هزيمةٌ في معركةٍ لم تبدأ

أنا

هزيمةٌ في معركةٍ… لم تبدأ

أنا

قصيدةٌ في مطرٍ… لم تُقرأ

سقط وجهي كفخارٍ في سوق الحلم القديم وانكسر

وسقط عقلي قرب وجهي ونسي كيف يطير

وسقط قلبي ألف تجربةٍ ونسي أنه نسي كيف يطير

قتلتني يا حبّ!

أرفع الراية البيضاء

على أرضي بين رعيتي وحاشيتي

وأعانق ـ كارافاجيو ـ كثيراً وأهمس في أذن ريشته اسمك

وأعانق ـ دوستويفسكي ـ ثلاثين ثانية وأهمس في أذن قلمه اسمك

وأرتدّ نشيداً حزيناً

لا شيء يخرجني من الهزيمة… لا شيء!

يا حبّ يا كلّ الحبّ

أعجبني موجك فركبت كالمهاجر… وغرقت

أعجبتني أنوثتك فلحقتك كالمحّتل… فضاعت الهوية وضعت

من وضع في يد قلبي هذا السيف وقال: حارب؟

أين أخذت نفسي وكيف ضاع في البحر هذا القارب؟

من أنا الآن؟

من أنا؟

احملني أيها التاريخ إليّ

أين السبيل إليّ… أين السبيل؟

نبذةٌ سريعةٌ عن تاريخي

هزمت نساء كسرى

وكلّ نساء هولاكو

وحطّمت قلوب عاشقات نابليون

وانتحرت أمام جداري متيّمات هتلر

وما عرفتني الهزيمة… وماعرفت الهزيمة

والآن معك خسرت

أمام ذهب خزامك تحطّمت

وفي شامتك نفيت

وفي عينيك قتل مقاتلٌ في تلو آخر

قبل أن تضبط المعركة إيقاعها

وحالت سراج خيولي خالية

ومات في الصهيل

فأين أنا من تاريخي… أين أنا؟

يا مليكتي

هزيمتك محالٌ محال

وأعترف بأنني كنت طائشاً

حين أعلنت القصاص

النفس بالنفس، والغرور بالغرور، والمكابرة بالمكابرة، والإهمال بالإهمال

وخسرت…

وأعترف بأنني كنت نعامةً غبيةً

حين أعلنت النفير

بكامل الأعضاء والحواس

الخمسة

وخسرت…

وأعترف بأنني كنت مراهقاً بكامل الطيش

حين حصّنت قلبي

وأعلنت حالة الطوارئ

وخسرت…

وأعترف بأنني كنت مهرّجاً ثلاثيّ الأبعاد

قبل أن تدقّ طبول الحرب

استحلت قتيلاً…

يا مليكتي

يا سيدتي الأولى

يا موتي المتكرّر… يا ولادتي المتكرّرة

أطلب من حُسنك هدنةً

قالت: بجزية ألف قصيدةٍ وقصيدة

لمحمود درويش

آنيةٍ وجديدة!

جوان شاهين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى