عشرات آلاف الفلسطينيين يتوجهون إلى المسجد الأقصى رغم القيود وجيش العدو يفرض طوقاً أمنياً على الضفة الغربية ويُحظر دخول القدس
توجه عشرات آلاف الفلسطينيين للمشاركة في صلاة أول جمعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، رغم القيود التي فرضتها «إسرائيل» بعد يومين من عملية تل أبيب.
وفي إطار الإجراءات العقابية التي فرضتها على الفلسطينيين، أعلنت «إسرائيل» صباح أمس، إغلاق الأراضي الفلسطينية حتى مساء غد الأحد وأغلقت نقاط العبور بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المفصولين جغرافياً، ما عدا للحالات الإنسانية الطارئة.
واجتاز الآلاف من الفلسطينيين صباح أمس معبري بيت لحم وقلنديا باتجاه القدس سيراً على الأقدام وعبرت النساء والأطفال ورجال في الأربعينات من العمر المعبرين لاستقلال حافلات تقلهم إلى الحرم القدسي.
ويضاف منع الشبان الفلسطينيين من الدخول إلى القدس خلال شهر رمضان إلى القيود اليومية التي تفرضها «إسرائيل» ومنها دخول باحة الأقصى.
وقد فرضّت قوات العدو «الإسرائيلي» طوقاً أمنياً شاملاً على الضفة الغربية، كما أغلّقت جميع المعابر إلى قطاع غزة، بعد عملية «تل أبيب» الفدائية، وبرّرت فرضها الطوق بحلول عيد نزول التوراة لدى اليهود.
كما شنّ جيش الاحتلال فجر أول من أمس حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في كافة أنحاء الضفة الغربية، معلناً أنّ الحظر الذي لن يشمل دخول المصلين إلى الحرم القدسي سيظل سارياً حتى منتصف ليل الأحد.
وعززت الشرطة «الإسرائيلية» قواتها أيضاً في القدس المحتلة خلال صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان أمس، وأغلقت بعض الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة، ومنعت دخول جميع الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عام 48.
وقالت مصادر أخرى إنّه تقرّر منع جميع العمال الفلسطينيين وحملة التصاريح التجارية والتصاريح الخاصة وتصاريح البحث عن عمل من الدخول إلى الأراضي المحتلة، وأضافت: «يُستثنى من الإغلاق من يحملون تصاريح للصلاة في المسجد الأقصى»، موضحة أنّ «الفلسطينيين الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً بالإضافة إلى حملة تصاريح الصلاة من 35 عاما إلى 45 عاماً سيسمح لهم بالدخول للصلاة في الأقصى، فيما سيسمح للنساء من كل الأعمار والأطفال تحت سن 12 عاماً من أداء الجمعة، بالإضافة إلى الحالات الإنسانية».
ذكرت مصادر أمنية فلسطينية، من جهتها، أنّ القوات «الإسرائيلية» شنّت أمس، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في جميع أنحاء مدن وقرى ومخيمات الضفة.
وقالت المصادر إنّ القوات اقتحمت مدينة يطا وقرية الشيوخ وقرية بيت عوا ومدينة الخليل، كما اقتحمت بلدتي سنجل وبدرس في رام الله، ومخيم عايدة في شمال بيت لحم، وحي كفر سابا في قلقيلية، والعيزرية وأبو ديس والقدس القديمة، وطمون وطوباس، ما أسفر عن اندلاع مواجهات في أكثر من محور أطلقت خلالها قوات العدو الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين أنّ إلغاء «إسرائيل» تصاريح دخول الفلسطينيين بعد الهجوم الأخير، ربما كان عقاباً جماعياً يحظره القانون الدولي.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المفوض السامي إنّ الحسين يدين الهجوم، لكنه يشعر بقلق بالغ إزاء إلغاء التصاريح وهو إجراء «قد يصل إلى العقاب الجماعي المحظور ولن يؤدي إلا إلى زيادة الشعور بغياب العدالة والإحباط لدى الفلسطينيين».