أنثى الحرب
تفكّ ضفائرها
تنثر خصلات شعرها على أكتاف الظلام
حبيبةٌ ترقب الطريق
تنسج من خيوط الأمل
حكايات جسدٍ أنهكه الانتظار
ترسم ابتساماتٍ
يزخرفها الألم
تمدّ يديها
أصابعها مشدودةٌ
تنتصب على أوج غضبٍ لن يلين
تَنْظم قصيدة النور والنار
قلبها قطعة من الوجع الأحمر
يسري في شرايينها
ملحٌ وسكّر
أمٌّ في صمتها زمنٌ مضى
في دمعها قهرٌ وأسى
تفتّش في الغياب
عن وليدها الذي رحل في الضباب
تكسر عتبات الظلام
غارقةً في سكونٍ وضجيج
ما زال الطفل صغيراً
تحمله بأكفٍّ تعجن الخبز بالموت
أنثى الحلم والضياع
بين هنا وهناك
في قاربٍ يحمله موجٌ حائرٌ
يعزف أغنية الأنين والحنين
مسافرةٌ في عيون بائع الهوى
قائمةٌ ملأى بالأسماء
بين خمرٍ وسكرٍ
تباع في الأسواق
تقتلنا حربٌ نحن صنّاعها
نأكل من قلوبنا
نشرب من دمنا
نكبر وما زلنا صغاراً
نحفر ذكرياتنا على جذع شجرة
نرحل…
وحروفنا تمزّق صمت الحناجر
سطورٌ تبتلع همس الكلمات
وتدور رحى الحرب
فوق أجسادنا
جسدٌ تأكله الوحشة
ورؤوسنا مرفوعةٌ
تنشد الحياة!
هناء أحمد