الزهار لـ«سبوتنيك»: القضية الفلسطينية تمّ تفريغها من مضمونها وهو أنّ فلسطين أرض محتلة
اعتبر عضو القيادة السياسية في حركة حماس محمود الزهار، أنّ «عدد المبادرات التى قُدّمت منذ بداية المفاوضات في مدريد هي عشرات المبادرات، وكل مبادرة يأخذ «الإسرائيليون» جزءاً منها يطبّقوه على أرض الواقع ويتنصّلون من الباقى. ومبادرة فرنسا ليس فيها شيء جوهري إلّا جزئين. النقطة الأولى هى استئناف المفاوضات، والنقطة الثانية هى حلّ الدولتين. وعلى أرض الواقع، حلّ الدولتين مستحيل لأنّ ستين في المئة من الضفة الغربية الآن أصبحت مستوطنات، ومعظم الشعب الفلسطيني لا يرضى بحلّ الدولتين. ونرى أنّ فلسطين كلها عربية، لذلك هذه المبادرة الفرنسية محكوم عليها بالفشل».
ورأى الزهار، أنّه «تمّ تفريغ القضية من مضمونها بدلاً من أنّ فلسطين كانت أرضاً محتلة العام 48، مثلها مثل أيّة دولة احتُلّت قبل ذلك. أصبحت قضية أنّ شعبين يعيشون على أرض واحدة، وكيف يمكن أن نحل هذه القضية؟ وبالتالى تمّ تفريغ القضية من مضمونها، وهو أنّ فلسطين أرض محتلة. وأمريكا لا تستطيع الآن أن تقدّم مبادرات حتى لا تدفع الثمن، ومن ثمّ دخلت فرنسا فى الخط لتُشعر الشعب الفلسطيني أن هناك من يهتمّ بقضيّتهم».
وأشار إلى أنّ «الثوابت الفلسطينية أربعة ثوابت، وهي الإنسان والأرض والعقيدة والمقدّسات، وتمّ هدم كل هذه الثوابت في هذه المبادرة ومن قِبل الاحتلال «الإسرائيلي» أيضاً».
وحول المبادرة العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز 2002، قال الزهّار: «الجانب «الإسرائيلي» عدّل عليها بالفعل، وأخذ ستين في المئة من أراضي الضفة الغربية على أرض الواقع لتصبح مستوطنات، وبالتالي المبادرة السعودية مرفوضة من قِبل الفصائل الفلسطينية لأنّها تتحدّث عن حل الدولتين في حدود سبعة وستين مقابل التطبيع، وما تمّ هو التطبيع العربي مع قوات الاحتلال والمزيد من الاستيطان».
أمّا عن المبادرة المصرية، فلفتَ إلى أنّ «المبادرة المصريّة لها شقّان، شقّ يحاول ترميم العلاقة الفلسطينية الداخلية، وشق آخر الذي هو تطبيق ما تمّ عليه في الجانب الفلسطيني في الرابع من أيار 2011، ونحن مع توحّد حركة فتح على برنامج مقاومة واحد».
وأوضح الزهّار أنّ «فلسطين تسير على طريقين اثنين واضحين: الأول وهو ما بدأته الدول العربية واستمرت فيه منظمة التحرير وهو مسلسل تنازلات لا حصر لها، والثاني طريق المقاومة وخصوصاً بعد فشل المفاوضات، وهو طريق مارسته كل الشعوب الأصيلة ضدّ الاحتلال ونجحت فيه، ولم يبقَ إلّا الشعب الفلسطيني ولم يبقَ أمامه إلّا هذا السبيل لأنّه، كما تعرف، المفاوضات العبثيّة وصلت إلى نهايتها».