خربشات قلم
لا تعاتبها إن أسرفت في لجم مواسمها الشهية
وأغرقت صوتها خلف صخرة تختبئ في الظلّ
وأطلقت ضفائرها أغنيةً للبساتين
فهي ابنة الشرق الحزين بكلّ تضاريسه
أشرَبوها قبل الولادة كوباً من اللاءات
وشذّبوا أظافرها وهذّبوا رموش مقلتيها
وأقفلوا الأبواب وسكّروا النوافذ
ومنعوا ذكور العصافير أن تزقزق في حضرتها
وهرسوا خرافتين وأسطورة ودسّوها في وجبتها الصباحية
وأخبروها هكذا المرأة في الشرق تكون أبهى
لا تغضبها
فصوت الناي تسرّب من تحت النافذة, وراقص المتواري فيها منذ ألف أمنية, وقصيدة لعاشق يغازل نجمة تسرّبت تحت عقب الباب.
فذكّرتها بما بها وأن شفتيها لم تخلقا لأجل الحديث والتمتمات فقط, وأنها قد تفعل التقبيل وتثمل كما صار مع النجمة والقصيدة, وأن ما خلف الأبواب والنوافذ, ليس إثماً يزرعه المسافرون بذكوتهم إلى مدن الأساطير, وأنّ في الليل حلماً يولد وفي الفجر تزقزق كلّ العصافير.
لا تعاتبها , بل علّمها كيف ترتشف فنجان قهوة في الصباح . وعلّمها تغني مع فيروز:
«دخيلك يا أمّي مدري شو بِني»!
فاديا مطر