المالكي ينتقد مواقف البعض: يشوهون سمعة الجيش والحشد
انتقد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أمس، مواقف بعض السياسيين من عمليات تحرير الفلوجة، واعتبرها بأنّها ذاتها التي سبقت إسقاط الموصل بـ»مؤامرة قذرة».
وبحسب «السومرية نيوز» قال المالكي في تعليق على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنّ «البعض من السياسيين يعمل على تشويه سمعة رجال الجيش والحشد الشعبي رغم التعامل الإنساني الذي أبدوه لأهل الفلوجة»، مبيناً أنّ «الموقف الدولي كان أكثر تفهماً لعملية تحرير الفلوجة من بعض السياسيين العراقيين الذين يدركون أنّ المدينة مختطفة من قبل عصابات القتل والإرهاب».
وأضاف: أنّ «تلك المواقف هي ذاتها التي صدرت ضد الجيش العراقي عندما اتهموه باتهامات باطلة كمقدمة لإسقاط الموصل بمؤامرة قذرة اشترك فيها كل أعداء العراق».
وكان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي دعّا الثلاثاء 24 أيار الماضي، إلى زيادة زخم العمليات لإنقاذ أهالي الفلوجة من جماعة «داعش» الإرهابية، فيما حثّ القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي على أخذ الحيطة والحذر والصمود بوجه «الإرهاب».
ميدانياً، نقل الجيش العراقيّ تعزيزات عسكرية مدرعة إلى جبهة مخمور قرب الموصل التي يسيطر عليها «داعش» منذ عامين.
محافظ نينوى نوفل السلطان قال إنّ هذه التعزيزات تسعى إلى تكثيف المعارك لتحرير محافظة نينوى، فيما أكّد قائد قوات نينوى نجم الجبوري أنّه سيجري تحرير المحافظة قريباً والتوجه نحو الموصل.
وفي السياق، أعلن نائب رئيس هيئةِ الحشدِ الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس انتهاءَ مهمة الحشد بتطويق مدينة الفلوجة، وقال إنّ عملية اقتحام المدينة انيطت بجهات أمنية أخرى.
وخلال مؤتمر صحافي على مشارف الفلوجة أكدَ المهندس أنّ الموصل والحويجة ستكون الوجهة التالية، مؤكداً عدم السماح بمحاولات ثني الحشد عن تحرير المدينتين.
من جهته، أكّد المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي في العراق كريم النوري أنّ اقتحامَ مدينةِ الفلوجة ليس من مسؤوليات قوات الحشد إلا في حال صدور قرار بذلك من رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقال النوري إنّ الحشد لا يريد نصراً متسرعاً على حساب الضحايا، مشيراً إلى نزوح نحو ستة آلاف مواطن من الفلوحة. وأضاف النوري أن الوصول إلى مشارف المدينة بهذا الوقت القياسي لم يكن متوقعاً، لافتاً إلى أنّ القوات العراقية المشتركة لا يفصلها عن الفلوجة سوى أربعة كيلومترات.
وفي الصقلاوية شمال الفلوجة عثّرت القوات الأمنية العراقية على مقبرة جماعية تضم رفات مئات العسكريين الذين أعدمتهم عصابات «داعش» في الصقلاوية شمال مدينة الفلوجة.
وتوقع مصدر أمني أن تشمل المقبرة الجماعية رفات نحو 400 عسكري من المنتسبين للجيش العراقي.
ووقع جنود الفوج الأول من اللواء العاشر في الفخ نتيجة خيانة من أطراف محلية، حيث وقعوا في أسر جماعة «داعش» بمدينتي الصقلاوية وناظم الثرثار في الخامس عشر من ايلول 2014.
وكان هادي العامري، القيادي في الحشد الشعبي العراقي والأمين العام لمنظمة بدر، أعلن عن اتخاذ إجراءات «صارمة» لمنع حدوث أية مخالفات خلال عملية تحرير مدينة الفلوجة، مهدداً بمحاسبة مرتكبيها.
وقال العامري: «إننا نتابع بجدية الأخطاء التي قد تحدث هنا أو هناك خلال المعارك الجارية لتحرير الفلوجة»، متعهداً بـ»تقديم مرتكبي تلك الأخطاء إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل». وأضاف أنّ قيادة الحشد الشعبي وضعت مجموعة من الإجراءات الصارمة لمنع وقوع تجاوزات محتملة، معتبراً أنّ «الدليل على الانضباط العالي هو أن الحشد الشعبي دخل إلى الكرمة في أقل من 24 ساعة، في حين أنّه لم يدخل إلى الصقلاوية».
من جانبها، جدّدت الحكومة العراقية على لسان المتحدث باسمها سعد الحديثي إلتزامها بمحاسبة «المسيئين» بمعارك الفلوجة وإحالتهم إلى القضاء، مشيرة إلى تشكيل لجنة معنية بحقوق الإنسان لتشخيص أي خرق لتعليمات حماية المدنيين، كما دعّت إلى عدم السماع لـ»أصوات الفتنة» ومنع «الطائفيين» من التأثير على سير المعركة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلّن، أمس السبت، عن إصداره أمراً بإيقاف متهمين بقيامهم بتجاوزات على حقوق مواطنين من منطقة المعارك خلال العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم «داعش»، فيما أشار إلى أنّ تلك التجاوزات «ليست منهجية»، وشدد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وعدم الاعتداء على المواطنين خلال المعارك.
وكانت قيادة عمليات تحرير الفلوجة أعلّنت عن تقدم القطعات العسكرية نحو المحور الجنوبي من الفلوجة، مع إكمال تحرير قرى عدة في الضواحي الجنوبية للمدينة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي الذي تصدّع في تلك المنطقة.
وقال المقدم ياسر خلف إنّ القطعات العسكرية مستمرة في تطهير القرى الجنوبية كافة، حيث تم تطهير منطقة البوهوى واليتامه والبوحسين بالكامل من باقي الجيوب التابعة لعناصر داعش، وقُتل قرابة 12 عنصراً من التنظيم.
إلى ذلك، كشّف مجلس محافظة الأنبار عن نزوح 10 آلاف شخص من أهالي مناطق الفلوجة ومحيطها جرى نقلهم إلى مخيّمات النازحين، متهماً المنظمات الدولية ووزارتي الهجرة والصحة بعدم الاكتراث لمعاناتهم.