قائد عمليات الفلوجة يتوقع تحرير المدينة خلال أيام

أعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة عبد الوهاب الساعدي، أنّ القوات العراقية تتقدم باتجاه وسط الفلوجة من المحور الجنوبي متوقعاً تحرير المدينة في خلال أيام، مؤكداً أنّ القوات الأمنية تتقدم بحذر خشية تعرض المدنيين للأذى ولأنّ تنظيم «داعش» الإرهابي زرع أعداداً كبيرة من القنابل والمتفجرات.

الساعدي كشّف عن وجود أنفاق حفرها عناصر «داعش»، مشيراً أنّ الجيش العراقي يقوم بتفكيك ما بين 150 إلى 200 قنبلة في كل 100 متر يتقدم فيها، و أكّد المعلومات التي قالت أنّ التنظيم جهز سيارات مفخخة لمهاجمة القوات العراقية بها عند دخولها المدينة.

وفي السياق، أكدت المصادر المتابعة تمكن وحدات من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، من تحرير حي الشهداء الثاني جنوب الفلوجة بالكامل، ورفع العلم العراقي فوق مبانيه أمس.

المصادر أكّدت أنّ التقدم مستمر باتجاه حي الشهداء الأول داخل المدينة في الجزء الجنوبي، مشيراً أنّ القوات دخلت بعد حي الشهداء الثاني، وهو أول حي في الطرف الجنوبي لمدينة الفلوجة، إلى الزقاق الأول بحي الشهداء الأول وسط معلومات تشير إلى هروب عدد من عناصر «داعش»، أمام تقدم قوات مكافحة الإرهاب التي لا يفصلها عن مركز المدينة سوى 3 كيلومترات ونصف تقريباً.

في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن نازحين من الفلوجة، أنّ «داعش» يستخدم الطعام لتجنيد مقاتلين جدد يتضور أقاربهم جوعاً.

وقالت هناء مهدي فياض، المواطنة العراقية البالغة 23 عاماً من عمرها التي نزحت من منطقة سجر الواقعة على الأطراف الشمالية الشرقية للفلوجة، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إنّ عناصر «داعش» زاروا الأسر بانتظام بعد نفاد الطعام، وعرضوا تقديم المؤن لمن ينضم إلى صفوفهم.

وأضافت «قالوا لجارنا إنّهم سيعطونه كيساً من الطحين الدقيق إذا انضم ابنه إليهم فرفض، وعندما ذهبوا فر مع عائلته»، و تابعت «رحلنا لأنّه لم يتبق طعام أو خشب لإشعال النار، بالإضافة إلى أنّ القصف كان قريباً جداً من بيتنا».

إلى ذلك، أكّد السفير الروسي في العراق، إيليا مورغولوف، أنّ روسيا مستعدة لتزويد العراق بالأسلحة اللازمة لمحاربة «داعش»، وقال «كل ما يطلبوه، نستطيع توريد ما يحتاجون إليه. مشكلتهم عدم وجود كوادر لاستعمال تقنيات الدول المتقدمة الأوروبية والأمريكية لأنّهم تقليدياً، اعتادوا على تقنياتناً، لأنها أبسط استعمالاً، وأكثر متانة في ظروف الرياح الرملية والحر. وطبعاً هم مهتمون بشراء الأرخص، نظراً للصعوبات المالية بعد تراجع أسعار النفط».

وأكّد السفير الروسي أنّ المباحثات لم تتوقف أبداً، وأنّها مستمرة بشكل دائم، مشيراً أنّ بغداد لم تتوجه بعد إلى موسكو بطلب مساعدتها في محاربة «داعش»، وأنّ الحكومة العراقية راضية عن مستوى التعاون العسكري الحالي بين البلدين.

الدبلوماسي الروسي أضاف «العراقيون أعلنوا أنهم قد يتوجهون إلى الجانب الروسي بطلب المساعدة في محاربة تنظيم «داعش». ممثلونا أعلنوا أنّه في حال ورد الطلب إليهم من الجانب العراقي، سيتم النظر فيه، إلا أنّه لا وجود لمثل هذا الطلب حتى الآن. إن مستوى التعاون العسكري الحالي يرضي الجانب العراقي».

وقال «إنّ التعاون بين موسكو وطهران ودمشق وبغداد، من وجهة نظري، يتقدم بنجاح كاف، على الأقل، الجانب العراقي أعرب أكثر من مرة خلال الحديث معي، عن رضاه عن عمل المركز، ودور ممثلينا هناك».

وفي شأن متصل، حذّر أثيل النجيفي قائد «الحشد الوطني» العراقي، من ظهور تنظيم أشد من «داعش» كرد فعل على الانتهاكات التي يرتكبها الحشد الشعبي، بحق المدنيين في المناطق التي تشهد معارك ضد «داعش»، بحسب قوله.

النجيفي وهو محافظ نينوى السابق، قال إنّ المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى إنّ «المدنيين الفارين من «داعش» في الفلوجة، أعدم قسم منهم وقسم آخر اعتقل ومن ثم أطلق سراحهم في محيط المدينة».

وحمل رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية سلامة المدنيين في الحملة العسكرية المتواصلة منذ 23 من الشهر الماضي لاستعادة الفلوجة، ومن ثم التوجه شمالاً نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد «داعش» من معقله الرئيسي في العراق، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري.

وأضاف النجيفي أنّ «المدنيين الذين ينقذون أنفسهم من براثن «داعش» يواجهون ميليشيات الحشد الشعبي، وهو ما يعطي رسالة للسنة غالبية سكان الفلوجة على أنّهم لن ينعموا بالأمن والاستقرار وسيكونون متهمين دائما بصلتهم بداعش».

واعتبر النجيفي، أنّ «ما يحدث في الفلوجة يؤكّد أنّ مخاوف وقلق المكون السني من الحشد الشعبي كانت محقة، وإذا استمرت هذه السياسة وجاء الأخير إلى الموصل، ستحدث كارثة أسوأ».

وتابع بالقول، «إذا واجه سكان الموصل، المتشددين السنة تنظيم داعش والمتشددين الشيعة الحشد الشعبي واضطروا إلى اختيار أحدهما، بالطبع فإن البعض سوف يختار الاصطفاف مع داعش لمحاربة الميليشيات الشيعية، لذا لا بد أن نبعث رسالة طمأنينة لأهالي الموصل».

ولفّت إلى أنّ «السنة في العراق يشكون لفترة طويلة من التهميش، واستفاد «داعش» من هذا الوضع، محذراً بالقول «إذا استمر التعامل مع السنة على هذا النحو فإنّ العالم سيواجه تنظيماً أشد وأقسى من داعش».

من جهته، اعتبر رئيس كتلة بدر النيابية قاسم الاعرجي، أن المطالبين بإبعاد الحشد الشعبي عن الفلوجة هم مناصرون لبقاء «داعش» في الانبار، وقال إن «المطالبين بابعاد الحشد الشعبي عن قاطع الفلوجة هم مناصرون لبقاء «داعش» في الانبار وزيادة معاناة الاهالي».

ودعّا الاعرجي مجلس محافظة الانبار إلى «القيام بواجباته الاخلاقية والقانونية بدلاً من حياة الدعة والرفاهية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى