«بابا رشاد» وزيارة الزعيم لبيت الأطفال ـ المقاصد الخيرية الاسلامية
إعداد: لبيب ناصيف
في النبذة المعمّمة بتاريخ 10/05/2016 بعنوان «من العمل الحزبي في منفذية بيروت»، أوردنا اسم بابا رشاد. فمن هو؟
بتاريخ 14/12/2007 أوردتُ ضمن نشرة عمدة شؤون عبر الحدود عن الزيارة التي قام بها حضرة الزعيم لبيت الأطفال المقاصد الخيرية الإسلامية، وهذا هو النص، كما جاء ضمن عدد حزيران 1948 من النشرة الرسمية.
«في السادس عشر من شهر حزيران 1948 قام الزعيم بزيارة لبيت الاطفال التابع للمقاصد الخيرية الإسلامية بصحبة الرفقاء فايزة معلوف أنتيبا 1 وكيل عميد الداخلية فؤاد نجار 2 ناموس الشعبة السياسية اللبنانية خالد جنبلاط 3 ، فاستُقبل من مدير الدار التربوية الاستاذ رشاد العريس 4 ومعلمة الموسيقى في الدار الآنسة أديبة قربان والمعلمة الرفيقة يُسر حكيم 5 بحفاوة كبيرة. وأديرت المرطبات وجرى حديث حول التربية وضرورة زيادة الاهتمام بها وإحسان توجيهها.
ثم قام الزعيم بجولة في اقسام «بيت الأطفال» وصفوف الدرس ووقف على طريقة التدريس وأجريت أمامه امتحانات قصيرة في القراءة والحساب وعُرضت عليه أمثلة في ترقية عقل الطفل وذوقه الفني، وعزفت جوقة من الأطفال قطعة موسيقية كاملة بقيادة المعلمة أديبة قربان.
ومن أجمل ما وقع في قلب الزعيم موقعاً كبيراً مفاجأة الصفين العاليين له بالعبارة التالية على اللوح الأسود الطويل: «يحيا أنطون سعاده. ولتحي سورية حرة مستقلة».
سرّ الزعيم كثيراً بترتيب بيت الأطفال وبارتقاء فنه التربوي الذي يعود الفضل الأكبر فيه الى مزايا الاستاذ رشاد العريس التربوية العالية وارتاح كثيراً الى صحة الأطفال وبهجتهم والنتائج النفسية الممتازة الحاصلة لهم من الأساليب التربوية الحديثة المتقنة المستعملة لفائدتهم. وأثنى كثيراً على مجهود الأستاذ رشاد العريس وعنايته الناتجة عن فهم عميق لنفسية الأحداث وشعور حي بقضاياهم ومسؤولية توجيههم.
بعد انتهاء الزعيم من جولته في معهد الاطفال سجّل في دفتر الزائرين العبارة التالية: «الأطفال هم سرّ الأمم المكنون وزخمها المخزون، هم الجبابرة إذا اُطلقوا أحراراً مدرّبين، مروّضين، وهم الأقزام اذا عُقلوا وكتبوا أذلاء. انّ بيت الأطفال حصن حريتهم ومطلق عزيمتهم، وانّ الامة السورية تعتز بيت الاطفال». ووُدّع الزعيم بالحفاوة التي استقبل بها.
هوامش
1 فايزة معلوف انتيبا: شقيقة الأمين السابق فخري والرفقاء رشدي، حلمي، فوزي والرفيقة كمال ابو شعر. تولت مسؤولية منفذة عامة للسيدات في آواخر اربعينات القرن الماضي. اقترنت من الرفيق الدكتور فاضل انتيبا.
2 فؤاد نجار: تولى مسؤوليات مركزية بعد عودة سعاده من مغتربه القسري، وكان ناموساً له. للاطلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول الى ارشيف موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info .
3 خالد جنبلاط: من الرفقاء الناشطين، وكان له حضور سياسي وحزبي في اربعينات القرن الماضي واستمرّ على ايمانه والتزامه القوميين. من بلدة البرامية صيدا ، مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
4 رشاد العريس: عرف بـ بابا رشاد لم ينتم الى الحزب انما كان صديقاً متفهّماً لعقيدته.
5 يسر حكيم: نشطت في بيروت، كذلك شقيقها الرفيق يوسف حكيم توقفت عن العمل الحزبي اثر حوادث 1958 كما شقيقها الرفيق يوسف، والضابط الرفيق معين حمود مراجعة الموقع المذكور آنفاً .