الرفيق الدكتور رجا مزهر
في النصف الثاني من الستينات وكنت قد توليتُ مسؤولية رئيس مكتب الطلبة، اعتمدنا فصل العمل الحزبي مع الطلبة في الجامعات والمعاهد والثانويات، عن العمل الحزبي مع الرفقاء غير الطلبة في البلدات والقرى. أذكر انه عيّن الرفيق سعيد عطايا من ضهور الشوير ومقيم فيها مسؤولاً عن العمل الطلابي في المنطقة العليا من المتن الشمالي، فيما تولى الرفيق سمير ضومط مسؤولية العمل في المنطقة الساحلية.
كان الرفيق سعيد يُطلعني على متابعته للطلبة في برمانا وغيرها . علمتُ منه ذات يوم أنّ الطالب رجا مزهر، الذكي والكفوء يتابع حضور الحلقات الإذاعية، الى ان انتمى.
بعد تخرّجه بامتياز، غادر الرفيق رجا الى ولاية اوريغون، فتابعته في اوائل السبعينات بعدما توليت مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود. وكان غادر الى الولاية المذكورة الرفيق فريد نبتي الذي كان نشط جيداً في الجامعة الأميركية، والرفيق ريمون الجمل الذي كنت عرفته في العام 1965 طالباً في الجامعة الاميركية في انقرة، الى جانب الرفيق سبع شعيب 1 ، والرفيق اسكندر نصار 2 .
ومرّت الأيام الى ان التقيت به في سان باولو. كان الرفقاء فيها قد نظموا حفلة وداعية لي ولعقيلتي الرفيقة إخلاص نواف حردان قبل مغادرتي البرازيل والعودة الى الوطن عام 1977.
فور دخولي الى القاعة، التقيت الرفيق جوزف صروف 3 فتعانقنا، واذ التفت الى الرفيق الذي يقف الى جانبه فوجئت به: الرفيق رجا مزهر، بادرته مرحّبا. شو عم تعمل هون؟
كان وصل قبل أيام ليتسلّم مركزاً أساسياً في بنك برازيلي معروف ITAU الذي كان تولى رئاسة فرعه في مدينة نيويورك، بعد أن كان حاز على شهادة دكتوراه في علم الاقتصاد وانطلق يرتفع في ميدان العمل المصرفي.
في زيارتي الثانية 1984 التقيت الرفيق رجا مراراً. أطلعني على العشرات من المنازل والشقق التي كان قد اشتراها 4 ، وعلى منزله في منطقة فخمة، وزرت معه المزرعة Fazenda التي امتلكها في ضواحي سان باولو.
عندما عدت الى الوطن وكان الرفيق رجا عاد نهائياً، التقينا. كان رمّم منزل العائلة في انطلياس وأسّس شركة استيراد وتصدير، وأقام علاقات جيدة مع الجامعة اللبنانية الثقافية طامحاً لأن يصل الى رئاستها.
زرته في منزله، ودائماً كان الودّ والاحترام سائداً.
ذات يوم اسود كان الرفيق رجا متوجهاً الى مدينة «تدمر» عندما حصل له حادث مرّوع، فقضى فوراً.
كان قد عيّن قنصلاً فخرياً لدولة هايتي 5 ويطمح الى ان يحتلّ مركزاً في الدولة، او في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.
الرفيق الدكتور رجا مزهر لا يبرح ذاكرتي. كلما مررت الى جانب منزله في انطلياس، استعيد ذكرياتي معه مذ كان طالباً في برمانا، واستذكر جميع الرفقاء الذين عرفوه على مدى تلك المراحل.
جاء في خبر نعيه بتاريخ 13/05/2000:
الاسم الكامل: رجا فؤاد مزهر
زوجته حياة جرجس مزهر
ولداه: فؤاد وأماندا
شقيقاته: حياة ارملة مايك تيرلي
امال زوجة ادغار بارودي
ناهية بدروزو
خاله الشيخ الفرد سليم مزهر
هوامش
1 سبع شعيب: من بلدة بمكين عاليه نشط منذ كان طالباً في الجامعة الاميركية في انقره. تولى مسؤولية ناظر إذاعة منفذية الغرب. أسّس مطعم «العناب» في منطقة بمكين سوق الغرب.
2 اسكندر نصار: من أميون. مضت سنوات الى ان تعرفتُ الى شقيقته، المتأهلة من الدكتور غسان صباغ ويقطنان في البناية التي كان يشغلها مركز الحزب في منطقة فردان.
3 جوزف صروف: من حمص. تولى مسؤوليات في منفذية البرازيل منها مسؤوليتي ناظر مالية وخازن.
4 أوكل مهمة ضبط وجمع المبالغ المالية من ريع عشرات المنازل والشقق الى الرفيق طوني كفوري، من بولونيا المتن الشمالي ، كان تولى مراراً مسؤولية مدرّب مديرية سان باولو.
5 كان للحزب مفوضية فيها تولاها لسنوات طوال الرفيق منير ريّس من بلدة «بملكه» طرطوس