الراعي: لا يحقّ للسّياسيين التمادي في خراب الدولة

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أنه «لا يحقّ للجماعة السياسية، مهما كانت الأسباب، التمادي في خراب الدولة وقهر المواطنين وتعطيل الخير العام».

وقال الراعي في عظة ألقاها خلال قداس احتفالي في بكركي لمناسبة عيد الآباء: «في لبنان اليوم، العائلة هي الضحية الأولى والأكبر للأزمة السياسية المتسببة بتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والامنية. فتعاني العائلات في معظمها من الفقر، وتتآكلها هموم غدها ومستقبل أولادها. والعائلة الوطنية اللبنانية هي ضحية هذه الأزمات. وكما للعائلة أب وأم يتوليان شؤونها، هكذا أيضاً للعائلة الوطنية أب هو رئيس الجمهورية، ومؤسسات دستورية وعامة هي بمثابة الأم. لذا، نطالب أيضاً وأيضاً الجماعة السياسية، بكتلها النيابية، الإصغاء لضيمرها الوطني، والقيام بواجبها الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية، يكون أباً للعائلة الوطنية. فهو وحده يقسم اليمين على حفظ الدستور وعلى المحافظة على العائلة اللبنانية وعلى وحدتها ونموها ورغد عيشها، ووحده يبث الحياة في المجلس النيابي والحكومة. لا يحقّ للجماعة السياسية، مهما كانت الأسباب، التمادي في خراب الدولة وقهر المواطنين وتعطيل الخير العام».

أضاف: «العائلة في سورية والعراق وفلسطين وسواها من منطقة الشرق الأوسط هي ضحية حروب أمراء الحرب الإقليمين والدوليين، الذين يتآكلهم الجشع السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، ويفرضون الحروب ويؤججون نارها، ويقتلعون الملايين من عائلات هذه البلدان من بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم. ويشردونها على طرقات العالم وحدود الدول بالحرمان والإذلال، ويقتلون أولادها وقواها الحية من مواطنيها الآمنين».

وختم الراعي مطالباً «الأسرة الدولية، وعلى وجه التحديد، منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إيقاف هذه الحروب وإيجاد الحلول السياسية السلمية للنزاعات، وتوطيد سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة جميع المهجرين والنازحين والمخطوفين إلى أرضهم في وطنهم موفوري الكرامة، مع كامل حقوقهم كمواطنين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى