الجيش يشدّد إجراءاته الأمنية في البقاع والشمال وتحرير عنصرين من قوى الأمن الداخلي
واصل الجيش تشديد إجراءاته الأمنية في منطقة البقاع والشمال خصوصاً في مخيمات النازحين السوريين. ودهمت استخبارات الجيش أمس أماكن إقامة السوريين في بلدتي برسا وحارة الخاصة، واعتقلت 10 منهم لعدم حيازتهم أوراقاً قانونية أو لدخولهم إلى لبنان خلسة.
كما دهمت دورية من الجيش منزل ت.ص. في بلدة الصويري البقاع الغربي، بتهمة انتمائه إلى تنظيم محظور، وحصل تبادل إطلاق نار بين الدورية والمطلوب الذي فرّ إلى جهة مجهولة، لكنّ الجيش عمد إلى توقيف م. ص. وشقيقه اللذين صودف وجودهما في المكان أثناء الدهم.
ملفّ المخطوفين يتحرك
في شأن العسكريين المخطوفين، طرأ تطور مفاجئ خرق الغموض الذي لف هذا الملف، إذ تسلم وفد هيئة العلماء المسلمين عنصرين من قوى الأمن الداخلي كانا مختطفين لدى «جبهة النصرة» ضمن وساطة تقوم بها الهيئة للإفراج عن العسكريين. ووصل العنصران مع الوفد إلى مركز استخبارات الجيش في رأس بعلبك.
وأوضحت قيادة الجيش في بيان أنه عند الساعة الواحدة والربع تسلمت استخبارات الجيش في منطقة البقاع عنصرين من قوى الأمن الداخلي وهما الرقيب مدين حسن والعريف كمال المسلماني، اللذان كانا قد اختطفا من مركزهما في بلدة عرسال، حيث سلما لاحقاً إلى آمر فصيلة قوى الأمن الداخلي في عرسال.
وأعدت عائلة حسن استقبالاً له عند مدخل بعلبك الجنوبي. وشكرت والدته «كل الذين ساهموا في الإفراج عنه، من هيئة العلماء المسلمين، إلى الجيش، وقيادة قوى الأمن الداخلي».
كما أعد أهالي منطقة بعلبك والبقاع الشمالي استقبالاً لحسن ومسلماني، وأُوقف موكب الذي أقلهما في أكثر من محطة، في بلدة جديدة الفاكهة في البقاع الشمالي، وفي دورس عند مدخل مدينة بعلبك، حيث نثر الأرز والورود وأطلقت المفرقعات النارية، ورفعت الأعلام اللبنانية ورايات الجيش.
وتحدث العسكريان المفرج عنهما عن «المعاملة الحسنة التي يتلقاها عناصر قوى الأمن الداخلي المحتجزون لدى جبهة النصرة، خصوصاً المرضى منهم، حيث يؤمنون لهم الأدوية اللازمة»، وأفادا «أنّ جميع زملائهما بخير وبصحة جيدة»، متمنين: «إطلاق سراحهم في أقرب فرصة».
سلام: قضية المخطوفين لن تنام
وفي السياق نفسه، أكد رئيس الحكومة تمّام سلام أنه يبذل كل الجهود الممكنة لتأمين الإفراج عن الأسرى والمخطوفين من أفراد الجيش وقوى الأمن الداخلي، مشيراً إلى «أنّ الدولة لا تفرّط بمصير أبنائها ولن تتخلى عنهم».
وفي كلمة له أمام لجنة أهالي الأسرى والمخطوفين من الجيش وقوى الأمن التي زارته في السراي الحكومية أول من أمس، للاستفسار عن المساعي المبذولة للإفراج عنهم، أوضح سلام «أنّ ما حصل في عرسال كاد يهدّد الوطن برمّته لأنه جاء في ظرف عصيب تمرّ به المنطقة، وفي وضع داخلي غير مستقر لم تفلح القوى السياسية حتى الآن في إيجاد حلّ له».
وشدّد على «أنّ ما جرى في عرسال لم يكن ابن ساعته، ونحن كنا نتوجس من الوضع في البلدة منذ فترة بسبب انتشار أعداد هائلة من النازحين السوريين فيها. لكن لم يكن أحد يتوقع أن يقوم المسلحون من «داعش» وغيرها بما قاموا به بهذه السرعة وبهذه الوحشية التي مارسوها على عرسال وأهلها وعلى الجيش وقوى الأمن». وأكد «أنّ الأمور لم تكن لتنتهي بالطريقة التي انتهت إليها لولا القرار السياسي بالمواجهة»، مشيداً بدور الجيش.
كما أكد سلام لأهالي المفقودين «أنّ قضية أبنائهم لن تنام أو تتوقف»، داعياً إياهم إلى الصبر والتحمل وإلى التنبه من محاولات استغلال مأساتهم واستثمار عواطفهم. وقال: «إنّ الجهود التي تبذل للإفراج عن الموقوفين يجب أن تحاط بكثير من الدقة والعناية والتكتم لعدم تعريضها للخطر».