دردشة صباحية

يكتبها الياس عشّي

ردّاً على قيام الحكومات العربية المسؤولة عن هزيمة حزيران 1967 باعتقال أصحاب الرأي الحر، وردّاً على مصادرة الصحف والمجلات التي جرؤت وتحدّثت عن الأسباب التي قادت إلى الهزيمة، كتبتُ مقالاً تحت عنوان «وطن للبيع… فمن يشتري»؟ قلت فيه:

«العالم العربي يحكمه، اليوم، سماسرة السوق

والدلّال واحد حتّى ولو تغير لون الكوفية، أو شكل العباءة، أو لون الأسنان، أو شكل اللحية

لا فرق إن كانت اللحية بيضاء… أو شهباء … أو سوداء .. حتى لا فرق إن كان الدلال بدون لحية.. وكان خنثى … وكان لا ذكر ولا أنثى

الدلال واحد …

من كنيسة القيامة إلى حقول المرجان واحد

من نهر الأردن إلى آبار النفط والغرف المكيفة وعلب الليل وبيوت الحريم واحد،

الدلال، يا للعار، مبحوح الصوت، مخصيّ الفكر، ساديّ، ومجدور

الدلال ينادي:

ـ على أونا … على دوي … على تري

ـ وطن للبيع … فمن يشتري؟».

طبعاً لم يُنشر المقال في حينها، لقد انتظرت ثلاثين عاماً ليصدر في كتاب حمل العنوان ذاته من باب تسمية الكلّ باسم الجزء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى