مادورو يدعو واشنطن للتطبيع مع اشتداد الاحتجاجات
لقيّ شخصان على الأقل مصرعهما في مدينة كومانا التابعة لولاية سوكري جنوب وسط فنزويلا،على خلفية احتجاجات على نقص الغذاء تحولت إلى أعمال شغب. وأوضحت نائبة في البرلمان المحلي أنّ المواجهات التي شهدتها المدينة، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 25 آخرين.
وذكرت النائبة أنّ الاحتجاجات تحولت إلى أعمال نهب وشغب، إذ أقدم محتجون من أحياء فقيرة على نهب قرابة 80 محلا في المدينة، وتصدّت القوات الأمنية للمحتجين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.
هذا وتشهد البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية، تكثيف موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وذلك على خلفية تردي الوضع الاقتصادي في البلاد بسبب انخفاض أسعار النفط، ونقص المواد الغذائية، والأزمة المتواصلة بين السلطة التنفيذية والتشريعية والتي بدأت بعد فوز أحزاب المعارضة في الانتخابات البرلمانية الخريف الماضي.
في غضون ذلك، أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عن استعداد بلاده لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وتعيين سفير لبلاده في واشنطن.
ونقلت قناة «غلوبوفيجين»، عن مادورو قوله «أقترح تبادل السفيرين، وأنا شخصياً على استعداد لتعيين سفير جديد لبلادنا لدى واشنطن، بما يتسنى للولايات المتحدة تعيين سفيرها لدينا. وأنا على استعداد لاستئناف العلاقات مع الولايات المتحدة، ولا زلت أقترح هذا منذ سنوات».
وأشار مادورو إلى أنّ الولايات المتحدة، تقدمت باقتراح نقلّه وزير خارجيتها جون كيري، خلال اجتماعه بنظيره الفنزويلي دلسي رودريغيز، تضمن الترتيب لاجتماع يعقد بين البلدين على أرفع المستويات.
وأضاف «اقترح الأميركيون علينا بدء مرحلة جديدة من الحوار عبر قنوات اتصال جديدة، وعقد جملة من الاجتماعات رفيعة المستوى، وأنا على استعداد لذلك على الفور».
تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس فنزويلا السابق هوغو تشافيز، كان قد رفض سنة 2010، تسلّم أوراق اعتماد السفير الأميركي لاري بالمر، والذي رشحه الرئيس باراك أوباما، وذلك على خلفية تصريحات مسيئة لفنزويلا حسب تشافيز.
الولايات المتحدة من جهتها، وفي رد جوابي على الخطوة الفنزويلية، ألغت تأشيرة السفير الفنزويلي لديها برناردو الفاريز، لتقتصر رعاية مصالح البلدين لدى الجانبين على القائمين بالأعمال.
تجدر الإشارة إلى أنّ المعارضة الفنزويلية تخوض سباقاً مع الزمن لإجراء استفتاء بشأن إقالة مادورو، وكانت السلطات الانتخابية في فنزويلا أعلنت في وقت سابق، أن المرحلة المقبلة من الاستفتاء بشأن عزل الرئيس نيكولاس مادورو ستجري بين الـ20 والـ24 حزيران، لكنها نبهت إلى أنّ العملية ستعلق في حال اندلاع أعمال عنف وهو أمر بات اعتيادياً في البلد غير المستقر، حيث تدور مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين إضافة إلى أعمال نهب بسبب أزمة المواد الغذائية.
من جهتها، دعت منظمة الدول الأميركية إلى اجتماع طارئ يوم الـ 23 حزيران الجاري لبحث الوضع في فنزويلا، واعتبر أمينها العام لويس ألماغرو أنّ فنزويلا تشهد «تحولاً في نظامها الدستوري» يؤثر على مسارها الديمقراطي.