دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
أحبّ ابن الرومي بغداد، وتعلّق قلبه بها كما يتعلّق قلب العاشق بحبيبته. لم يعقّها أبداً رغم إساءتها له. لم يقرّبه الخلفاء، فعاش مدقعاً، ومات أولاده الثلاثة واحداً تلو الآخر، وهم لمّا يبلغوا سنّ الرشد. ورغم ذلك لم يغادره حبّ الوطن، فيوم غادر بغداد إلى سامرّاء، وطال مكوثه فيها، شعر بالحنين إلى ملاعب طفولته، فأنشد يقول:
بلد صحبتُ به الطفولةَ والصبا
ولبست ثوب العمر وهْو جديدُ
فإذا تمثّل في الضمير رأيته
وعليه أغصانُ الشباب تميد