الإمارات: مهمة جنودنا انتهت في اليمن.. فهل تخلت عن تحالف السعودية؟

هل استبقت الإمارات نتائج محادثات السلام في الكويت، وأعلنت أنّ الحرب في اليمن انتهت بالنسبة إلى جنودها في خطوة قد تضعف موقف السعودية، التي تقود تحالف العدوان على اليمن؟

فقد كشّف وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن الحرب في اليمن انتهت عملياً لجنود بلاده، مشيراً إلى أنّ الإمارات ترصد الترتيبات السياسية على هذا الصعيد في الوقت الراهن.

وأضاف أنّ دور بلاده الأساسي، في ما يتعلق بعملية «عاصفة الحزم» في اليمن، صار يقتصر على تمكين اليمنيين في المناطق المحررة، بحسب تعبيره.

ولفت قرقاش النظر إلى أنّ الأزمة اليمنية استنفدت الأدوات السياسية في ظل استمرار الدعم الإيراني، ولم يبق إلا أن يكون هناك قراراً حاسماً، دون أن يوضح طبيعته، في إشارة ضمنية إلى الانفصال.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها قرقاش أول أمس تحت عنوان «الامارات والتحالف وأزمة اليمن: القرار الضرورة»، نشر مقتطفات منها حساب أخبار الشيخ محمد بن زايد ولي العهد في إمارة أبو ظبي على موقع «تويتر».

وأعاد وزير الخارجية الإماراتي إلى الأذهان، أنّ الأهداف الثلاثة لعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في الـ26 من آذار 2015، بقيادة السعودية تلخصت في «العودة إلى المسار السياسي، وعودة الشرعية، والرد على التدخل الإيراني».

ويرى مراقبون، أنّ القرار الحاسم الذي ينتظر هو قرار الانفصال، وهو ما قصده الوزير قرقاش حيث تسعى دولة الإمارات المشاركة في التحالف السعودي للترتيب للانفصال.

وكانت مصادر في وفدي حكومة هادي وأنصار الله إلى مفاوضات الكويت، أكدت تعثر الحوار رغم عرض المبعوث الأممي تصوراً على الطرفين حول تسوية الأزمة.

ورحب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، بإفراج أنصار الله عن 57 محتجزاً في مدينة عمران، وذلك بعد يوم من إفراجها عن 130 محتجزاً في مدينة إب.

وأكد المبعوث الأممي في بيان صدر الأربعاء، أنّ الإفراج عن هؤلاء المحتجزين من شأنه أن يحدث «أثراً إيجابياً» في المجتمع اليمني وفي مسار السلام.

وكان أنصار الله أطلقوا 57 شخصاً في محافظة عمران، استجابة لدعوة أطلقها السيد عبد الملك الحوثي في خطاب له بمناسبة شهر رمضان الكريم في حفل جماهيري، حضره كوكبة من العلماء والشخصيات الاجتماعية وبإشراف السلطة المحلية بالمحافظة وبعض مشرفي اللجان الشعبية.

وفي السياق، أعلن اثنان وثلاثون حزباً سياسياً يمنياً خلال مؤتمر صحفي عقدوه في صنعاء، رفضهم فرض أيّ تسوية أو استصدار أيّ قرار أممي خارج التوافق السياسي مجددين دعمهم للوفد الوطني المشارك في مفاوضات الكويت، في حين واصل مئات الأطفال اليمنيين احتجاجاتهم أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء على قرار المنظمة بسحب تحالف العدوان من القائمة السوداء.

ميدانياً، واصل طيران التحالف العدواني السعودي خرقهم لوقف إطلاق النار في اليمن خلال الساعات الماضية.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر عسكري قوله «إن طيران العدوان السعودي حلق بكثافة في أجواء العاصمة صنعاء ومحافظات تعز والجوف ومأرب وصعدة».

وأشار المصدر إلى أنّ قوات هادي استهدفت أمس منازل المواطنين في مديرية المتون بمحافظة الجوف، بقذائف الهاون وهم نيام ما أدى إلى استشهاد شخصين من أسرة واحدة وجرح 4 آخرين.

وأوضح المصدر، أنّ الجيش اليمني واللجان الشعبية تصدوا لمحاولة تقدم باتجاه منطقة بني علي في محافظة تعز، كما استهدف مرتزقة العدوان السعودي منطقة المدرب في مديرية الوازعية بتعز بالأسلحة المتوسطة، ومنطقتي بني بارق ومبدعة وجبل الحول في مديرية نهم بمحافظة صنعاء بصواريخ الكاتيوشا.

وكان مصدر عسكري يمنى أعلن أول أمس عن مقتل عدد من مرتزقة العدوان السعودي، جراء تدمير الجيش اليمنى واللجان الشعبية مدرعة تابعة لهم أسفل جبل هيلان بمديرية صرواح بمحافظة مأرب شرق اليمن.

من جهة ثانية أكدت الأحزاب والقوى السياسية الوطنية في اليمن أنّ أي حلول معدة سلفاً يراد فرضها بعيداً عن التوافق بقرار أممي تحت أيّ مسمى كان سيعيق الوصول إلى سلام شامل ودائم في البلاد، وستوسع من تمدد تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، وتهدد الأمن والسلم لكل دول الإقليم والعالم، وأعربت الأحزاب والقوى السياسية الوطنية في بيان أصدرته أمس، عن دعمها ومساندتها للوفد الوطني المشارك في محادثات الكويت، منوهة بمواقف الوفد الذي عبر عن حرصه على السلام، وإيقاف نزيف الدم اليمني ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الذي يتعرض لأبشع عدوان عرفه التاريخ، ولفت البيان إلى العقبات والمماطلة والتعطيل التي يضعها تحالف العدوان السعودي في وجه المحادثات التي تجري في الكويت، والتي تهدف إلى الخروج بحلٍ شامل ينهي معاناة الشعب اليمني الناتجة عن العدوان والحصار الجائر والقصف الجوي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى