مفوضية اللاجئين: 65.3 مليون نازح ولاجئ حول العالم عام 2015
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، أنّ رقماً قياسياً بلغ 65.3 مليون شخص نزحوا عن ديارهم في أنحاء العالم، العام الماضي.
وقال خبراء المفوضية في تقريرهم أنّ عدد النازحين واللاجئين، الذين فروا من النزاعات والاضطهاد في العالم، سجل مستوى قياسياً بلغ 65.3 مليون شخص في 2015، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد اللاجئين والنازحين في العالم حاجز الـ60 مليون، مقارنة بعام 2014 عندما كان 59.5 مليون لاجئ.
و أضاف في التقرير أنّ الذي صدر بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين، أنّ القتال في سورية وأفغانستان وبوروندي وجنوب السودان، تسبب في موجة النزوح الأخيرة المقدرة بأكثر من 20 مليون شخص نصفهم من الأطفال.
وأشار التقرير إلى أنّ رقماً قياسياً بلغ مليوني طلب لجوء جديد، تمّ تقديمها في الدول الصناعية في 2015. ومن بين هؤلاء ما يقرب من 100 ألف طفل جاؤوا بدون عائلاتهم أو فصلوا عنها وهو رقم قياسي يمثل ارتفاعاً بثلاثة أمثال عن الرقم المسجل عام 2014.
وجاءت ألمانيا التي يحمل واحد من كل ثلاثة متقدمين بطلب لجوء إليها الجنسية السورية على رأس الدول التي تلقت طلبات بتسجيل 441900 طلب، وتلتها الولايات المتحدة بتسجيل 172700 طلب، الكثيرون منهم هاربون من العنف المرتبط بالعصابات والمخدرات في المكسيك ودول أمريكا الوسطى.
وقال التقرير إنّ «الدول النامية ما زالت تؤوي 86 من لاجئي العالم على رأسها تركيا التي يعيش فيها 2.5 مليون سوري وتليّها باكستان ثم لبنان».
وفي السياق، قالت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية في مصر مروة هاشم، إنّ حالات الهجرة غير الشرعية، تتزايد بشكل ملحوظ من الشمال بشكل عام، ومن الشمال الغربي أكثر من الشمال الشرقي، فأغلب الهاربين الأفارقة نجدهم يتجهون من الشمال كالإسكندرية وغيرها ــ نحو أوروبا، لدرجة أنّ ألمانيا وحدها تلقت العام الماضي نحو 414 ألف طلب لجوء.
و أكدت هاشم أنّ هناك عدد من المزايا التي يمنحها التسجيل لدى المفوضية، «منها مزيّة تسهيل الحصول على إقامة، حيث أنّ عدداً كبيراً من اللاجئين لا يملكون الإقامة أو تنتهي إقامتهم، لذلك فإن تسجيلهم لدى المفوضية يمنحهم البطاقة الصفراء، وهي بمثابة بطاقة هوية لهم، ويسهل استخراج الإقامات لهم من مجمع التحرير».
وهناك أيضاً الحماية الدولية، فالمفوضية تحدد وضع اللاجئ بناء على الاتفاق بينها وبين الحكومة المصرية، كما أنّ هناك المساعدات المالية للاجئين الأكثر احتياجاً، ومساعدات تعليمية، وأيضاً تقدم لهم خدمات طبية، واستشارات نفسية، بجانب بعض التدريبات المهنية لمساعدة اللاجئين في الحصول على فرص عمل للاعتماد على أنفسهم.
في غضون ذلك، أعلنت المفوضية الأممية أنّ روسيا احتلت المركز الرابع عالمياً في طلبات اللجوء، حيث قدم الأجانب 152.5 ألف طلب لجوء في عام 2015، معظمهم من أوكرانيا 98 .
وأشار تقرير المفوضية السامية أنّ روسيا قبلت في عام 2015 الماضي طلبات 149.6 ألف من «اللاجئين الجدد» مواطنون أجانب اضطروا إلى مغادرة أوطانهم ، لتأتي في المركز الثاني وفقاً لهذا المؤشر بعد تركيا التي استقبلت في نفس العام نحو 946.8 لاجئ جديد، في حين جاءت تنزانيا في المركز الثالث حيث استقبلت نحو 123.4 ألف لاجئ جديد.
وأعاد التقرير إلى الأذهان أنّ السلطات الروسية في عام 2014 تلقت 274 ألف طلب لجوء، وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية، إضافة لوجود 800 ألف نازح داخل أوكرانيا.
وأشار المتحدث الرسمي باسم المفوضية السامية ويليام سبيندلر إلى التعاون الوثيق مع موسكو، مضيفاً أنّ أكثر من 300 ألف أوكراني حصلوا على اللجوء المؤقت في روسيا، وأنّ المفوضية ترحب بذلك وتدعو الجانب الروسي إلى تبني ذات الموقف من طالبي اللجوء من دول أخرى.
إلى ذلك، و تحت شعار «افتحوا الحدود لهم، نريد أن نستضيفهم» نادى آلاف المتظاهرين الإسبان، مطالبين السلطات الأوروبية فتح حدودها أمام المهاجرين.
وسار آلاف المتظاهرين في شوارع برشلونة شمال شرق إسبانيا، وفي مقدمتهم رئيسة بلدية برشلونة آدا كولاو التي تنتمي إلى «حركة الغاضبين» التي أطلقت في أيلول الماضي فكرة «المدن الملاجئ».
وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بحوالي 9 آلاف شخص، في الوقت الذي تعهدت فيه إسبانيا باستقبال أكثر من 17 ألفاً من المهاجرين، لكنها لم تقبل سوى أقل من 600 لاجئ حتى الآن، وأرجعت السلطات هذا التأخير الكبير إلى بطء الإجراءات الإدارية الضرورية في اليونان وإيطاليا.
ومنذ نهاية أيار الماضي، بدأت إسبانيا استقبال لاجئين قادمين من مخيمات في أوروبا وتركيا ولبنان.