الرياضة للجميع … وتستحق المغامرة
ابراهيم وزنه
الملاعب الرياضية هي المتنفّس الطبيعي للطاقات الجسدية والملتقى الأمثل للأجيال الواعدة تحت سقف التنافس الشريف والروح الرياضية، من هذا المنطلق يحقّ للجميع أن يمارسوا الرياضة التي يحبونها، فرديّة كانت أم جماعية، غير آبهين بظروف خاصة أو إعاقات دائمة أو أجواء ضبابيّة، وحتى لو كانت ممارستها مغامرة، فهي تستحق المغامرة.
في لبنان، وللأسف، كثيرون فرضت عليهم وظائفهم وأدوارهم السياسيّة والأمنيّة والدينيّة الابتعاد القسري عن الميادين الرياضية، وهذا التدبير انسحب على أولادهم، فيما آخرون دفعتهم المخاطر إلى نسيان هواياتهم الرياضية، ومنهم من يسافر إلى الخارج ليفجّر طاقاته الرياضية ويمارس ما يحلو له من الرياضات بعيداً عن الرقابة والصحافة والعيون الملاحقة، وبالمقابل يصرّ البعض على اقتحام الملاعب مستنداً إلى جرأة في اتخاذ القرار وإصرار على العيش من دون أيّ تأثر بقيود أو تدابير!
وفي نظرة على الاهتمامات الرياضية الخاصة ببعض الشخصيّات السياسيّة والأمنيّة في لبنان، نجد أنّ الرماية والسباحة والبلياردو وقيادة السيارات والتزلّج وركوب الخيل تقف في المقام الأول عند هؤلاء… ولا داعي لذكر الأسماء، وأيضاً هناك من السياسيّين والنوّاب من يفاخر بأنّه من جماهير هذا النادي أو ذاك في لعبتي كرة القدم وكرة السلة، وتراه مواكباً ومصفّقاً في الصفوف الأولى … وأيضاً لا داعي لذكر الأسماء، ومن هؤلاء «المهدّدين» أمنيّاً من وجهة نظرهم، من يرى في الركض والمشي والشطرنج ولعب الطاولة ملاذه الآمن. والجدير ذكره في هذا المجال، أنّ رئيسي أكبر دولتين في العالم أميركا وروسيا يمارسان الرياضة ويتابعان المباريات ويشجّعان الأندية ويصاحبان النجوم الأول أوباما، وهو لاعب متميّز في كرة السلة، والثاني بوتين، وهو من أبطال الألعاب القتالية.
ربما الظروف تتحكّم في رياضات أهل السياسة والأمن وصولاً إلى المشاهير وأهل الرأي، والأكيد أيضاً، أنّ هناك من يرفض هذه المقاييس جملة وتفصيلاً، مستنداً إلى الجرأة في قلب المألوف والرغبة في إثبات الذات … وهنا يقودنا الحديث إلى الثناء والتشجيع على الخطوة الطيّبة للفتى الرياضي محمد مهدي نصرالله نجل أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، الذي توجّه مؤخراً إلى مقرّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم ليوقّع على كشوفات نادي العهد، حيث سيلعب ضمن صفوفه في بطولات الفئات العمرية الموسم المقبل، ليعطي درساً جديداً في المقاومة .. من أجل الحياة.