دعا إلى منح المرأة اللبنانية حقّها في إعطاء أولادها جنسيتها المؤتمر الأول للّبنانيين والمتحدّرين من أصل لبناني في أورغواي يُعقد في مونتيفيديو

على رغم من موجة الصقيع التي تضرب حوض نهر «لا بلاتا»، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ ستين سنة. إذ بلغت درجات الحرارة ما دون الصفر، نظّمت السفارة اللبنانية في أورغواي ، يوم السبت 11/06/2016، المؤتمر الأول للّبنانيين والمتحدّرين من أصل لبناني في أورغواي، وذلك القصر البلدي ـ القاعة الكبرى، في العاصمة مونتيفيديو.

منذ الساعة الثانية من بعد الظهر، بدأت الوفود القادمة من المقاطعات القريبة والبعيدة ومن العاصمة بتسجيل أسماء أعضائها للمشاركة في أعمال المؤتمر.

عند الساعة الثالثة، افتُتحت أعمال المؤتمر بعزف النشيدين الأورغواجي واللبناني، تبعهما عرض فيلم سياحي من إعداد وزارة السياحة اللبنانية، لتبدأ بعده كلمات السلطات السياسية والدينية المشاركة.

أوّل المتكلمين كان ممثل رئيس الجمهورية الدكتور تباري فاكيز، والسفير ألبرتو فاجاردو، ثمّ تلاه ممثل رئيس مجلس النواب النائب عمر لفلوف، وبعده تكلّم حاكم العاصمة ورئيس بلديتها المهندس دانيال مارتينيز. ثم كلمة كردينال أورغواي دانيال ستورلا، كما تُليت كلمة مدير عام وزارة المغتربين اللبنانية هيثم جمعة للمؤتمرين باللغة الإسبانية ووُزّعت أيضاً على الحاضرين.

أخيراً، تكلم القائم بالأعمال بالوكالة آليخاندرو بيطار، ليُختَتم الافتتاح بمقاطع من كتب جبران خليل جبران قرأها طلاب مدرستَي «الجمهورية اللبنانية» و«جبران خليل جبران»، اللتين تمثّلتا بثلاثين طالباً حملوا الأعلام اللبنانية والأورغواجية.

بلغ عدد المشاركين في المؤتمر من أبناء الجالية 369 مشاركاً، مثّلوا مختلف المقاطعات والأندية والمؤسسات الاغترابية.

بعد الافتتاح، تكلّم ممثلو الأندية والمؤسسات اللبنانية التاريخية: الكنيسة المارونية، جمعية النساء اللبنانيات، النادي اللبناني، الجامعة اللبنانية الثقافية في أورغواي، الجمعية اللبنانية، جمعية أبناء دار بعشتار، اتحاد الشباب اللبناني الأورغواجي. فعرضوا بايجاز محطات تاريخية وإنجازات وتصوّرات مستقبلية.

في المرحلة الثالثة من المؤتمر، طرح أعضاء اللجنة التنظيمية، كل واحد على حدة، المواضيع الرئيسة محور المؤتمر على الشكل التالي:

1 ـ الناحية التنظيمية للجالية: أنهي النقاش بضرورة إنشاء لجنة تواصلية وطنية مركزية هدفها ربط كلّ المؤسسات والجمعيات والتجمعات اللبنانية في المقاطعات والعاصمة، على أن تقوم اللجنة المذكورة بإعداد روزنامة نشاطات الجالية، وإنشاء فروع منظّمة للتجمّعات اللبنانية غير المنضوية في أيّ جمعية أو مؤسّسة.

كما سيقع على عاتقها تنفيذ كلّ مقرّرات المؤتمر بالتعاون مع تنظيمات الجالية المختلفة.

في نهاية هذه الفقرة، اختير ـ بموافقة الجميع ـ أعضاء اللجنة المركزية الوطنية على الشكل التالي: فيليبي هلال رئيساً. روبيرتو متى، جورج علوان، ألبرتو شاكر، سيلفيا غولبيو، ريتا رميا، إليانا نوار، راكيل قويت، روساريو ابراهيم، لويس عبد الله، جورج بلوط، خوان ريجيس أعضاِء. على أن يضاف إليهم لاحقاً أسماء مندوبي المقاطعات.

2 ـ قانون استعادة الجنسية: قُرِأ القانون باللغة الإسبانية ونوقش مع عرض الفيلم الذي أعدّته وزارة الخارجية اللبنانية. قوبل القانون باستحسان، إلا أنّ الكثيرين وجدوا فيه ثغرة تمثّلت بعدم قدرة المرأة اللبنانية إعطاء الجنسية لأولادها، وهنّ كثيرات في أورغواي.

3 ـ غرفة التجارة اللبنانية الأورغواجية كانت الموضوع الحيوي الذي نال وقتاً طويلاً من النقاش، إذ تعدّدت الآراء وتشعّب النقاش لينتهي بتوصيات: إنشاء غرفة تجارة لبنانية أورغواجية، ترويج المنتجات اللبنانية في الأسواق المحلية، إنشاء رزمة وظائف شاغرة، وأخرى للكفاءات اللبنانية ليصار بعد ذلك إلى تشغيل متحدّرين عند متحدّرين.

4 ـ المركز الثقافي اللبناني: أنهي النقاش حول ضرورة إنشاء مركز للهيئة التي أنشأتها السفارة برئاسة الدكتور لويس عبد الله، ليكون مقرّ المركز الثقافي اللبناني، يضمّ مكتبة اغترابية وأخرى عامة، قاعة للمحاضرات وأخرى للغة العربية.

5 ـ اللغة العربية: شكر المؤتمرون السفارة على الجهد التي بذلته لتعليم اللغة العربية في الجامعة الوطنية. وتم اقتراح عقد يوم اللغة العربية في الجامعة، ليكون تقليداً سنوياً ولإحياء هذه اللغة وتبيان أهميتها.

6 ـ الإعلام: نال هذا الموضوع حصّته الوافية من النقاش الذي انتهى إلى العمل على: إنشاء صفحة إلكترونية للّجنة المركزية التواصلية. إصدار نشرة شهرية تتناول أخبار الجالية اللبنانية في أورغواي إلى جانب أخبار لبنان والعالم العربي. إنشاء قوّة إعلامية اغترابية تضمّ كلّ العاملين في هذا الحقل من أبناء الجالية. إطلالة تلفزيونية ولو ساعة كلّ أسبوع في إحدى المحطات الرئيسة يكون محورها لبنان ثقافياً وتاريخياً.

على إثر انتهاء النقاش في مواضيع المؤتمر، قُرأت المقرّرات وأسماء اللجنة التواصلية المركزية وتوجيه رسالة تأييد مطلق للبنان ولشعبه في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها، لا سيما لناحية عبء النازحين والتهديد الخطير من قبل الجماعات الإرهابية التي تريد الشرّ والسوء لكلّ اللبنانيين.

تخلّلت المؤتمر استراحة لمدة نصف ساعة لتذوّق الحلويات اللبنانية التي أعدّتها نور حنا. أما الاختتام، فكان عند الساعة التاسعة مساءً، بكلمة ألقاها القائم بالأعمال بالوكالة آليخاندرو بيطار، أكد فيها على مواصلة العمل بجدّ وصبر وأمل. ونُظّم وكتيل في القصر البلدي امتدّ حتى العاشرة والنصف ليلاً.

حظي المؤتمر بتغطية إعلامية واسعة. إذ، لهذا الغرض أجرى القائم بالأعمال بالوكالة مؤتمراً صحافياً في السفارة حضرته ثلاث قنوات تلفزيونية محلية. مقابلتينن متلفزتين، واحدة في المحطة الرسمية وأخرى في القناة الرابعة واسعة الانتشار. سبع مقابلة إذاعية. زيارات إلى المقاطعات مع تغطية إعلامية بمشاركة حكّامها. كما وجّه تعميماً موجزاً عن المؤتمر وأهميته ومواضيعه على كلّ وسائل الإعلام المحلية، المرئية والمقروءة والمسموعة.

ساهمت في إنجاح المؤتمر لجنة تنظيمية كانت تجتمع في مبنى السفارة أسبوعياً إلى جانب اتحاد الشباب اللبناني ـ الأورغواجي. وجذب المؤتمر عدداً كبيراً من المتحدّرين، لا سيما إمكانيات إعلامية بارزة. وشارك كلّ الموظفين في السفارة بجدّ، لا سيما في يوم انعقاده. وكلّ المواضيع التي طرحت كانت قد عُمّمت على 1500 متحدّر لمناقشتها قبل المؤتمر، توفيراً للوقت والجهد والمال. وكل الملاحظات التي وردت إلى منظّمي المؤتمر كانت تؤخذ بالاعتبار بعد مناقشتها مع أعضاء اللجنة التنظيمية.

ختاماً، توقّع المنظّمون أن يترك المؤتمر أثراً إيجابياً كبيراً في نفوس أبناء الجالية اللبنانية في أورغواي وفي الأوساط الرسمية والدبلوماسية والإعلامية.