برلين: روسيا ليست خصماً إنما تحدٍّ!

أعلن الكرملين عن وجود مشكلة نقص في الثقة في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، مؤكداً أنّ تدريبات الحلف في بولندا لا تساعد على تهيئة أجواء الثقة والأمن.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أمس، «يمكن الآن وللأسف ، تأكيد وجود نقص في الثقة المتبادلة»، وأضاف، تعليقاً على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع لمجلس «روسيا الناتو» أنّ الحوار بهذا الشأن «يجري على مستوى السفراء»، إلا أنّه أشار في الوقت ذاته إلى أنّ من غيّر المرجح أن «يؤدي الحوار الحالي إلى تحقيق تفاهم أكبر» بين الجانبين.

كما أشار بيسكوف إلى أنّ التدريبات في بولندا التي تضع في أساسها «قصة واضحة» تعد روسيا خصماً محتملاً لا تساعد على خلق أجواء الثقة والأمن في العلاقات بين الجانبين.

في غضون ذلك، كشّفت وسائل اعلام روسية نقلاً عن مصدر في وزارة الخارجية الروسيةأمس، أنّ موسكو تدرس إمكانية عقد اجتماع جديد لمجلس «روسيا – الناتو».

وأضاف المصدر أنّ الجانب الروسي لا يستبعد عقد اجتماع المجلس قبل قمة الحلف المقررة في العاصمة البولندية وارسو يومي 8-9 تموز القادم.

وفي السياق، اعتبرت الولايات المتحدة التصريحات الروسية حول عدم رغبة واشنطن في التعامل مع موسكو بشأن الدرع الصاروخية نوعاً من الافتراء.

السكرتير الصحفي للسفارة الأميركية في موسكو، ويليام ستيفينس، قال «تعتبر واشنطن التصريحات حول عدم رغبة الولايات المتحدة في التعامل مع روسيا، بمسائل الدرع الصاروخية نوعا من الافتراء. فقد أعربت الولايات المتحدة، مراراً وبشكل واضح، عن استعدادها للتعامل مع روسيا في طيف واسع من القضايا المتعلقة بالاستقرار الاستراتيجي، كما أشارت إلى ضرورة اتخاذ خطوات حقيقية وهامة لتحقيق مزيد من الأمن القابل للتنبؤ».

وبحسب ستيفينس، فإنّ «موسكو بالذات هي التي أوقفت حواراً في هذا الشأن، من جانب واحد، في العام 2013»، مضيفاً «على الرغم من ذلك، فنحن نؤيد ضرورة إجراء مثل هذا الحوار، وإذا عادت الولايات المتحدة وروسيا إليه، فستواصل واشنطن مشاورات مع حلفائها وشركائها في كل مرحلة منه».

هذا و كان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قد أعلّن في وقت سابق، أن الحلف لا يريد المواجهة مع روسيا على غرار «حرب باردة». وقال «لا أؤمن بـ«حرب باردة» لأسباب عدة. إنّ الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو لم يعودا موجودين. كما أنّ روسيا تختلف عن الاتحاد السوفيتي اختلافاً كبيراً، وجميع الدول الأعضاء السابقين في معاهدة وارسو، باستثناء روسيا، هي الآن أعضاء في الناتو».

وتابع مضيفاً «كما أننا لا نشاهد المواجهة الأيديولوجية الشاملة التي كانت بين حلف وارسو والناتو في حينها. لكننا نشاهد روسيا ولديها قوة العزم أقوى، نشاهد روسيا التي تخصص مبالغ ضخمة لتقوية قدراتها العسكرية».

وشدد ستولتنبرغ في الوقت نفسه على أنّ الحلف لا يريد المواجهة مع روسيا، مشيراً إلى أنّ الحلف يسعى إلى الشراكة الأوسع مع روسيا، إذ أنّها أكبر جيرانه. وقال «لا ينبغي علينا عزل روسيا، بل علينا إيجاد السبل للعمل معها».

الى ذلك، نفّت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فان دير لاين، مضمون تسريبات صحفية تحدثت عن إدراج روسيا على قائمة «الخصوم» في العقيدة الدفاعية الجديدة لبرلين.

وقالت فان دير لاين، في تصريح صحفي، أمس، رداً على أسئلة صحافيين حول خبر نشرته «دي فيلت» الألمانية حول مضمون تعديلات أجرتها ألمانيا على عقيدتها الدفاعية، المعروفة بـ «الكتاب الأبيض»: «رداً على هذا السؤال أقول لا بوضوح».

وأوضحت الوزيرة أنّ ألمانيا «تتعامل مع التحدي» وليس مع «المصطلحات» التي ذكرتها وسائل الإعلام.

وفي شأن متصل، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ألكسي بوشكوف، أنّ ألمانيا باتت تمثل النسخة الأوروبية من الخط الأميركي في القارة الأوروبية.

وقال بوشكوف في حديث متلفز «لقد أصبحت ألمانيا نسخة للخط الأمريكي في القارة الأوروبية. إذا كان هذا نموذجها، فهي لا تقارننا مع «إيبولا» في إشارة للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اعتبر فيروس إيبولا وروسيا أخطار استراتيجية تهدد الأمن القومي الأمريكي ، بل تقارن مع التهديدات الرئيسية الأخرى. مع ذلك، بماذا تمثل روسيا تهديداً لألمانيا؟ من المستحيل أن نفهم. ولا أي صحيفة ألمانية، ولا أي سياسي ألماني، يمكن له أن يفسر هذا، من أين يأتي التهديد الروسي لألمانيا، لا وجود لمثل هذا التهديد».

وتابع بوشكوف «ليست كل ألمانيا تعتقد أنّ هذا هو الخط الصحيح، ولكن نظراً لأن ميركل، تشغل منصب المستشارة حالياً، فهي تقوم بذلك بما يكفي. الوضع، في رأيي، لا يتحسن. في سياستها اتجاه روسيا، حسب نظري، الوضع يزداد سوءاً لسوء الحظ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى