كلاي إلى مثواه الأخير في وداع تاريخي الجمعة
منذ وفاته يوم الجمعة الماضي، ومدينة لويفيل حيث ولد وعاش بطل الملاكمة محمد علي كلاي تعمل بجدّ على إنجاز التحضيرات اللائقة لوداع استثنائي لأسطورة الملاكمة الذي أوصى بأن تكون جنازته رسالة عالمية للسلام.
وأكّد المنظّمون أنّ هذه الجنازة ستُقام بعد غدٍ الجمعة بحضور حشد هائل وأمام أنظار العالم بأسره. وسيحمل الممثل الأميركي ويل سميث وبطل العالم السابق في الملاكمة لينوكس لويس مع 6 أشخاص آخرين نعش الرجل الذي وُلد في لويفيل في 1942 باسم كاسيوس كلاي. وكان ويل سميث لعب دور محمد علي في فيلم «علي» 2001 ، الذي أخرجه مايكل مان.
والأشخاص الستة الآخرون الذين سيحملون النعش هم مقرّبون منه أو أفراد من أسرته، كما قال بوب غونيل الناطق باسم عائلة محمد علي.
وكان محمد علي كلاي توفّي الجمعة عن 74 عاماً، بعد معاناة استمرت لثلاثة عقود من داء باركنسون الرعاش . وقد حرص على أن يُعدّ بنفسه تفاصيل تشييعه قبل وفاته.
وقالت إحدى بنات الرجل الذي كان يصف نفسه «بالأعظم» ليلى علي: «أشعر بالارتياح لأنّه لم يعد يتألم». وأضافت: «عندما أفكر بأبي يحضرني نيلسون مانديلا».
وضع غير مسبوق في لويفيل
وأكّد بوب غونيل، أنّ «البطل» كان «يريد أن يتمكّن الجميع من حضور جنازته».
ويُنتظر أن يتوجّه زوّار من جميع أنحاء العالم إلى المدينة التي اعتادت تنظيم مباريات ديربي كنتاكي التي تُعدّ من أشهر سباقات الخيل في أميركا.
لكن رئيس بلدية المدينة غريغ فيشر، رأى أنّ الجنازة «ستكون شيئاً غير مسبوق على الإطلاق».
ودُعي سكان لويفيل والمعجبون بمحمد علي، أيّاً تكن ديانتهم، إلى المشاركة يوم غد الخميس في صلاة للمسلمين في قاعة فريدوم هول.
وكانت هذه القاعة التي تتّسع لـ18 ألف شخص استقبلت آخر مباراة لكلاي في مدينة ليوفيل، التي هزم فيها ويلي بيسمانوف في 29 تشرين الثاني 1961.
وفي اليوم التالي، سيعبر موكب جنائزي كبير المدينة التي باتت معظم جاداتها تحمل اسم محمد علي. كما ستُنظم مراسم تأبين متعدّدة الديانات لبطل العالم على أن تُقام في مركز «كي إف سي- يام سنتر» بحضور 15 ألفاً و500 شخص.
الحب لا السياسة
لم يؤكّد غونيل حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما الجنازة، لأنّ البيت الأبيض لم يصدر أي بيان بعد. في المقابل، أكّد أنّ الرئيس الأسبق بيل كلينتون والممثّل الكوميدي بيلي كريستال سيُلقيان كلمتين تأبينيتين.
وبعد ذلك، سيُدفن محمد علي الشخصية القوية التي طبعت القرن العشرين، بحضور أفراد عائلته في مقبرة في لويفيل.
وخلافاً للقواعد الإسلامية المتّبعة التي تقضي بالإسراع في دفن الميت، سيُشيّع محمد علي بعد 7 أيام على وفاته. وبرّر المسؤولون المسلمون المحلّيون أنّ السبب هو البعد الاستثنائي لهذه الشخصية. وحول هذا الأمر، علّق محمد بابار أحد المسؤولين المحليّين للمسلمين: «التأخير مقبول لأنّه علينا أن نفسح المجال للأشخاص القادمين من إندونيسيا وبريطانيا والسنغال وجنوب إفريقيا للمشاركة في توديعه وتقديم العزاء».