ماراثون أميركي… «الرئيسان» صهيونيا الهوى
نظام مارديني
هل بدأت المواجهة بين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب في السباق نحو البيت الأبيض، بعدما فازت الثلثاء الماضي في الجولة الأخيرة والأكثر رمزية من الانتخابات التمهيدية للحزب «الديمقراطي»، والتي جرت في العاصمة الأميركية واشنطن؟
رغم تركيز الأميركيين على مواجهة تبعات اعتداء «أورلاندو» الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة منذ هجمات أيلول 2001، بقيت الأنظار شاخصة نحو انتهاء أكثر موسم للانتخابات التمهيدية إثارة للجدل منذ عقود، وهي تفتح الباب أمام مناقشة الديمقراطية التمثيلية التي يبدو وكأنها دخلت في طور الشيخوخة.
الديمقراطية التمثيلية، حتى تلك الخالية من الخداع والدعاية والأضاليل والمؤثرات المادية والإعلامية هي دائماً تنتج سلطة تمثيلية تمثل مجتمعها كما هو وليس عندها لا الإرادة ولا القوة ولا القدرة لتكييفه وتطويره وتغييره ونقله نوعياً إلى حالة أخرى أفضل، وفي هذا الاتجاه يقول الزعيم أنطون سعاده، إنّ التمثيل هو دائماً أهون من التعبير لأنّ التمثيل شيء جامد يتعلق بما حصل، أما التعبير فغرضه الإنشاء وإدراك شيء جديد. ويضيف: هذا هو الخلل الاجتماعي الذي يريد التفكير السوري الحديث أن يُصلحه، تفهُّم إرادة الشعب وإعطاؤها وسائل التنفيذ الموافقة. والتعبير هنا هو عن الإرادة العامة بدلاً من تمثيل الإرادة العامة التي تؤدي إليها الديمقراطية التمثيلية.
أردنا من هذا الشرح المُقتضب عن مفهومي الديمقراطية التعبيرية والديمقراطية التمثيلية، أن نشير إلى طبيعة الديمقراطية الأميركية التي تدفع بأشخاص كترامب وكلينتون إلى الاشتراك في هذا الماراثون نحو البيت الأبيض، ومتابعة الاتهامات القوية بينهما حيث يعرض كلّ منهما مقاربة متناقضة تماماً لمكافحة الإرهاب بعد الاعتداء الذي استهدف ملهى ليلياً يقصده مثليون في فلوريدا، وقد أظهر أول استطلاع لآراء الناخبين الأميركيين بعد حادثة أورلاندو تراجعاً في وتيرة التقدّم الذي تُحقّقه كلينتون على منافسها ترامب!
ولكن كيف استطاع شخص، يشبه المحتال إلى حدّ كبير، شقّ طريقه عبر الترشح عن الحزب «الجمهوري»؟ ولماذا لم يتمكن أي من منافسي ترامب في الحزب الجمهوري من تسليط الضوء على مشواره المهني غير النظيف؟ هل لأنهم كانوا غير أكفاء، أم لأنّ ثمة شيئاً بنيوياً بخصوص هذا الحزب يجعله غير قادر على مواجهة المحتالين والنصّابين؟ وكيف يمكن لرجل له خبرة سياسية ضئيلة جداً الاقتراب من البيت الأبيض لهذه الدرجة؟ ولكن، هل كان يختلف جورج دبليو بوش عن ترامب بخبرته التي كادت تؤدي بالعالم إلى حرب عالمية؟
غروب أوباما… قريباً يبدأ العد العكسي. دخل ببزة مارتن لوثر كينغ إلى البيت الأبيض، ويريد الخروج بملابس عضو في فريق هارلم لكرة السلة. عبثاً حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إقناعه باستخدام اللهجة الإمبراطورية في التعاطي مع الحلفاء.
يوم الثامن من تشرين الثاني هو اليوم المهم في الروزنامة الدولية، وسنرى أي رئيس أميركي «إسرائيلي» الهوى سيحكم البيت الأبيض؟