صباحات

صباح الخير للسيد والحب والحرب

صباح الخير للإطلالة المباركة

صباح الخير لروح المشاركة

للناس تأتيك وقلوبها فوق رؤوس الأصابع

تنفر كالدمع إذ ينزل صوتك على المسامع

وفي الكفّ يقرأون معك الخطاب

بعيون القلب يقروأن في الكتاب

وأنت قد استجمعت بقايا أرواحهم المعلّقة

بأهداب عينيك وصنعت منها لكلّ عدوّ حبل مشنقة

تنادي الجمع فتُستَجاب

تقول فتحنا ولن نغلق الحساب

ودم اللقيس أمانة في أعناقنا

ومِن قبله مَن استشهد مِن القادة ومِن رفاقنا

فتنوء أعناق الحضور بحمل الدم الذي ناديت للثأر كمثل ثارات الحسين

مِن دم الرضوان والعباس والراغب حرباً يهبّ دمه ديناً ويفي الدَّين

تنهض الأرواح من بين يديك رجالاً لا يهابون موتاً ولا مخاطر

فقد ولّى زمن أن ينادي حسينك ولا يجد من يلبّي النداء أما مِن ناصر

فالأجيال رضعت مع حليب الأمهات صرخة الجواب لندائك هيهات

هيهات مِنّا الذلّة وتتلوها هيهات

فقد ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات

ولك وبين يديك

يصرخ الجمع لبّيك

لبّيك يا نصر الله بالإجماع

ولو دقّت ساعة الوداع

ها أنت سيّد الجمع وصاحب الإذن بالتصرّف برصيد الدماء

تعلن مقالك بشغاف الروح يسمعونك ويلبّون النداء

فقد قلت إنّ الحال تنبئ بالخطر

وأنّك لن تقيم صلاة استسقائك للأرواح لتأتيك كالمطر

يكفي أن يتنبّهوا وأن يكون الحذر

وأن يصل التنبيه المنتظر

أن هناك من يعلن الحرب على المقاومة

ومن لا يعرف معنى أنّ العبث بالأمن لا يقبل المساومة

وأنّ استهداف الجيش ضمن خطّة انتحار وخراب

مخاطرة بلبنان واستقراره بلا حساب

وقلت إنّ الطريق مقفلة للّعب بالأوراق

ومن يرسل السمّ لن يحصل على الترياق

صحيح أننا منشغلون عنكم بـ«إسرائيل»

لكن إن كان تفكيركم بنا وتكفيركم لنا رأيكم الأصيل

فلكم معنا ألف مستحيل ومستحيل

ولنا معكم كلاماً آخر ستسمعون

فلا رحمة ولا من يحزنون

وقد استكثرتم يا أدعياء الحضارة

أن يقال إنّ السيدة فيروز أو من بمقامها يقول في السيّد جميل العبارة

وأن يقدّر الناس ناساً وأن يكون بين الرموز الكبار تقدير واحترام

فضاقت صدوركم بمحبة يتبادلها اللبنانيون والمحبة ثقافة السلام

في كلّ حال قال السيد وخير ما قال

إنّكم لا تعرفون معنىً للحب ولا معنىً للجمال

وإنّكم من آخر الطريق جماعة القيل والقال

وإنّكم لا تعرفون إلّا أن تردّدوا ما قيلَ

نفوسكم سوداء وقلوبكم سوداء لا تقبل التجميلَ

ومن نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا

وفي نهاية المطاف معنا لا تلعبوا

جرّبتم مرّة فهذي المرة لا تجرّبوا

في طريقكم موج بحار وموج البحر لا تركبوا

ما رأيتم في السابع من أيار ليس إلا بعض ما عندنا

لا تختبروا فينا القدرة والأهمّ لا تختبروا صبرنا

لسنا بوارد «التبلبش» بكم ولا عندنا وقت ولستم في الحساب

لكن إن طرقتم بابنا فبحسب السؤال يكون الجواب

لن نسمح بأخذ لبنان إلى الحرب الأهلية

ولا إلى تحويله مكسر عصا للأحقاد السعودية

فتفكّروا وتصوّروا واعتبروا و تنوّروا قبل الدخول في المحظور

لن تكون لياليكم مظلمة فقط، بل لن يبقى في نهاركم نور

إن جهلتم جهلنا وإن جهلنا صرنا مضرب المثل في جهل الجاهلينَ

وإن عقلتم سادة العقل نحن، منّاً وسلوى سنطعمكم بأيدنا

فتعالوا إلى كلمة سواء

وإن ركبتم رأسكم تجنّبوا في لحظة الوقوع البكاء

صباح الخير للسيد إن أصبح وإن أمسى

صباح الخير للقلوب التي لا تنسى

صباح الخير لك سيدي وقد مالت نحو الشمال القلوب

ومالت فوّهات البنادق صوب الجنوب

صباح الخير إليك توصل كل الدروب

فالقلوب مصابيح زيتها من حبّك الموصول

لا تبغي أن تستريح بل أن تلقى منك القبول

أغلب الجمع كان عكس تمنياتك بقول عسى أن تقع الحرب الآن

كي نريك كيف تتحقق أمنياتك وترى كيف تصير الجموع في لحظة الغليان

بخار الأرواح يزفّ إليك كي ترضى

تحرّر به شعوباً وتصون فيه عرضا

كم من مرّة صنت أوطاناً أو حرّرت أرضا

صباح الخير للابتسامة

صباح الخير للحظة انحناءٍ للعمامة

صباح الخير لطهرك يا نسل الأنبياء ووريث الإمامة

خذنا أنّى شئت وقل ما شئت فأنت الصباح والمساء

وإليك القلوب تنزح في الرحيل

وبين يديك تستطيب الإقامة