جسر جب جنين الأثري… شاهد على تاريخ المنطقة
البقاع الغربي ـ شبلي أبو عاصي
عُرف قديماً بجسر التواصل والتلاقي بين السكان القاطنين على ضفتَي مجرى نهر الليطاني. وعُرف أيضاً بجسر قوافل المزارعين والتجار الذين كانوا ينقلون حوائجهم فوقه، إما للشراء أو للبيع، متجهين إلى الشام وجبل العرب. إنه الجسر الأثري الواقع في الجهة الغربية من بلدة جب جنين في البقاع الغربي، المتغلغلة في التاريخ، والتي يعود عمرها إلى الألف الثاني قبل الميلاد. جب جنين الملاصقة لكفريا المتجذرة في الجهة الشرقية لجبل الباروك، ولالا المتلألئة «بلدة الفسيفساء البيزنطية» وتتضمن كتابات باللغة الاغريقية وتعود إلى القرن السادس ميلاد.
هذا الجسر الأثري العتيق والمحاط بأجمل البلدات: كامد اللوز، وجب جنين وكفريا وخربة قنافار ولالا وبعلول والقرعون، ومع مرور الزمن، أصيب بتصدّعات وانهيارات عدّة، وقد تم في ستينات القرن الماضي إنشاء جسر مجاور له من أجل مرور الشاحنات والسيارات.
أهمية هذا الجسر تنبع من أهمية جب جنين والبلدات المحيطة بها، ولوجوده على تقاطع طرق في البقاعين الغربي والأوسط، ومن اشتهار البلدة بكثرة المستنقعات التي تعيق التواصل بين بلدات جبال لبنان الغربية ومثيلاتهافي سلسلة جبال لبنان الشرقية.
يبلغ طول الجسر 80 متراً، ويرتكز على 13 قنطرة ضخمة، واللمسات العمرانية الرومانية واضحة على رصف حجارته، ويشير آثاريون إلى أنّ تاريخ بنائه يعود إلى ما بين القرنين الثاني عشر والعشرين.
ونظراً إلى الحاجة لترميم هذا الجسر الأثري، قامت بلدية جب جنين التي كان يرأسها المرحوم خالد شرانق بالتعاون مع «جمعية تراثنا» التي ترأسها نسيمة الخطيب، بأعمال تدعيم الجسر وإعادة تأهيله، واكتشاف أجزاء منه كانت مطمورة تحت التراب مع مرور الزمن.
وحول هذا الجسر، أقامت بلدية جب جنين حدائق عامة وملعباً رياضياً وسوقاً شعبية، يؤمها الأهالي كلّ سبت من كل أسبوع.