ورد وشوك

لي مع القمر وألوان الطيف حكاية يطيب لي تذكّرها أو سردها كلّما شعرت بالضيق يحاصرني فيسبّب لي الآلام.

فكم أبهرني القمر برؤيته متصدّراً صفحة السماء، يبعث من بعيد الضياء، مَضرب المثل في الحُسن والجمال، زيّن بالرومنسية ليالي العشّاق. انتظرت طويلاً وقت اكتماله في السماء. يا الله ما أبهاه!

ولكن بعدما صار سهل الارتياد، اهتزّت صورته في الخيال. إذاً هو كغيره من الكواكب، مليء بالصخور والمطبّات، يعتريه كسوف وخسوف.

تمنّيت لو بقي قمري البعيد بعيداً في السماء، ولم أعرف ماهيته عن قرب وأن هناك من يشبهه من بني الإنسان.

ضِقت ذرعاً مما انتابني من أفكار. ولما سطعت الشمس وظهر قوسها يزيّن السماء، مددت يدي أنوي اختطافه لأصنع منه قلادات أهديها لمن أحبّ.

ضحكت الشمس منّي وقالت: ما هو إلا لحظة انسجام بيني وبين قطرة مطر تتكرّر، لكنّها لا تدوم طويلاً. تبقى ظاهرة خاصة، وغاية الإمساك بها ضرب من المحال.

فكّرت مليّاً. لن أقول إنّ العنب حامض وأمضي. فلديّ من الألوان مختلف الأصناف والأنواع. سأصنع منها كلّ جميل أرغب فيه في الحياة، عسى عمره يكون طويلاً وأدع قوس السماء متعة لنا على قُصر عمره، مداه الفضاء. هذه حكايتي مع القمر وقوس السماء. ففي الخلق مشيئة الله وللنفس البشرية عبرة للطموح والتحدّي لبلوغ المُرام.

رشا مارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى