان هجوم الرقة يُحرز التقدّم نحو الطبقة… والمتاجرة بالمساعدات تنتهي بطلب إذن
كتب المحرّر السياسي
على جبهات متعدّدة أثبت الجيش السوري مقدرته على خوض المعارك الكبرى دفعة واحدة، وأسقط كل كلام عن خطوط حمر رسمها الأميركي وفرض على سوريا عن طريق ضغوط روسية موهومة التزامها، فكانت المروحيات الروسية تواكب المدرعات والوحدات الخاصة السورية وهي تقاتل وتشتبك مع جبهة النصرة على خطوط خان طومان، بينما تتقدم الوحدات المنطلقة من أثريا نحو الطبقة قرابة الأربعين كيلومتراً في يوم واحد وتصل مفرق بلدة «زكية»، حيث سجل فرار مسلحي داعش من عدد من القرى والبلدات التي سيقطع طريق اتصالها بالرقة عندما يواصل الجيش السوري تقدمه، حيث كانت وحدات الجيش السوري تواصل تقدمها باتجاه مدينة الطبقة وتصبح على بعد 3 كم من مفرق زكية و50 كم من مطار الطبقة وتفكّك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها داعش في الطريق الواصل إلى مفرق زكية. وأفادت مصادر عسكرية متابعة أن التقدم يجري بغطاء من المروحيات الروسية، بينما كان الجيش السوري يخوض معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة على جبهة خان طومان ـ معراته في ريف حلب الجنوبي، ويقوم بالتصدي لهجوم كبير للمسلحين مستخدماً الأسلحة الخفيفة والثقيلة فيما يشن سلاح الجو في الجيش السوري غارات مستهدفاً تجمعاتهم ويوقع في صفوفهم قتلى وجرحى، بينما كانت منطقة إدلب تهتز تحت تأثير أصوات انفجارات ضخمة. وقالت مصادر عسكرية إن لا داعي للقلق من أصوات الانفجارات التي سمعت في إدلب وأجزاء من محافظة حماة واهتزت الأرض من شدّتها، فهي صادرة عن تفجير وتدمير كامل مستودعات جبهة النصرة تحت الأرض في معسكر بلشون.
في غوطة دمشق، كان الجيش السوري يواصل تقدمه على عدد من المحاور بينما سجلت مظاهرات احتجاجية بوجه الجماعات المسلحة في بلدات عدة في الغوطة كانت أضخمها في بلدة حمورية، وقد طالبت علناً بخروج فيلق الرحمن وجيش الإسلام من الغوطة وتنحي المسؤول الأول محمد علوش من منصبه لبلوغ الوضع في الغوطة درجة لا تحتمل بسبب الاقتتال الدائر بين الفصيلين وإلحاق الأذى الكبير بالمدنيين في الاقتتال الدائر، الذي استؤنف مجدداً بعدما كان قد توقف لأيام قليلة منذ أسبوع.
على صعيد البعد الإنساني مع مواصلة حملات المتاجرة بالمساعدات في اللعبة الإعلامية والدبلوماسية، حيث شهد مجلس الأمن الدولي جلسة مناقشة مخصصة لتأمين المساعدات للمناطق المحاصرة بواسطة إلقائها من الجو، لتبرير استعانة الأمم المتحدة بطيران التحالف، وبعد جلسة مطولة فشلت مساعي استصدار قرار يتخطى السيادة السورية، وربط الأمر بموافقة الدولة السورية على التفاصيل ومنح الإذن بذلك، وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري إن الدول الأعضاء في مجلس الأمن جزء أساسي من المشكلة الإنسانية في سورية، وتلك الدول رعت بعض المجموعات الإرهابية وسهلت تسلل الإرهابيين إليها. وأضاف أن إثارة الوضع الإنساني في سورية له هدف واحد وهو استخدام هذا الملف للضغط على الحكومة السورية في الجولة التالية من الحوار السوري السوري. وقال إنه خلال سنوات الأزمة تعاونت الحكومة السورية بالكامل مع الأمم المتحدة بشأن إيصال المساعدات الإنسانية ويثبت ذلك حصول ملايين الناس المحتاجين عليها، مصراً على تثبيت أن التعامل مع الوضع الإنساني في سورية يجب أن يمر عبر الحكومة السورية، مؤكداً أن سورية تحرص على إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها وليس إلى الإرهابيين.
لبنانياً، بقيت المواقف والتحليلات التي أدلى بها وزير الداخلية نهاد المشنوق في تقييم وضع تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري من بوابة تفسير المشهد البلدي في طرابلس وحالة الوزير أشرف ريفي، عنوان التداول السياسي والإعلامي، الذي بلغ الذروة بتغريدة للنائب وليد جنبلاط سخر فيها من كلام المشنوق، قائلاً إن المشنوقيات تشبه التانغو، وفيها رشاقة فكرية تحاكي الرشاقة البدنية، بينما كان الانطباع الغالب على كلام المشنوق أنه أضعف الحريري بدلاً من أن يقوّيه، وأنه ربما تقصّد الإفادة من الأزمة لنيل نصيبه من الميراث المستقبلي مقابل ما ناله ريفي.
في شأن قانون الانتخابات النيابية لم يطرأ جديد بعدما بدا أن مشروع القانون على المختلط بين النسبي والأكثري يوشك أن يُسحب من التداول، بينما يتقدم مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي القائم على النسبية وتقسيم الدوائر إلى ثلاث عشرة دائرة.
ردود على كلام المشنوق
لم يكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ينهي مقابلته التلفزيونية أول من أمس، حتى سارعت الدول المعنية للردّ على مواقفه الذي أشار خلالها إلى دور بريطاني في ترشيح رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وموافقة واشنطن والرياض، وأول الردود جاء من بريطانيا، حيث أكدت سفارتها في بيان، أن «بريطانيا لا تدعم أو تعارض أي مرشح محدد لرئاسة الجمهورية وأن انتخاب رئيس للجمهورية هو قرار اللبنانيين ومسؤوليتهم ونحن مستعدّون للعمل مع رئيس جمهورية لبنان المقبل أياً يكن، كما وما زلنا ندعو لانتخاب رئيس في أقرب وقت».
وأكد السفير السعودي علي عواض عسيري في بيان «أن المملكة العربية السعودية لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا سيما ملف رئاسة الجمهورية الذي تعتبره ملفاً سيادياً يعود للأشقاء اللبنانيين وحدهم حق القرار فيه»، موضحاً أن «دور المملكة يقتصر على تشجيع المسؤولين اللبنانيين على إيجاد حل للأزمة السياسية وإنهاء الشغور الرئاسي لينتظم عمل مؤسسات الدولة ويعبر لبنان إلى مرحلة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي بمعزل عمن يكون الرئيس الجديد».
فتحعلي: وحدة لبنان جوهر وجوده
وأعرب السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي عن أمله في أن «نشهد في القريب العاجل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بما يحقق للبنان مزيداً من الاستقرار والأمن والثبات». وفي كلمة له خلال إحياء الذكرى الـ27 لرحيل قائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني، في قصر الأونيسكو، شدد على دعم «ما يجمع اللبنانيين على قاعدة وحدة لبنان لأن جوهر وجود لبنان هو بوحدته».
جنبلاط: الطرب المشنوقي يشبه رقص التانغو
وغرّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على «تويتر»، قائلاً: «الطرب المشنوقي في الصباح وقد يسمّى بالمشنوقيات، يكاد يشبه رقص التانغو، والرشاقة الفكرية تلاقي الرشاقة البدنية».
عون بات خيار الحريري الوحيد
واستغربت مصادر مطلعة لـ «البناء» كلام الوزير المشنوق، ووضعته في خانة أمر من اثنين، «إما الغباء السياسي وهذا مستبعَد من المشنوق وإما يعبّر عن الخبث السياسي لا سيما لناحية تصويره الحريري على أنه ليس صاحب قرار وتأتيه التعليمات من الخارج»، وسألت المصادر: «هل كان المشنوق ليحظى بكل هذا الحضور والمكانة داخل تيار المستقبل والموقع الوزاري لولا الحريري وتيار المستقبل؟». مضيفة: «يبدو أن الحريري يأكل الطعنة تلو الأخرى التي بدأها وزير العدل المستقيل أشرف ريفي والآن من المشنوق»، معتبرة أن «كلام ريفي لا يحمل الخبث السياسي بقدر ما حمله كلام المشنوق عن الحريري». ولفتت المصادر إلى أنه «أمام هذا الانقسام وانتهاء الأحادية في المستقبل لم يعد أمام الحريري للعودة إلى السلطة إلا انتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية»، وأكدت أن «الحريري بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأن وصوله إلى رئاسة الحكومة مرهون بوصول عون إلى رئاسة الجمهورية». ولفتت إلى أن «المشنوق يعمل للوصول إلى رئاسة الحكومة، وكلامه الأخير رسائل إلى حزب الله أولاً وإلى القيادة السعودية الجديدة والأميركيين ثانياً».
الأمور لم تنضج بعد
وعلمت «البناء» من مصادر «قواتية» أن «تعليمات صدرت من رئيس القوات سمير جعجع إلى النواب والمسؤولين في القوات تقضي بوقف كل السجالات مع تيار المستقبل والعمل على تهدئة الجبهة بين معراب وبين بيت الوسط».
ورأت المصادر أن «كلام المشنوق سيجعل الحريري أقرب إلى تبني خيار ترشيح عون رئيساً للجمهورية، لكنها استبعدت ذلك في القريب العاجل والظروف لم تنضج بعد، لأن المسألة ليست داخلية بقدر ما هي مرتبطة بالوضع الإقليمي والتجاذبات بين القوى الكبرى في المنطقة».
ولفتت المصادر إلى أن «كلام المشنوق والوضع الحالي للحريري وداخل المستقبل يجعلان حظوظ عون أكثر وحظوظ رئيس المردة النائب سليمان فرنجية أقل، وتمنّت المصادر انتخاب رئيس للجمهورية، لأن لبنان لم يعُد يحتمل الواقع الحالي».
مشروع الحكومة على طاولة الحوار
إلى ذلك بقيت الانتخابات النيابية المتوقّع حصولها في العام 2017 في صدارة الاهتمام المحلي، خصوصاً قانون الانتخابات في ظل فشل التوافق حول قانون بعد سقوط القانون المختلط في جلسة اللجان المشتركة الأخيرة. وعلمت «البناء» أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيطرح مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على طاولة الحوار الوطني المقبلة».
فنيش: النسبية يُخرج البلد من أزمته
ورأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن «المشروع الذي أحالته حكومة ميقاتي إلى مجلس النواب شارك في إعداده ومناقشته معظم القوى السياسية انطلاقاً من ضرورة أن يلبي قانون الانتخاب تطلّعات اللبنانيين وليس مصلحة فريق دون الآخر».
ولفت فنيش إلى أن «تقسيم لبنان إلى 13 دائرة على أساس النسبية يعتبر الحل المطلوب لإخراج البلد من أزمته السياسية. فهذا المشروع يتيح إمكانية معالجة الخلل في التمثيل، وشكوى القوى أساسية في المجتمع من عدم عدالة التمثيل أو مصادرته من آخرين أكانوا أطرافاً سياسية أو طائفية». واعتبر فنيش أن «هذا المشروع ينسجم مع اتفاق الطائف والميثاق الوطني».
والكتائب: ندعم الدائرة الفردية
وأكدت مصادر نيابية في حزب الكتائب لـ «البناء» أن «الكتائب تؤيد قانون بكركي الأكثري الدائرة الفردية 128 دائرة وعلى الذي نرى فيه أنه يعبّر عن التمثيل الصحيح للشعب اللبناني ويمنع ابتلاع القوى الكبيرة للقوى الصغيرة في ظل الوضع الحالي والحرب الباردة في الداخل، حيث كل طرف خائف على طائفته ومكوّنه، وخصوصاً المسيحيين، وفي هذه الحالة كلما كان عدد الدوائر أكثر كان أفضل»، لكن المصادر أكدت أن «الكتائب توافق على القانون المختلط إلا أنها استبعَدت التوصل إلى قانون انتخاب في ظل غياب الوفاق في لبنان والصراع المذهبي وربما العودة إلى قانون الستين هو الخيار الأخير والمرجح».
سلامة: الوضع النقدي مطمئن وقويّ
على صعيد آخر، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى أن «الوضع المالي والنقدي في لبنان قوي ومتين، وأن قطاعنا المصرفي في وضع صحي وسليم والليرة اللبنانية مستقرة والفوائد كذلك»، مشيراً إلى أن «التزام مصرف لبنان بالمصلحة الوطنية العليا هو التزام أيضاً بالقرارات والاتفاقات الدولية وتطبيق المعايير التي تحكم عمل المصارف والنظام المالي العام».