منع المناضلين من السفر لن يمنع المبادئ من الانتشار
معن بشّور
منع المناضل الحقوقي البحريني البارز عبد النبي العكري من السفر من بلاده، هو أقلّ ما كان يتوقعه رفاق هذا المكافح الصلب، وأصدقاؤه الكثر الذين عرفوا بأبي منصور سيفاً من سيوف الحق والحرية طيلة حياته التي نذرها للقضايا التي يؤمن بها.
لقد عرفت عبد النبي والراحل الكبير عبد الرحمن النعيمي منذ أيام الدراسة الثانوية والجامعية في بيروت في أواسط ستينيات القرن الفائت وجمعتنا، على تباين المواقع التنظيمية، مبادئ مشتركة كنا نحتكم إليها لنبدّد أيّ تباين أو سوء تفاهم كان يسود العلاقة بين أبناء الخط الواحد وأحياناً الحزب الواحد.
بعد سنوات طويلة كان اللقاء مع زميلَيْ الدراسة العزيزين ولم يتبدّل فيهما شيء، الصلابة هي هي، والالتزام هو هو، والتفاني هو هو. شيء واحد تغيّر بسبب ظروف المنفى والنضال هو الأسماء، فأبو منصور صار اسمه حسن موسى، والراحل أبو أمل صار اسمه سعيد سيف، وحين كانا يزوران بيروت كان الكثير من رفاق الأمس يتهرّب من اللقاء بهما. مَن لم يتهرّب من اللقاء كان يتهرّب من الإعلان عنه، دون أن يتذكّر أنه كان بإمكان الرجلين أن يصبحا من أثرياء الخليج وهما خريجا واحدة من أهمّ جامعات المنطقة آنذاك.
رحل أبو أمل ودخل خلفه إبراهيم شريف السجن لسنوات، وبقي صوت أبي منصور يدوّي في المحافل العربية والدولية مدافعاً عن شعبه والحرية .
اليوم تمنع سلطات البحرين عبد النبي من السفر من ضمن إجراءات قمعية متعدّدة تتخذها، لكنها لا تدري أنّ الرسالة التي يحملها أبو منصور وكلّ أحرار البحرين تزداد مع القمع والمنع والسجن انتشاراً واتساعاً.
أما نحن فمدعوّون إلى أن نُعلي أصواتنا لإلغاء كلّ إجراء جائر في البحرين وخارج البحرين.
الأمين العام السابق
للمؤتمر القومي العربي