تلفزيون لبنان

لم يعد أمام اللبنانيين وقت لمتابعة أي خبر مفرح. هم منشغلون بالسياسة وغياب الرئيس وشلل التشريع والاهتزاز الوزاري والخوف على الاقتصاد والعملات، والاستقرار الأمني.

لم يعد أمام اللبنانيين وقت لمتابعة ما يرفع رؤوسهم في العالم. ولكسر حالة الاكتئاب والهلع والاحباط لدى اللبنانيين، نضع أمامهم قصة صغيرة لشابّة لبنانية لها من العمر تسعة عشر عاماً.

هذه الفتاة وصلت إلى مركز عالمي في عالم الفضاء والدفع النفاثي رغم صغر سنّها، وبعلمها وذكائها استقطبت اهتماماً أميركياً منقطع النظير في الرحلات إلى الفضاء. مايا نصر لبنانية وما زالت لبنانية وسط العلماء الأميركيين.

«المنار»

في بورصة الأزمات اللبنانية عادت أسهم ملف الإنترنت غير الشرعي إلى الارتفاع نحو واجهة الأحداث، جلسة للجنة الإعلام والاتصالات حضرتها بعد طول تسويف الأجهزة الأمنيّة والقضائية المعنيّة، وحضرت خلالها النقاشات حول مسار التحقيق القضائي وخيار التحقيق النيابي الذي أشار إليه سابقاً رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وعلى أي حال فإنّ القضية لن تموت كما قال الرئيس برّي، ولجنة الإعلام والاتصالات تقف بوجه أي لفلفة أو تمييع كما أكّد رئيسها النائب حسن فضل الله لخطورة مسار القضية، إن على مستوى الفساد المالي أو على مستوى الخرق الأمني عبر التجسّس الصهيوني.

سياسياً، لا خرق للمشهد العام رغم محاولة حزب الكتائب تسجيل موقف لم يسعفه الزمان ولا الشعار، فانقسم الوزراء على قرار رئيس حزبهم بالاستقالة من الحكومة، استقال الوزيران آلان حكيم وسجعان قزي، وبقي الوزير رمزي جريج داخل الحكومة تحت عنوان أنّ الوقت لا يسمح لمثل هذه الخطوات، بل ما الفائدة منها سأل الوزير.

سؤال جديد عن قانون الانتخاب المرحّل إلى جلسة الحوار المقبلة بتعويل من الرئيس برّي على مقاربة الموضوع بطريقة إيجابية، مع ثابتة رفض الستين وإجراء الانتخابات في موعدها.

«او تي في»

لا تذكر العلوم العسكرية ما إذا كان هناك نوعان من القنابل الصوتية، نوع مفيد ونوع مضرّ، لكن الأكيد أنّ في السلوكيات السياسية نوعين من القنابل الكلامية: نوع مسيء ونوع مضحك. قنبلة فردان يوم الأحد لا شكّ أنّها من النوع الأول، أمّا قنبلة النائب سامي الجميّل فتبدو أقرب إلى النوع الثاني، أو على الأقل هكذا رآها المعنيّون من أقطاب ومسؤولين وحتى أهل البيت: استقالة، من دون مستقيلين. خروج من الحكومة مع مياومة وزارية وخطاب شعبوي للمزايدة الشارعية، علماً أنّ النائب الجميّل نفسه كان من بين الذين عطّلوا كل النظام الديمقراطي اللبناني عندما شارك في نسف الانتخابات النيابية في 31 أيار 2013. يومها سُجّلت له عبارة يتيمة في محضر الجلسة المذبحة: أقترح إذا أمكن أن نزيد على القانون أن لا يدفع أي تعويض أو راتب للنوّاب في فترة التمديد . لا نعرف ما إذا كان النائب الجميّل استمر في تقاضي راتبه منذ حزيران 2013 حتى اليوم، ولا نعرف ما إذا كان الوزير المستقيل يستمر في تقاضي أتعاب استقالته، كما في حالة أشرف ريفي، لكن في شتى الحالات، الأكيد أنّ ما ساهم النائب الجميّل في ارتكابه في ذلك التاريخ تحوّل سلطة أمر واقع قامت على باطل، وكل ما بُني على باطل ليس إلّا باطلاً لا يصحّح بقنابل صوتية، بل بتسوية ميثاقية شاملة. إنجاز النائب الجميّل نعود إليه في سياق النشرة، لكن البداية مع إنجاز جدّي وإعجاز فعليّ حقّقه ثمانية موظفين في وزارة المال.

«الجديد»

الجريمة كُشفت وبقيت المحاسبة، خلاصة ما توصّلت إليه لجنة الاتصالات النيابية، لكن لا جريمة بلا عقاب، خصوصا أنّ عناصر الجرم اكتملت في ملف إنترنت غير شرعي علّق على شبكات ممتدّة من رؤوس الجبال إلى مكاسر الموج وما بينهما نُسجت ألياف للتجسّس من العيار الإسرائيلي .

في الجلسة تقرير لفرع المعلومات أكّد المؤكّد في تقرير الجيش، وتقرير آخر عن خرق العدو الإسرائيلي لبُنية هوائيّاتنا لكنه بقي قيد الحظر، إمّا إخفاءً لمعلومات وإمّا حماية لأشخاص.

الاعتراف بالجريمة بات تحصيلاً حاصلاً، وتبقى الحصيلة في الكشف عن هويّة المتورّطين كي لا يبقوا مكتومي التهمة. في الجلسة التي حشدت اليوم أمس إلى النواب وزراء وأمنيّين شاركوا فيها للمرة الأولى، قضاة استمعوا ووضعوا بعض ما قيل في خانة الإخبار، وخلية قضية الاتصالات ضربت موعداً خريفياً لإصدار الحكم المبرم وفتحت باب العدل صيفاً لتسجيل مضابط الاتهام للتحقيق مع مشتبه في تورّطهم أُضيفوا إلى القائمة مجهولة الإقامة بعد رفع السرية الجمركية عنه، وإلى أن يقضي القضاء بحكم الاتصالات تلاوة لا لصقاً، قطع حزب الكتائب صلة الوصل بالحكومة، رمى وزيراه حقيبتي الاقتصاد والعمل في السراي وعادا إلى الصيفي. استقالة الوزيرين خطوة جريئة كانت أبعد من قرار حزبي وأقرب إلى ورقة نعوة لحكومة مشلولة تحوّلت رمزاً لهريان ما تبقّى من دولة بحسب رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، وباعتراف رئيس الحكومة تمام سلام خلال مؤتمر صحافي عضّ فيه على جرح الفساد وغضّ الطرف عن الوزراء الفاسدين ولم يتجرّأ يوم وصلت النفايات إلى مشارف السراي أن يسمّي النفايات السياسية بأسمائها.

في المواقف من الاستقالة وصفها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في لقاء الأربعاء بالقنبلة الصوتية في حال استمرار الوزيرين في تصريف أعمالهما، وفي تبعات الاستقالة، فلكي تُصرف على أرض الواقع يجب أن تقترن الانتفاضة الكتائبية بثورة حقيقية في الشارع، وأن تلتحم الخطوة بالحراك المدني، وكل ما عدا ذلك من بيانات ومواقف لا يحفر على صخر ولا تحمله ريح تغيير، وإن كانت الاستقالة قنبلة صوتية، فهي جاءت بعد قنبلة أمنيّة هزت راحة بال المصارف ولن تهز من يتعرّض لعقوباتها، والاستنكار كان من شأنه أن يصلح ذات البين الذي بدأت مساعيه منذ شهر بلعب مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم دور الوسيط بين الحمرا وحارة حريك، وبوادر الحل كانت انطلقت منذ شهر مع استمهال مصرف لبنان 30 يوماً لدراسة كل ملف على حدة من ملفات العقوبات المالية على حزب الله قبل إعطاء الجواب الحاسم للأميركيين، ومن يدري قد تحمل ذكرى الشهيد مصطفى بدر الدين الأربعين بعد غد الجمعة الموقف اليقين، وإذا كانت الاستقالة قد وُصفت بقنبلة صوتية فنحن بانتظار الموقف اليقين يوم الجمعة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى