لحّود: لطبقة سياسية جديدة تنبثق من انتخابات وفق النسبية

أشار الرئيس العماد إميل لحّود أمام زواره أمس إلى «أنّ 34 سنة مرّت على اجتياح بيروت من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى نشوء المقاومة البطلة التي رفضت أن تسقط عاصمة عربية ثانية تحت نير الاحتلال، فلا تتكرر مأساة القدس مرتين، فدحر العدو واضطر إلى إخلاء العاصمة والضواحي بالقوة، بعد أن قام بتدمير منهجي للعاصمة وقتل المدنيين الأبرياء، وبمجزرة في صبرا وشاتيلا لا تزال تهز ضمير العالم».

أضاف: «إنّ هذه الذكرى لا يمكن أن تمر من دون أن يقف كلّ لبناني على دلالاتها وعبرها، ولعل أهمها أن نشوء المقاومة وتصدي الجيش للعدوان ودحره في آخر المطاف إنما هي التي أعادت لبنان إلى الخريطة العربية، ما أفشل لاحقاً إتفاق 17 ايار المشؤوم وعزّز الروح المقاومة».

ولفت لحّود إلى أن «هذه البدايات وصلت إلى خواتيمها الرائعة والمرصّعة بالذهب على صفحات التاريخ اللبناني بتحرير الـ2000 وانتصار الـ2006 ومعادلة توازن الرعب مع أعتى عدو عرفه العالم، طرد شعباً من أرضه وقاد حروباً مدمِّرة ضد لبنان وسورية والأردن ومصر، مروراً بقطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين، ونجح حيث نجح، وفشل أمام التصميم اللبناني، المحصّن بحكم المقاوم، بردع العدوان والانتصار عليه، كما أمام إرادة الممانعة السورية التي تسجِّل في أيامنا هذه انتصارات ميدانية باهرة على الإرهاب التكفيري الذي هو الوجه الآخر للعدو الإسرائيلي».

وشدّد على «أنّ الساحة الداخلية بحاجة إلى تحصين دائم، كي تتعزز الوحدة الوطنية، ومعادلة الشعب والجيش والمقاومة، فينكفىء المشككون والمتواطئون والمتخاذلون من أبناء أمتنا التائهين»، جازماً أنه «لن يكون ذلك إلا بطبقة سياسية جديدة ومتراصّة تنبثق من انتخابات حرة ونزيهة تجري وفقاً لنظام النسبية على أساس لبنان دائرة واحدة، فتزول المسحوبيات والمصالح الآنية والضيقة والمناطقية والفئوية والجهوية والطائفية بصورة تدريجية، تمهيداً لقيام دولة المواطنة الحقة».

وعن الوضع في سورية، قال لحّود «إنّ ما يحصل في ميادينها إنما يدل على أن القيادة السورية الشرعية مصممة على استعادة الأرض كاملة من براثن الإرهاب التكفيري ورعاته، فيتحرّر السوريون من الرعب وينصرفون بارادتهم الحرة إلى إبداء رأيهم بقيادتهم ونظامهم، بعد أن سبق لهم أن منحوا هذه القيادة ثقة كاسحة كي تقود سورية، مع الجيش العربي السوري البطل والمقاومة، إلى شاطىء الأمان».

وأكد «أنّ قدر الشعوب التي تتعرض لمثل هذا العصف العنفي هو أنّ تنتصر إن توحدت على الرؤيا والنهج».

وكان لحود التقى في دارته في اليرزة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وتمّ استعراض المستجدات على الساحة الإقليمية.

ثم التقى لحّود النائب عاصم قانصوه، الذي قال بعد اللقاء: «تشرفت بزيارة ولقاء فخامة الرئيس العماد إميل لحود حيث قدمت له التهنئة بعيد المقاومة والتحرير»، مشيراً إلى أنّ للرئيس لحود أفضالاً كبيرة على الوطن، خصوصاً لناحية المحافظة على العلاقات الممتازة وتثبيتها مع الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الأسد.

أضاف :»كما قدمنا معاً التحيات للجيش العربي السوري على بطولاته في معارك المصير التي يخوضها وأبطال المقاومة».

واستقبل لحّود المجلس البلدي المنتخب في بعبدات في حضور النائب السابق إميل إميل لحود.

ومن زواره أيضاً، الوزير السابق ألبير منصور، مطران الروم الأرثوذكس في المكسيك المونسنيور أنطوان الشدراوي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى