في ظلّ صدمة وضياع يسودان المجلس الوزاري المصغّر وتدهور العلاقات الأميركية ـ «الإسرائيلية» نتنياهو مختف وينتظر نضوج الداخل «الإسرائيلي» للموافقة على المطالب الفلسطينية
حسن حردان
صدمة وإحباط في صفوف أعضاء المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغّر الذين باتوا في حالة ضياع، ولا يعرفون ماذا يجري في ظلّ اختفاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وبالتالي أصبحوا ينتظرون معرفة ما يدور في المفاوضات من خلال بيانات حركات المقاومة الفلسطينية.
هذان الصدمة والضياع إنما يعودان إلى سببين:
الأول: الخلافات الحادة المحتدمة بين رئيس الحكومة نتنياهو ومعظم أعضاء المجلس الوزاري الذين يعارضون جنوحه نحو التسوية المحتملة لوقف إطلاق نار في غزة. والتي يجري الحديث عن أنها تقترب من أن تتحقق، وأنّ نتنياهو يحتاج إلى وقت لإنضاج الداخل «الإسرائيلي»، على الصعيدين الوزاري والشعبي للقبول بها باعتبارها الخيار الأقلّ سوءاً بالنسبة إلى «إسرائيل» من سلوك الخيارات العسكرية واستمرار حرب الاستنزاف.
الثاني: إنّ نتنياهو يعيش حالة من البلبلة والارتباك بسبب انسداد الأفق أمام الخيارات العسكرية من ناحية، وحجم التنازل الذي سيقدمه لفصائل المقاومة الفلسطينية مقابل موافقتها على اتفاق وقف نار دائم. خاصة أنّ هذا التنازل الذي يتمثل بالاستجابة للمطالب الفلسطينية الستة المعروفة سيشكل هزيمة سياسية كبرى لـ«إسرائيل» تضاف إلى هزيمتها العسكرية.
في المقابل، فإنّ الوفد الفلسطيني الذي وافق على تمديد الهدنة خمسة أيام أخرى يصرّ على مطالبه ويرفض مناورات نتنياهو للتملص من الموافقة على إقامة ميناء بحري، وفتح المطار، لا سيما أنّ ذلك يحظى أيضاً بتأييد مصري وإقليمي ودولي على اعتبار أنّ هذين المرفقين سيكونان تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
وإذا كان التردّد «الإسرائيلي» الذي بات يميّز مواقف نتنياهو هو السبب في عدم التوقيع على اتفاق يلبّي المطالب الفلسطينية فإنّ الاستمرار في حالة المراوحة في المفاوضات لن يكون لصالحه أيضاً، خاصة أنّ المقاومة لا يمكنها أن تعطي فرصة لهدنة قادمة بعد انقضاء الخمسة أيام. إذا لم يكن هناك من يؤشر إلى حدوث تطوّر في الموقف «الإسرائيلي» باتجاه الموافقة الجدية وليس فقط الشفوية على شروط المقاومة لرفع الحصار عن قطاع غزة.
فالعودة إلى القتال تعني العودة إلى حرب الاستنزاف المكلفة بالنسبة إلى «إسرائيل» التي كلفتها الحرب حتى الآن نحو خمسة مليارات دولار عدا عن أزمة انعدام الثقة بين المستوطنين والحكومة والانقسام داخل الطبقة السياسية «الإسرائيلية» الحاكمة حول المآلات التي سترسو عليها الحرب ومن يتحمّل مسؤولية الفشل في تحقيق أهداف الحرب، وبالتالي الثمن السياسي المترتّب عليها.
ولهذا فإنّ رهان نتنياهو على محاولة تمديد الهدنة وبالتالي خلق أمر واقع لفرض معادلة هدوء مقابل هدوء والتملّص من استحقاق دفع ثمن هزيمته في الميدان والتسليم بمطالب المقاومة لن يكون ممكناً لأنّ المقاومة هذه المرة لن تسمح بتمرير مثل هذه المناورة والموقف الفلسطيني الموحد يعزز من ذلك ويحول دون قدرة «إسرائيل» على التهرّب من تقديم التنازلات والتي هي بمثابة حقوق للشعب الفلسطيني يسلبه إياها الاحتلال.
هذه الحالة هي التي تفسّر الوضع الذي يعيشه نتنياهو، والذي يجعله في مأزق كبير وحالة تردّد. وفي الوقت نفسه إدراكه باستحالة الخروج من هذه الدائرة من دون دفع الثمن وهو ما يحتاج إلى إنضاج الداخل «الإسرائيلي» ففي حين تتحدّث الصحافة «الإسرائيلية» عن موافقة «إسرائيل» على غالبية تفاصيل اتفاق لوقف النار يجري في الوقت نفسه القول إنّ الأمر لم يحسم بعد وإنّ الجميع ينتظرون ردّ قائد كتائب عز الدين القسام محمد ضيف. وهو ما يفسّر الحالة التي يرزح تحت وطأتها نتنياهو. ولهذا فإنّ الوفد «الإسرائيلي» المفاوض الذي عاد من القاهرة للاجتماع مع نتنياهو لا يعرف ماذا يفعل، وهو بانتظار القرار النهائي للذهاب إلى توقيع اتفاق بأقلّ الخسائر، ويرى أنّ عزاءه الآن في أنّ محمد ضيف يواجه المشكلة نفسها حسب اعتقاده.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه نتنياهو مخرجاً، إما بنضوج الداخل «الإسرائيلي» لتقديم التنازلات. وهو ما قد يحتاج إلى جولة أخرى أقلّ حدة من التقاصف وحرب الاستنزاف مع المقاومة. أو بحدوث تحوّل في الواقع الفلسطيني لا يبدو أنه سيحصل في ضوء وحدة الموقف الفلسطيني والدعم الشعبي غير المحدود للتمسّك بالمطالب وعدم المساومة والتراجع، والإغراء الذي يدفع السلطة الفلسطينية هذه المرة إلى التمسك بالموقف الموحد. والكامن في الحصول على المطالب الفلسطينية سيمكّنها من العودة إلى غزة بزخم. وتحقيق مكاسب، لم تتمكّن من تحقيقها طوال فترة مفاوضاتها مع الاحتلال الصهيوني، وذلك بفضل المقاومة وانتصاراتها، وصمود الشعب الفلسطيني.
وما يزيد من مأزق حكومة نتنياهو وحالة الإحباط هو أنّ فشلها العسكري أمام المقاومة ومأزقها في المفاوضات واكبه مزيد من التدهور في العلاقات «الإسرائيلية» ـ الأميركية، التي وصلت حسب تعبير مسؤولين أميركيّين إلى حضيض غير مسبوق، بعدما استخفّ نتنياهو بالبيت الأبيض وحاول التلاعب بينه وبين الكونغرس الأميركي الأمر الذي ينظر إليه من قبل الإدارة بمثابة تجاوز للخطوط الحمر وإهانة لا يمكن السماح بها.
وكإشارة على هذا التدهور في العلاقات إقدام الإدارة الأميركية على إيقاف إرسالية صواريخ إلى «إسرائيل» على خلفية التهوّر «الإسرائيلي» في حرب غزة والسجال الحاد بين نتنياهو وأوباما خلال الحديث الهاتفي بينهما. ويعكس كلّ ذلك أنّ «إسرائيل» المهزومة في مواجهة المقاومة في غزة باتت عبئاً على أميركا بعدما أصبحت عاجزة عن تحقيق نصر على قطاع غزة الصغير المساحة والمحاصَر.
«يديعوت أحرونوت»: وزراء المجلس الوزاري المصغّر لا يعرفون ما يجري… ونتنياهو يختفي!
تحدثت الصحف «الإسرائيلية» عن الصدمة والإحباط داخل المجلس الوزاري المصغّر من عدم معرفة ما يجري في المفاوضات باستثناء ما يعرفونه فقط من بيانات حركة حماس.
وتحت عنوان «الوزراء غاضبون ومحبطون» ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ «هناك صدمة وإحباطا بين وزراء المجلس الوزاري المصغر الذين لم يتلقوا حتى ساعات الليل المتأخرة أي تقرير عن تمديد وقف إطلاق النار خمسة أيام».
وأضافت أن «الوزراء انتظروا ساعات طويلة كي يحصلوا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على المعلومات»، مشيرة إلى أن «الوزراء يعرفون ما يحصل من بيانات حماس».
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الضالعين بمجريات الأمور داخل المجلس الوزاري المصغر قوله إنّ «أحد الوزراء صرّح أن رئيس الحكومة لم يتحدث مع أعضاء المجلس طوال النهار»، مضيفاًً: «نحن لا نعرف ماذا يجري، لقد اختفى».
وذكرت يديعوت أحرونوت أنّ البيان الرسمي الوحيد كان ما صدر عن جهات سياسية قالت فيه إن «رئيس الحكومة ووزير الأمن أوعزا إلى الجيش بالردّ على الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو لم يتحدث، يوم أول من أمس ، إلى أحد من وزرائه، الذين صرّح بعضهم بأنهم ضدّ التسوية المحتملة مع حركة حماس». كما أشارت إلى أنه «تحدث مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وتحدث أيضاً عن لجنة التحقيق التي عينها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بينما لم يجد المتسع من الوقت للتحدث مع الوزراء».
ورداً على سؤال بشأن عدم إطلاع الوزراء على آخر التطورات في محادثات القاهرة، قالت الصحيفة: «إنّ أحد أعضاء المجلس الوزاري أجاب، في ساعات منتصف الليل، بأنّ «ذلك ليس مهما الآن».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ «الجمهور «الإسرائيلي» أيضا كان نصيبه التجاهل من قبل مكتب رئيس الحكومة رغم التوجهات المتكرّرة للإجابة على أسئلة بشأن وقف إطلاق النار، وأنه بات في انتظار المتحدثين باسم حركة حماس».
ونقل عن مسؤول «إسرائيلي» قوله إنّ «ذلك أمرا محرجا، ويشير إلى البلبلة وليس على الإدارة والتحكم».
وعلى صلة أيضاً، كتبت الصحيفة «أنّ مكتب وزير الأمن، موشي يعلون، تصرف أيضاً بطريقة غريبة مساء أول من أمس . وأيضا بعد إعلان حركة حماس عن تمديد وقف إطلاق النار قال إنه يعرف بهذه التقارير ويقوم بفحصها.»
«معاريف»: أعضاء الوفد «الإسرائيلي» لا يعرفون ماذا يفعلون وعزاؤهم أنّ ضيف يعاني المشكلة نفسها
قالت صحيفة معاريف «الإسرائيلية» إنّ «الوفد «الإسرائيلي» عاد أول من أمس من القاهرة وتوجه مباشرة إلى مكتب رئيس الحكومة في القدس»، مضيفة أن «أعضاء الوفد جلسوا هناك مع رئيس الحكومة ووزير الأمن من دون أن يعرفوا ماذا عليهم أن يفعلوا… عزاؤهم الوحيد هو أن محمد ضيف قائد كتائب عز الدين القسام يعاني من المشكلة نفسها».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ «الخيارات أمام ضيف أقل». وأوضحت «فبالنسبة إليه الوضع هو يكون أو لا يكون»، لافتة أنه «في «إسرائيل متردّدون بين عدد غير قليل من الخيارات».
وذكرت معاريف أنّ «ثمة من يقترح، ولا سيما داخل الجيش، وقف الاتصالات وتحديد ثمن هو هدم مبنيين مقابل كلّ صاروخ يطلق من غزة سواء أوقع أضراراً أو لا، لكن ثمة إمكانيات أخرى».
وقالت الصحيفة: «تمّ أول من أمس تمديد وقف النار خمسة أيام»، معتبرة أن «النتيجة التي انتهت إليها الأمور هي أنّ الهدوء سيقابل بالهدوء، وما كان هو ما سيكون بانتظار صدور بيان جديد».
«هآرتس»: الجيش «الإسرائيلي» يحقق في حرب غزة لصدّ دعوات إجراء تحقيق دولي
تناولت صحيفة هآرتس «الإسرائيلية» موضوع الجيش «الإسرائيلي» الذي يحقق في حالات القتل تجنباً لتحقيق دولي، والتحقيق في عشرات حالات القتل التي سقط في معظمها مدنيون فلسطينيون خلال القتال في غزة.
ورأت الصحيفة أنّ «هذه الخطوة السريعة ترمي إلى المساعدة في صدّ الدعوات لإجراء تحقيق دولي يتناول الاتهامات الموجهة إلى «إسرائيل» حول ارتكابها جرائم حرب… وفي محاولة إضافية لتقليص تأثير التحقيقات الدولية»، مشيرة إلى أنّ «مراقب الدولة أعلن أول من أمس أنه سيحقق فيما إذا كانت إسرائيل قد خرقت القانون الدولي خلال العملية».
وأضافت هآرتس أنه «في الجيش يدركون رغبة منظمات أجنبية في إدارة معركة قضائية وإعلامية ضدّ ضباط شاركوا في القتال واتهامهم بجرائم حرب».
إلى ذلك، كتب المحلل العسكري للصحيفة عاموس هرئيل، «أن عملية الفحص السريعة التي بدأها الجيش تعتمد على دروس الحروب السابقة على قطاع غزة، «الرصاص المصبوب» و«عمود السحاب»، وهجوم البحرية «الإسرائيلية» الدموي على أسطول الحرية التركي في أيار مايو 2010، ونتائج «لجنة تيركل».
يذكر أنّ رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي»، بني غنتس، كان قد أعلن، قبيل الحرب، عن تعيين الجنرال نوعام تيفون رئيساً للجنة عسكرية، تابعة لهيئة أركان الجيش، وظيفتها فحص ادّعاءات بوقوع «أحداث غير عادية» أثناء القتال. وتقوم اللجنة بفحص حوادث معينة، وخاصة تلك التي قتل فيها مدنيون فلسطينيون.
وبحسب «هآرتس» فقد وضعت تلخيصات أولية لـ15 حادثاً مرتبطاً بالحرب، وبدأت عملية فحص عشرات الحوادث الأخرى، وبضمنها تلك التي أسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، أو قصف مقرّات الأنروا، أو القصف الشديد على رفح في مطلع آب أغسطس بعد أسر الجندي هدار غولدين».
تجدر الإشارة إلى أنّ الجيش فحص 82 حادثة في الحرب العدوانية السابقة على قطاع غزة في العام 2012، والتي أطلق عليها «عمود السحاب»، ولم يتمّ اتخاذ إجراءات ملموسة أو جنائية ضدّ المتورّطين فيها.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أنّ هيئات التحقيق العملانية والنيابة قادرة على التحقيق في شبهات بشكل مستقلّ وجذري وبدون تدخل دولي، وذلك بهدف تسليم التقارير مستقبلاً إلى المجتمع الدولي.
«تليغراف»: لماذا انسحب مقاتلو الدولة الإسلامية من لبنان؟
قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية «إنّ انسحاب مسلحي «الدولة الاسلامية» من عرسال يؤشر إلى عدم صدور أوامر عن رأس القيادة في الدولة الإسلامية بدخول لبنان»، معتبرة «أنّ الأكثر احتمالاً هو أنّ «المقاتلين يمثلون مجموعة مسلحين بايعوا البغدادي على أسس براغماتية لا ايديولوجية».
وتحت عنوان «لماذا انسحب مقاتلو الدولة الإسلامية من لبنان؟» رأت الصحيفة أنّ «سيطرة الجهاديين على عرسال التي استعادها الجيش اللبناني لاحقاً تعدّ أخطر امتداد للحرب السورية في لبنان». وأشارت إلى أنّ ذلك «لا يعني أنّ تنظيم الدولة الإسلامية يسعى إلى شنّ غزو كامل للبنان، كما تكهن محللون».
وأضافت أنه «في البداية، بدا تحرك المسلحين كجزء من استراتيجية استفزازية مخطط لها منذ فترة طويلة»، معتبرة أنّ «موافقتهم على وقف لإطلاق النار ثمّ انسحابهم كانت مفاجئة».
وقالت «تيليغراف»: «أولاً، من اللافت أن يقاتل مسلحو جبهة النصرة والدولة الإسلامية معاً. ثانياً، موافقة الدولة الإسلامية على وقف إطلاق نار مع دولة علمانية هو أمر مثير للاهتمام. لذا من غير المرجح أن تكون الأوامر بدخول لبنان قد صدرت من رأس القيادة في الدولة الإسلامية»، معتبرة أنّ الأكثر احتمالاً هو أنّ «المقاتلين يمثلون مجموعة مسلحين بايعوا البغدادي على أسس براغماتية لا ايديولوجية».
«ستريت جورنال»: العلاقات الأميركية ـ «الإسرائيلية» تدهورت والإدارة توقف إرسالية صواريخ لـ«إسرائيل»
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أنّ الإدارة الأميركية عطّلت خلال العدوان على قطاع غزة شحنة صواريخ هجومية لـ«إسرائيل»، وأوضحت «أنّ شحنة قذائف المدفعية التي تسلمتها «إسرائيل» خلال الحرب من مخازن الطوارئ الأميركية كانت بغير علم الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية وأثارت ردود فعل غاضبة».
وأكد مسؤولون أميركيون للصحيفة «أنّ العلاقات بين الحكومة «الإسرائيلية» والإدارة الأميركية تدهورت إلى حضيض غير مسبوق»، متهمين حكومة نتنياهو بأنها «تستخفّ بالبيت الأبيض وتمارس الألاعيب بين البيت الأبيض والكونغرس»، وقالوا «إنّ «إسرائيل» باتت «لا تدرك مكانها». ووصفوا رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو وطاقمه الأمني بأنهم «متهوّرون وغير جديرين بالثقة».
وكتبت الصحيفة «أنّ الإدارة الأميركية أوقفت إرسالية الصواريخ، وذلك في إطار التوتر القائم بين الإدارة الأميركية وبين الحكومة «الإسرائيلية» على خلفية الحرب على قطاع غزة»، مشيرة إلى أنّ «العلاقات بين الطرفين وصلت إلى حضيض جديد».
وبحسب مصادر في الإدارة الأميركية فإنّ «أداء «إسرائيل» أثناء الحرب في الشهر الأخير أقنع الإدارة الأميركية بأن نتنياهو وطاقمه الأمني متهورون وغير جديرين بالثقة.»
وأضافت أنه «توجه إلى نتنياهو الاتهامات بالتلاعب ما بين الكونغرس وبين البيت الأبيض، وأنه أساء بدرجة كبيرة لوزير الخارجية، جون كيري، وسفير الولايات المتحدة في «إسرائيل»، دان شبيرو.»
إلى ذلك، أشارت الصحيفة بانّ «الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تحدث مع نتنياهو، يوم أول من أمس ، في أعقاب تمديد التهدئة لخمسة أيام أخرى. وبحسب البيت الأبيض فإنّ أوباما أكد على أنّ الولايات المتحدة تدعم ما أسمي بـ»المبادرة المصرية»، وأنه أكد على أهمية التوصل إلى اتفاق دائم يضمن أمن «إسرائيل» ويستجيب لاحتياجات الفلسطينيين الإنسانية في قطاع غزة».
ورغم أنّ بيان البيت الأبيض لا يكشف حقيقة المواجهات الحاصلة بين الطرفين، فقد وصف مسؤولون أميركيون المكالمة الهاتفية بين أوباما ونتانياهو بأنها قتالية».
وتجدر الإشارة إلى أنه في الثلاثين من تموز يوليو الفائت، قصف الجيش «الإسرائيلي» مدرسة تابعة للأنروا في جباليا، وكانت تأوي أكثر من 3 آلاف فلسطيني، وفي اليوم نفسه سمح البنتاغون «لإسرائيل» بالحصول على قذائف بقطر 120 و 40 ميلليمترا من مخازن الطوارئ الأميركية في «إسرائيل». وبحسب «وول ستريت جورنال» فإنّ الأميركيين يعتقدون أنّ «إسرائيل» تضللهم».
وكتبت الصحيفة «أنّ مسؤولين في البيت الأبيض وفي الخارجية الأميركية قلقون من «التكتيكات القاسية» «لإسرائيل» في ساحة القتال، والتي تسبّب كارثة إنسانية، وقد تؤدّي إلى المسّ بالاستقرار الإقليمي وبمصالح «إسرائيل» نفسها، كما أنهم قلقون بوجه خاص من استخدام «إسرائيل» للمدفعية بدلاً من استخدام القذائف الذكية الموجهة في المناطق السكنية المأهولة».
وبحسب دبلوماسيين أميركيين، فإنّ «القشة التي قصمت ظهر البعير»، كانت المحادثة التي أجراها نتنياهو مع سفير الولايات المتحدة في «إسرائيل»، شبيرو، حيث هاجم الإدارة الأميركية، وطالبها بعدم التشكيك به مرة ثانية بشأن الطريقة التي يواجه بها حركة حماس. ونقل عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إنّ «ذلك يظهر أنّ «إسرائيل» لا تفهم موقعها في العالم».
كما جاء أنّ البيت الأبيض والخارجية الأميركية قد فوجئوا بنقل ذخائر عسكرية «لإسرائيل» بدون معرفتهم، حيث أنّ الإدارة الأميركية اكتشفت أنه إضافة إلى القذائف التي طلبتها «إسرائيل» وصودق عليها، فإنها طلبت عن طريق قناة «جيش لجيش»، القائمة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، صواريخ «هيلفاير» المعدة لطائرات «أباتشي».
وكتبت الصحيفة «استناداً إلى مصادر في «إسرائيل» والكونغرس أن وزارة الدفاع الأميركية كانت على وشك إرسال شحنة أولى من صواريخ «هيلفاير»، ولكن انكشف الأمر أمام المسؤولين في البيت الأبيض، فقرّروا وقف إرسالية الصواريخ. وطلبت الإدارة الأميركية من «الوكالة للتعاون الأمني» ومن قيادة الجيش الأميركي في أوروبا والوكالات الأخرى التشاور مع البيت الأبيض والخارجية قبل المصادقة على طلبات «إسرائيلية» أخرى».
ونقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله: إنه «يجب منع تحوّل نقل الأسلحة إلى أمر روتيني بالنظر إلى السياق. وجاء أيضاً أنّ البيت الأبيض والخارجية الأميركية كانت لديهما مخاوف من ردود الفعل، وخاصة من قبل الفلسطينيين، على حقيقة أنّ الولايات المتحدة تواصل تزويد «إسرائيل» بالذخيرة التي يتم استخدامها بشكل متهور».
إلى ذلك، كتبت الصحيفة «أنّ العلاقات بين «إسرائيل» والولايات المتحدة قد هبطت إلى حضيض جديد منذ تولّي أوباما مهام منصبه. وقال مسؤول «إسرائيلي» إنّ الشرخ أعمق بكثير من كونه خلافاً بشأن توقيت وقف إطلاق النار. وأضاف المسؤول نفسه إنه «كانت في السابق توترات في العلاقة، أما اليوم فإنّ ذلك يتجاوز التوتر إلى عدم الثقة وتصادم في الرؤى بشأن الشرق الأوسط».
من جهته قال سفير «إسرائيل» في الولايات المتحدة رون درمر، إنه «لا أساس للادّعاءات بوجود شرخ بين «إسرائيل» والولايات المتحدة». وأضاف «أن «إسرائيل» تثمّن عالياً الدعم الذي تلقته في الحرب الحالية من الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن ما زعم أنه «حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها»، إضافة إلى تمويل «القبة الحديدية».