دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
دعونا نواجه هزيمة الخامس من حزيران من عام 1967 بخطاب واقعي بعيد عن الخطاب الرومنسي الذي تبنّته الحكومات التي كانت مسؤولة عمّا جرى في ذلك اليوم الحزين من تاريخ العالم العربي.
في ذلك اليوم شعرت، كما الآخرون، بالهزيمة، وكتبت مقالاً، كما الكثيرون، عن الخطايا المميتة التي ارتكبت، والتي أدت إلى الهزيمة. لم ينشر المقال. رُفض لأني لم أرضَ استبدال كلمة «الهزيمة» بكلمة «النكسة»!
هالني الأمر، وأدركت لتوّي أنّ الدمار الذي حدث في الميدان العسكري لا يوازي التدمير الجماعي للشخصية العربية التي صارت جزءاً من واقع رمادي وكئيب ومأساوي. قبل المواطن بما جرى، وصفّق، وضحك، ورقص، وعندما تعب، ووقع في فراغ روحي، سافر في أرض الغربة، وتحوّل إلى إنسان يقبل بدون مناقشة، ويوافق بدون شروط! حتى حقّه بالتظاهر ورفع الرايات السود، تخلى عنه لأنه لا يريد أن يفهم لماذا فقد إحساسه بالحرية والكرامة.. فهل يفعلها وينتفض؟