سيناتور ماساتشوتس تبحث فكرة ترشحها نائبة لكلينتون

أكّد مقربون من السناتور الأميركية إليزابيث وارين، أنّها تدرس فكرة ترشحها لمنصب نائبة للمرشحة الديمقراطية المحتملة، في انتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون لكنها تلمس عقبات تعترض هذا الخيار.

وذكر أحد المصادر أنّ وارين تخشى الانضمام إلى كلينتون في بطاقة انتخابية واحدة لأسباب منها التشكك في أن ترشح امرأتين سيمنح الديمقراطيين فرصة أفضل لهزيمة المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب.

هذا ويجري مستشارو وارين اتصالات مكثفة مع فريق كلينتون، حيثُ أصبحت المحادثات أكثر كثافة في الأسابيع القليلة الماضية، في وقت أشارت وارين لمقربين، أنّها مهتمة بفكرة أن تُصبح نائبة لكلينتون لكنها لم تناقش الأمر لا مع كلينتون ولا مع أي شخص آخر من حملتها.

ووارين التي تعتبر من أشد الديمقراطيين انتقاداً لدونالد ترامب، كتبت سلسلة من التعليقات وصفّت فيها رجل الأعمال وقطب العقارات بأنّه عنصري مولع بالجنس ويعاني من رهاب الأجانب، وقالت إنها ستخوض معركة لتضمن أنّ «المزيج السام من الكراهية وانعدام الأمن الذي يمثله لن يصل أبداً إلى البيت الأبيض».

كما تلتزم وارين بطرح أجندتها السياسية الخاصة التي وصفتها المصادر، بأنّها «أكثر تقدمية» من مواقف كلينتون الوسطية، كما وتخشى أن يكون صوتها كنائبة للرئيس أو كوزيرة أقل تأثيراً عما هو عليه الآن في مجلس الشيوخ فيما يتعلق بقضايا تمثل أولوية بالنسبة لها مثل معالجة التفاوت في الدخول.

ووارين التي تمثل ولاية ماساتشوتس في مجلس الشيوخ الأميركي، وقفت على الحياد في بداية السباق الديمقراطي وكانت المرأة الوحيدة في المجلس التي لم تلق بثقلها خلف أول مرشحة في الانتخابات الرئاسية عن حزب كبير.

و يقول مراقبون أنّه في حال انضمامها وارين لبطاقة كلينتون الانتخابية، فقد تساعد في تحفيز التقدميين وتكسب أصوات أنصار منافسها بيرني ساندرز، و الذي تنسجم أفكاره معها فيما يخص كبح جماح «وول ستريت» وتفكيك البنوك الكبرى.

في غضون ذلك، أكّد المراقبين أنّ استمالة أنصار بيرني ساندرز، ستكون أول مهمة لكلينتون بعد أن تأكّدت هذا الأسبوع أنّها ستصبح مرشح الحزب الديمقراطي، و أشاروا أنّ هذه المهمة ستكون أصعب المهام التي تنتظرها.

وقال ديمقراطيون من المعسكرين ساندرز كلينتون إنّهم يتوقعون أن تمد هيلاري يدها بمزيد من أغصان الزيتون لبيرني في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك قبول حلول وسط في برنامج القضايا الذي سيتم تبنيه في مؤتمر الحزب لإعلان مرشحه الذي يعقد في تموز المقبل وكذلك إصلاحات عملية الانتخابات التمهيدية، في الحزب الديمقراطي التي انتقدها ساندرز وقال إنّها مزيفة ومتحيزة لصالح المؤسسة الحزبية.

وربما لا يكون من السهل إقناع كل أنصار ساندرز الذين ساعدوا في دفعه إلى الأضواء على المستوى الوطني، بعد أن كان مغموراً على الساحة السياسية وهللوا لرسالة المساواة في الدخل التي طرحها، وما نادى به من إصلاح عملية تمويل الحملات الانتخابية وحديثه عن الفساد في «وول ستريت».

هذا وتوصل استطلاع للرأي العام من تنظيم «رويترز – إبسوس» في آيار الماضي إلى أن أنصار ساندرز ازدادوا اعتراضاً على كلينتون في الشهور القليلة الماضية، وأنّ أقل من نصفهم يقولون إنّهم سيدلون بأصواتهم لها إذا ما أصبحت مرشحة رسمية للحزب الديمقراطي.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الاميركي باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية إنّه يأمل أن يبدأ رأب الانقسامات بين الديمقراطيين خلال الأسبوعين القادمين، وقال أوباما «أملي أنه على مدى الأسبوعين القادمين سيكون بمقدورنا وضع الأمور في نصابها».

أوباما قال «كان شيئاً صحياً للحزب الديمقراطي أن يكون لديه انتخابات أولية تنافسية» وأشاد بساندرز «للمجهود الضخم والأفكار الجديدة» التي جلبها إلى الحملة. وأضاف «هو دفّع الحزب وتحداهم. أظن أنّ ذلك جعل هيلاري مرشحاً أفضل».

وفي المقابلة قال أوباما أنّ الدور الرئيسي الذي سيقوم في هذه العملية هو تذكير الشعب الأميركي، بأنّ منصب رئيس الولايات المتحدة هو «وظيفة حساسة… هذا ليس تلفزيون الواقع» في إنتقاد موجه إلى المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب الذي شارك بالتمثيل في برنامج لتلفزيون الواقع.

من جهته، سئل المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست عما إذا كان أوباما يعتقد أنّه ينبغي لساندرز أن ينهي حملته الانتخابية، فأجاب قائلاً إنّ السناتور «له كل الحق في أن يتخذه بنفسه قراره بشأن مسار حملته».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى