صقر ادعى على عشرة موقوفين على رأسهم جمعة وانزعاج «النصرة» يعقّد المفاوضات

استمر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بتنفيذ سلسلة من الإجراءات والتدابير الأمنية في عرسال ومحيطها وبعض المناطق التي تؤوي نازحين سوريين، والتي يحتمل وجود مسلحين فيها ممن ينتمون إلى تنظيمات إرهابية، وذلك للحؤول دون تكرار ما حصل في عرسال، فيما برزت معطيات جديدة تعيد المفاوضات مع الإرهابيين الخاطفين إلى دائرة التعقيد.

ونفّذت عناصر الجيش اللبناني صباح أمس مداهمات عدة في عدد من المشاريع السكنية التي يقطنها نازحون سوريون يشتبه في تورطهم بأعمال إرهابية ضد الجيش اللبناني أو ينتمون إلى مجموعات إرهابية، كجبهة النصرة و«داعش».

كما نفذ مداهمة لمجمع الصديق السكني الكائن خلف أفران لبنان الأخضر في منطقة بحنين، حيث يضم المجمع ما يقارب خمسين شقة سكنية يقطنها عدد من العائلات السوريّة. وأشارت بعض المصادر إلى أنّ تلك العائلات تخصّص شققاً من المجمع لإسعاف الجرحى المصابين جراء المعارك الدائرة على الأراضي السوريّة، وقد أوقفت عناصر الجيش ما يقارب عشرين شخصاً منهم.

كما داهم الجيش أحد المخيمات التابعة للنازحين السوريين في منطقة عدوة القريبة من منطقة عيون السمك، وأوقف عدداً منهم خصوصاً الوافدين بطريقة غير شرعية إلى لبنان.

وفي السياق نفسه، أوقف فرع المعلومات مشغل موقع «أحرار السنة بعلبك» في منطقة بعلبك ويُدعى ح. ش. ح. وهو لبناني الجنسية من مواليد عام 1995 والذي اعترف بتشغيله الموقع.

كما داهم منازل بعض النازحين السوريين في أنفه، وعمل على تفتيشها وأوقف خمسة أشخاص وأحالهم إلى التحقيق، وحجز أربع دراجات نارية مخالفة تعود لنازحين في البلدة.

وأفادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان «أنه حوالى الساعة 17:00 من تاريخ 2/8/2014 وأثناء محاولة عدد كبير من المسلحين الذين ينتمون إلى جماعات إرهابية اقتحام مبنى فصيلة درك عرسال، حاول بعض أهالي البلدة منعهم والتصدي لهم فعمدت العناصر المسلحة إلى إطلاق النار باتجاههم، ما أدى إلى استشهاد المواطن كمال عز الدين وإصابة المواطن حسين نوح بجروح بليغة وهو لا يزال بحالة حرجة». وأضاف البيان: «إنّ المديرية العامة تقدر عالياً التضحيات التي قدمها هؤلاء المواطنون، وتعتبر الشهيد كمال عز الدين بمنزلة شهدائها الذين قضوا ذوداً عن الوطن، وتتمنى للجريح حسين نوح الشفاء العاجل ودوام الصحة، وتتبناه وترعاه كواحد من عناصرها، إذ إنّ دفاعهما يشكل بطولة وتضحية عظيمة كونهما لم يبخلا بدمهما في سبيل مؤسسة آمنا بها وبدورها لخدمة أبناء منطقتهم ووطنهم لبنان».

وزار وفد عائلات عسكريي الجيش اللبناني وعناصر قوى الأمن المخطوفين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص في مكتبه بثكنة المقر العام وبحثوا معه في المعلومات والمعطيات الأخيرة المتعلقة بأوضاعهم، والمعالجات الجارية للإفراج عنهم.

كما زار وفد من ضباط قوى الأمن الداخلي برئاسة رئيس فرع العلاقات العامة المقدم جوزف مسلم، ممثلاً المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص الجريح حسين نوح الذي يتابع علاجه في مستشفى المقاصد في بيروت، والذي كان أصيب بجروح بالغة خلال تصدّيه للإرهابيين ومحاولته منعهم من الدخول إلى مركز فصيلة عرسال.

الإعدام لـ 43 إرهابياً

من جهة أخرى، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 43 سورياً بينهم عشرة موقوفين على رأسهم الموقوف عماد جمعة وهم من قادة الألوية وأمراء الجبهات ورؤساء كتائب لا سيما في بلدة جبهة القلمون، في جرم الانتماء إلى تنظيمات إرهابية مسلحة والقيام بأعمال إرهابية والسعي للسيطرة على مناطق لبنانية لإقامة إمارتهم وعلى قتل عسكريين ومدنيين وعلى محاولة قتل عسكريين وتخريب آليات عسكرية وإلحاق الأضرار بها وبالممتلكات والأبنية الخاصة والعامة، سنداً إلى مواد تنصّ عقوبتها على الإعدام، وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا.

وتتواصل اللقاءات والوقفات التضامنية لأهالي أسرى الجيش اللبناني المحتجزين لدى المسلحين في جرود عرسال من أجل المطالبة بكشف مصيرهم والإفراج عنهم، ومنهم الجندي سيف حسن ذبيان إبن بلدة مزرعة الشوف، حيث عقدت عائلة ذبيان وأهالي البلدة لقاء في بلدية مزرعة الشوف، في حضور زوجة ذبيان وطفليه وعدد من فاعليات البلدة ورجال الدين.

وأصدر المجتمعون بياناً تلاه رئيس بلدية مزرعة الشوف مروان ذبيان، أعربوا فيه عن تضامنهم مع الجيش اللبناني، مطالبين بـ«الإفراج عن جميع الأسرى لدى المسلحين في القلمون، خصوصاً إبن البلدة الجندي سيف حسن ذبيان»، مؤكدين: «وقوف البلدة إلى جانب الجيش». كما طالبوا: «الجهة المفاوضة والسياسيين وعلماء الدين، العمل بجدية على كشف مصير كلّ المخطوفين، والعمل على الإفراج عنهم».

تعقيد المفاوضات

وعلى صعيد المفاوضات لإطلاق العسكريين المخطوفين، قال عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ عدنان أمامة: «إننا ننتظر تسلم مطالب جبهة النصرة للإفراج عن الأسرى العسكريين ونحن نرحب بأي جهة يمكنها المساعدة في المفاوضات بشأنهم».

وشدّد في تصريح على «أنّ الحكومة لا تبدي أي مرونة بالتعاطي مع الملفّ وجبهة النصرة تؤكد أنّ معركتها في الداخل السوري وسلامة المحتجزين مضمونة».

وأوضح: «أنه ستكون هناك اجتماعات مع مسؤولين كبار اليوم وغداً وعلى ضوئها ستقرر الهيئة الاستمرار أو الانسحاب من هذا الملف».

وذكرت قناة الـ«LBC»: «أنّ ملف العسكريين الرهائن في دائرة التعقيدات، وسيأخذ وقتاً طويلاً كي يصل إلى النضوج، كما نقلت «أنّ هيئة العلماء المسلمين تبلغت من الوسيط انزعاج «جبهة النصرة» من قرار القاضي صقر صقر الادعاء على سوريين وعماد جمعة وقد توقف المفاوضات». كما نقلت عن مصادر هيئة العلماء المسلمين تأكيدها «أنّ الهيئة حاولت جاهدة التواصل مع مصطفى الحجيري «أبو طاقية» لكنها لم تتمكن، وأنّ مجموعة أبو حسن الفلسطيني الذي قتل خلال معارك عرسال هي التي تحتجز 7 جنود من الجيش وهي التي أرسلت فيلم فيديو خاصاً بهم لرئاسة الحكومة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى