احتفالات صاخبة في فرنسا بعد الفوز على ألبانيا
لم تكن أمسية الأربعاء عاديّةً على الإطلاق في منطقة المشجّعين فان زون برج إيفيل في شان دو مارس بمحاذاة برجل إيفيل.. فالمباراة التي جمعت بين المنتخب الفرنسي ونظيره الألباني كانت أشبه بفيلم سينمائي مشوّق اختلجت فيه مشاعر الفرنسيّين الذين حبسوا أنفاسهم حتى الرمق الأخير قبل أن تشتعل الـ»فان زون» بهدفين «دراماتيكيّين» لأنطوان غريزمان وديميتري باييت، اللذين انتزعا أولى تذاكر الدور الثاني من البطولة، ولم يختلف الأمر بين المكان الحقيقي الذي تجري فيه المباراة في مرسيليا جنوب فرنسا، حيث حضر حوالى 64 ألف شخص، وفي منطقة المشجّعين بباريس حيث زاد عدد المشجّعين عن 85 ألف!
فالأجواء كانت صاخبة جداً في قلب العاصمة الفرنسية، حيث ارتدى معظم مناصري الديوك قمصان المنتخب وتوشّحت الوجوه بألوان العلم الفرنسي، أمّا تفاعل المتفرّجين مع أحداث المباراة والتشجيعات المستمرة، فحوّلت الشاشة العملاقة 420 متر مربع الموضوعة في أسفل برج إيفيل، ملعباً حقيقياً.
واحتفاءً بالتأهّل إلى الدور الثاني، أُضيء برج إيفيل بالكامل وتلوّن بالعلم الفرنسي ومن ثم بألوان المنتخبات المشاركة الأخرى، ورقص المشجّعون في المكان وغنّوا النشيد الوطني الفرنسي قبل أن يطلب رجال الأمن من الجميع المغادرة حفاظاً على سلامتهم.
علماً بأنّه لم تحصل أيّة أعمال شغب رغم الجماهير الغفيرة، إذ شهدت منطقة المشجّعين منذ الصباح تشديداً أمنيّاً، حيث انتشرت القوى الأمنية حول المساحة المخصّصة للـ»فان زون» والتي تبلغ 130 ألف متر مربع، وكان لا بدّ لجميع الوافدين عبور ثلاث محطات للتفتيش وأحياناً أكثر، مع تفتيش دقيق جداً ومطوّل، هذا بالإضافة لدوريّات الشرطة المستمرة، سواء بالسيارات العسكرية والأحصنة أو الوحدات الخاصة التي جابت الشوارع وشكّلت جدراناً بشرية أمام البوابات المؤدّية إلى داخل المنطقة.