الدراما السورية تتحدّى الصعوبات للموسم السادس وتثبت قوّتها

أنجزت الدراما السورية خلال هذه السنة وحتى الآن نحو أربعين عملاً درامياً إضافة إلى الأعمال المشتركة مع الدرامات العربية تنوّعت بين الاجتماعي المعاصر والكوميدي وأعمال البيئة الشامية لتكون من بين الدرامات العربية الأكثر إنتاجاً وتميزاً على رغم كل ما تتعرض له من صعوبات كبيرة وتحدّيات تتزايد سنة بعد أخرى على جميع الصعد الإنتاجية والتنفيذية والتسويقية، نتيجة ما تتعرض له سورية من إرهاب وحرب ظالمة دخلت سنتها السادسة.

على صعيد الكمّ، استطاعت الدراما السورية هذه السنة أن تستدرك تراجعها في عدد الأعمال التي أنتجتها مع بداية الأزمة وانزواء بعض شركات الإنتاج الخاصة أو انتقالها للعمل في الخارج. وهذا التكيف مع الحالة الإنتاجية الجديدة جاء من خلال مبادرات من الشركات التي آثرت البقاء والعمل داخل سورية والتي زادت من عدد الأعمال التي تنتجها إلى جانب نجاعة الشراكة بين الشركات الخاصة مع بعضها من جهة، أو مع القطاع العام المتمثل بالمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، حيث أثمرت هذه الشراكات أعمالاً درامية مهمة على صعيد الكمّ والنوعية.

ومن ناحية شروط وظروف العمل التي لم تعد مريحة ومتعددة كما كانت في السابق. نجد تكيفاً سريعاً مع محدودية أماكن التصوير حيث استطاعت الدراما السورية من خلاله تسخير الحالة الراهنة في المشهدية الدرامية المطروحة كما اقتحمت بعض الأعمال أماكن لا تخلو من الخطورة لمجاورتها أو تماسها مع المناطق التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية المسلحة، ما يحسب للكوادر الفنية والفنانين السوريين الذين جسّدوا معانٍ وطنية وفنية عالية من خلال هذه الشجاعة لإنجاز أعمالهم ولتتابع الدراما السورية عجلة دورانها.

على صعيد توزّع الأنماط الدرامية على خارطة الأعمال المنتجة لهذه السنة، نجد أن الغلبة كانت للاجتماعي المعاصر عبر اثنين وعشرين عملاً كان منها خمسة أعمال من نصيب المؤسسة العامة للإنتاج الاذاعي والتلفزيوني وهي «نبتدي منين الحكاية» تأليف فادي قوشقجي وإخراج سيف الدين سبيعي، و«لست جارية» تأليف فتح الله عمر واخراج ناجي طعمي، و«بلا غمد» تأليف عثمان جحى ومؤيد النابلسي وبشار بشير وإخراج فهد ميري، و«أيام لا تنسى» تأليف فايزة علي وإخراج أيمن زيدان، و«زوال» تأليف زكي مارديني ويحيى بيازي وإخراج أحمد ابراهيم أحمد.

ويقدّم المخرج جود سعيد تجربته الدرامية الأولى في هذا الموسم من خلال مسلسل «أحمر» من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، ويعود المخرج الليث حجو إلى الدراما الاجتماعية من خلال «الندم» تأليف حسن سامي يوسف. ويتابع «صرخة روح» سلسلته للموسم الرابع ويتشارك المخرج فادي سليم في كتابة مسلسله «دومينو» مع غسان عقلة، وكتب باسم سلكا مسلسل «نص يوم» وأخرجه سامر برقاوي، ويأتي مسلسل «مذنبون أبرياء» من تأليف عبد المجيد سليمان الغزي وسيناريو وحوار باسل خليل وإخراج أحمد سويداني، وكتبت نور شيشكلي مسلسل «جريمة شغف» وأخرجه وليد ناصيف. أما مسلسل «عابرو الضباب» فكتبه بشار مارديني وأخرجه يزن أبو حمدة. ويعود مسلسل «أهل الغرام» هذا الموسم بجزئه الثالث لمجموعة كتاب ومخرجين.

وكتب مازن طه بالشراكة مع نور شيشكلي «مدرسة الحب» الذي أخرجه صفوان نعمو، وأخرج سيف الدين سبيعي «حرملك» من كتابة خلدون قتلان. و«يأتي الغريب» من كتابة عبد المجيد حيدر وإخراج اياد نحاس، ومسلسل «جيران القمر» كتابة محمود سعد الدين وإخراج محمود خزعل. أما مسلسل «وجع الصمت» فكتبته ناديا الأحمر وأخرجه كنان صيدناوي. وأخرجت سهير سرميني «نساء لهن ماضي» من كتابة خالد حيدر.

وكانت لأعمال البيئة الشامية هذه السنة حصتها من إنتاجات الدراما كما في كل سنة، بحصيلة ثمانية أعمال. حيث بات هذا النمط الدرامي مطلوباً بشكل كبير من قبل القنوات العربية بما تحمله من هالة تراثية وقصص تعيد الناس لزمن باتوا يفتقدونه ببساطته وعفويته وجماله. ويأتي «باب الحارة» بجزئه الثامن ليجدد موعده مع الجمهور العربي الذي أحبه وينتظره دائماً بما يتضمنه من أحداث وشخصيات محببة من كتابة سليمان عبد العزيز وإخراج ناجي طعمي. ويتابع «طوق البنات» أحداثه بالجزء الثالث من إخراج اياد نحاس وكتابة أحمد حامد الذي كتب أيضاً «بيت الموالدي» وأخرجه اسماعيل ديركي. الكاتب مروان قاووق يقدّم ثلاثة أعمال شامية هذه السنة هي «عطر الشام» للمخرج محمد زهير رجب، و«الخان» للمخرج محمد معروف، و«قناديل الشام» للمخرج باسل داغر. وكتب طلال مارديني مسلسل «خاتون» الذي أخرجه تامر إسحق، كما أخرج «صدر الباز» من كتابة رامي المدني والبتول ورد.

وعلى رغم الأزمة التي تعيشها سورية، إلا أن الكوميديا لم تغب عن الدراما السورية خلال السنوات الماضية، وكان لها في هذه السنة نصيب جيد وصل

إلى عشرة أعمال. فتابع «بقعة ضوء» سلسلته بالجزء الثاني عشر من إخراج سيف الشيخ نجيب. ويقدم الكاتب مازن طه تجربة جديدة في الكوميديا البدوية عبر مسلسل «الطواريد» من إخراج مازن السعدي. ويأتي مسلسل «سليمو وحريمو» من تأليف وإخراج فادي غازي، و«شو القصة» تأليف فؤاد بالجي وإخراج علي ديوب، و«توتر عائلي» تأليف شادي كيوان وإخراج سالم عليكو، و«تنذكر ما تنعاد» تأليف سامر سلمان وإخراج علي شاهين، و«جيران القمر» تأليف محمود سعد الدين وإخراج محمود خزعل. وتعاون محمد حميرة وقصي لوباني في كتابة «نحن لها» الذي أخرجه سالم سويد. أما «فارس وخمس عوانس» فكتبه أحمد سلامة وأخرجه فادي سليم.

على صعيد التسويق تتزايد العقبات في وجه الدراما السورية هذه السنة لعدة أسباب منها استمرار السياسة العدائية لبعض القنوات المدعومة من دول ضالعة في الحرب على سورية، ومحاولتها إقصاء الدراما السورية ومحاربتها. إضافة إلى منعكسات توجه عدد من الفنانين والكتاب والمخرجين والفنيين للعمل في الدرامات العربية الأخرى، ما أعطى هذه الدرامات قوة إضافية وطوّرها وجعلها تأخذ من حصة الدراما السورية لوجود النجوم السوريين فيها. كما أن وجود أعمال محلية دون المستوى الفني والفكري الجيد والتي تنتج بميزانيات انتاجية هزيلة نسبياً، جعلها تضارب بأسعارها على الأعمال الجيدة والمكلفة إنتاجياً، فتأخذ أيضاً من حصة الدراما السورية على الشاشات العربية، ما يضع الدراما الوطنية أمام تحدّيات لا بدّ من مواجهتها كي تحافظ على مكانتها وترتيبها المتقدم بين الدرامات العربية، قبل أن يفوت الوقت وتتراجع، ما سيستلزم عندها إجراءات أكبر وأكثر تكلفة.

ويبقى العرض للأعمال المنتجة لهذا الموسم خلال رمضان، الفيصل في الحكم على مستوى الإنتاجات وقيمتها الفنية والفكرية من قبل الجمهور والنقاد ليكون لدينا ما نقيمه وننقده بتلمس الإيجابيات وكشف السلبيات بحيث تعمل هذه الكتابات على إنارة طريق الدراما السورية في المستقبل لنحافظ عليها كصناعة وطنية مهمة أرست دعائمها أعمال الرواد من عشرات السنين، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من تطوّر فني ومحبة الجمهور العربي لها.

قناة سورية دراما

أوضحت الإعلامية رائدة وقاف مديرة سورية دراما أن القناة تسعى إلى جذب أوسع شريحة ممكنة من الجمهورين السوري والعربي بعرض مسلسلات درامية سورية حديثة متنوعة الأشكال والمضامين وتراعي مختلف الأذواق معتبرة أن الأعمال المختارة تثبت النقلة النوعية التي حققتها الدراما السورية رغم كل الظروف. مبيّنة في الوقت نفسه تعذّر إعادة عرض الحلقات خلال شهر رمضان لغنى برامج المحطة خلال رمضان، مع إمكانية إعادة عرضها مع انتهاء الموسم الرمضاني.

وخلال رمضان سيتابع جمهور «سورية دراما» مسلسل «أيام لا تنسى» الذي يعود بالفنان أيمن زيدان إلى خوض تجربة الإخراج وهو من تأليف الكاتبة فايزة علي وإنتاج «مؤسسة سيريانا للإنتاج الفني والتوزيع وشركة/أي بي سي/»، تحت إشراف كل من عدنان حمزة وديانا جبور. والعمل ينتمي إلى النمط الاجتماعي المعاصر، ويتناول حكايات ثلاث صديقات بمحاور مختلفة تعرضن للاضطهاد الذي يمارس ضدّ المرأة. وهو من بطولة سوزان نجم الدين ووائل رمضان ومحمد حداقي وصباح الجزائري وشادي زيدان.

«بلا غمد» مسلسل اجتماعي ستعرضه القناة للمخرج فهد ميري وسيناريو وحوار عثمان جحى ومؤيد النابلسي وبشار بشير، عن قصة لبشار بشير، ومن إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. وتدور أحداثه حول قصة ضابط في الجيش العربي السوري كلّف ملاحقة إرهابي نفّذ عملية اغتيال لإحدى الشخصيات. وهو من بطولة ديمة قندلفت، وائل رمضان، محمد الأحمد، خالد القيش، لمى الحكيم، مرح جبر وآخرين.

ومن القالب الاجتماعي ذاته ستعرض «سورية دراما» مسلسل «زوال» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد عن نص كتبه الممثل يحيى بيازي بالشراكة مع زكي مارديني من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي. ويعرض حكايات شخوص تعيش في أحد أحياء العشوائيات في مدينة دمشق منذ عام 1998 إلى عام 2011. متناولاً خلالها ظواهر اجتماعية سلبية من الثأر والقتل وتعاطي المخدرات. وهو من بطولة سلوم حداد، فادي صبيح، ميسون أبو أسعد، نظلي الرواس، باسم ياخور، ويامن الحجلي.

كما تعرض «سورية دراما» مسلسل «دومينو» وهو ينتمي إلى نمط الدراما التشويقية من إخراج فادي سليم الذي وضع نصّ العمل بالتعاون مع الكاتب غسان عقلة، وهو من إنتاج «شركة فونيكس غروب». ويلاحق المسلسل حكاية رجل أعمال فاسد يدير عدداً من الأعمال المشبوهة. ويلعب أدوار البطولة كل من: بسام كوسا، سلافة معمار، محمد الأحمد، سامر اسماعيل، صفاء سلطان، نادين تحسين بيك، وحسين عباس وآخرون.

وتضم قائمة الأعمال الجاهزة للعرض مسلسل «الندم» للمخرج الليث حجو من تأليف حسن سامي يوسف وإنتاج «شركة سما الفن»، ويستعرض حياة كاتب تلفزيوني منذ سقوط بغداد لنهاية عام 2015 عندما يشرع بكتابة عمل تلفزيوني يسرد حكايته. ويؤدّي أدوار البطولة في المسلسل: سلوم حداد، وباسم ياخور، ودانا مارديني وآخرون.

أما عن دراما البيئة الشامية التي تستقطب جمهوراً واسعاً فستعرض القناة مسلسل «صدر الباز» من إخراج تامر إسحق وتأليف رامي المدني وبتول ورد. والمعالجة الدرامية لمروان قاووق، ومن إنتاج شركتَي «الرجا» و«البارون». وتدور أحداثه في دمشق خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر في منطقة كانت تسمى «صدر الباز» وهي منطقة «ساحة الأمويين» حالياً. ويؤدّي أدوار البطولة فيه: سلوم حداد، وأسعد فضة، وفايز قزق، وصباح الجزائري، وسيف الدين سبيعي، ومحمد حداقي، وأندريه سكاف وآخرون.

وسيكون للجزء الثامن من مسلسل «باب الحارة» نصيب في برنامج «سورية دراما» الرمضاني. والعمل من سيناريو سليمان عبد العزيز وإخراج ناجي طعمي والإشراف لبسام الملا، والإنتاج لـ«شركة ميسلون». ويتابع العمل حكايات شخصيات «حارة الضبع» بإطار مختلف يعالج التطور والنهضة الاجتماعية والثقافية التي عرفتها دمشق مطلع القرن العشرين وسيضمّ المسلسل نجومه المعروفين من عباس النوري وصباح الجزائري وميلا يوسف إضافة إلى نجوم جدد سيطلون في العمل، وأبرزهم سلاف فواخرجي وفادي صبيح وآخرون.

أما مسلسل «نبتدي منين الحكاية» الذي سيتابعه جمهور القناة فهو من تأليف فادي قوشقجي وإخراج سيف الدين سبيعي وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. ويتناول قصة حبّ جمعت بين رجل وامرأة استمرت 15 سنة ضمن تفاصيل وشخصيات متشعّبة. ويشارك في العمل: غسان مسعود، وسلافة معمار، وجلال شموط، ومحسن غازي، ويحيى بيازي.

ومن الأعمال الجديدة التي ستعرضها «سورية دراما» خلال رمضان، مسلسل «عابرو الضباب» وهو من تأليف بشار مارديني وإخراج يزن أبو حمدة وإنتاج شركة «إف تي سي للإنتاج والتوزيع الفني» بالتعاون مع «مؤسسة أبو حمدة للإنتاج السينمائي والتلفزيوني». ويتألف العمل من أربع حكايات تمتد على ثلاثين حلقة تشكل الأزمة السورية خلفية لها لشخصيات سورية تعيش فترة الأزمة. والعمل من بطولة: سلوم حداد، ونادين خوري، وعبير شمس الدين، ومحمد قنوع، وأماني الحكيم، ومهند قطيش.

وفي الكوميديا، ما زال المسلسل الشهير «بقعة ضوء» يحظى بشعبية واسعة حيث ستعرض القناة الجزء 12 منه بإدارة المخرج سيف الشيخ نجيب، وإنتاج «سما الفن». ويتألف العمل من حوالى سبعين لوحة متنوّعة لعدد من الكتّاب، توجه انتقادات لاذعة لسلبيات المجتمع. إضافة إلى تناول آثار الأزمة في سورية بإطار كوميدي. ويشارك في العمل عدد كبير من الفنانين منهم: أيمن رضا، وفايز قزق، ووفاء موصللي، وعلي كريم، ومحمد خير الجراح، وجرجس جبارة، وباسم ياخور، وغيرهم.

«سليمو وحريمو» ثاني الأعمال الكوميدية التي ستعرضها القناة، وهو من تأليف وإنتاج وإخراج فادي غازي، ويتناول المفارقات التي يتعرض لها كاتب سيناريو فاشل خلال علاقاته مع الجنس الآخر. ويضم العمل على قائمة أبطاله: عبد المنعم عمايري، وجيني إسبر، وجمال العلي، وغادة بشور وآخرين.

وستعرض القناة مسلسل «مذنبون أبرياء» من إخراج أحمد السويداني وتأليف عبد المجيد العنزي وسيناريو وحوار باسل خليل وإنتاج «شركة ديالا للإنتاج الفني». والعمل من النمط الاجتماعي البوليسي من خمس سداسيات، ويندرج تحت بند الأعمال المتصلة المنفصلة، ويعالج في خباياه قضايا المخدرات والصراع الدائر بين تجارها من ناحية، وإدارة مكافحة المخدرات من ناحية أخرى. ويؤدّي أدوار البطولة فيه: بسام كوسا، وكندة حنا، ورنا الأبيض، ومحمد حداقي، وميسون أبو أسعد، وجيهان عبد العظيم، وزهير رمضان.

كما ستعرض «سورية دراما» في شهر رمضان الحالي مسلسل «أحمر» الذي يخوض عبره المخرج السينمائي جود سعيد أولى تجاربه في الدراما، عن نصّ للثنائي يامن الحجلي وعلي وجيه، من إنتاج «سما الفن». ويتناول جريمة قتل قاض يعمل في جهاز الرقابة، ويتولى التحقيق في حادثة القتل صديقه المقرّب ليكتشف خلال التحقيق الكثير من قضايا الفساد المتشعبة. ويؤدي أدوار البطولة في المسلسل: عباس النوري، سلاف فواخرجي، صفاء سلطان، ديمة قندلفت، عبد المنعم عمايري، ومضر جبر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى