الجيش الروسي: نحن من نَفَدَ صبرنا حيال الوضع في سورية وليس الأميركان
أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أنّ واشنطن لا تزال ترى أنّ الحل السياسي للأزمة في سورية هو المفضل، مشيراً إلى أنّ الخارجية تعمل على إعداد رد على مقترح الدبلوماسيين.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنّه قرأ رسالة مجموعة الدبلوماسيين الذين دعوا إلى شنّ ضربات ضد الحكومة السورية ووجدها «جيدة جداً»، مؤكداً إنّه سيلتقي هؤلاء الدبلوماسيين.
بدوره، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، أنّ الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من الحرب على العراق، في العام 2003، تؤكد عدم وجود حل عسكري للنزاع في سورية.
وقال ايرنست، «إنّ سياستنا الحالية في سورية منعت تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة»، مشيراً إلى أنّه ليس بإمكان أحد تحقيق نجاح إذا عوّل على الحل العسكري في سورية.
ايرنست أضاف «أعتقد أنّه أهم الدروس التي تعلمناها بعد التدخل في العراق الذي أقدمت عليه الإدارة السابقة في العام 2003»، مؤكداً أنّ البيت الأبيض لا ينوي تحويل الموارد والجهود الرامية إلى محاربة تنظيم «داعش» في سورية إلى خوض المعركة ضد الأسد. وقال «تركز جهودنا في سورية حالياً على «داعش». أما اقتراحات توجيه مواردنا العسكرية والفكرية ضد نظام الأسد فتتطلب انتزاعها الموارد من تلك التي تستهدف «داعش».
وأشار المتحدث الأميركي إلى أنّ السياسة التي تعتمد عليها الإدارة الحالية أنقذت صورة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي وجنبتها الأخطاء الخطيرة السابقة، معتبراً أنّ البلدان الداعمة لنظام الأسد تسهم في عملية الانتقال السياسي في سورية بطريقة أو بأخرى.
التصريحات الأميركية جاءت في وقت، أكد أندريه كراسوف، عضو لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي، أنّ بلاده قد تزيد وتيرة غاراتها ضد الإرهابيين في سورية في وقت قريب.
وقال كراسوف «إنّه أمر طبيعي بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان والاجتماع الأخير بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والرئيس السوري». وأضاف «تواصل روسيا مكافحة الإرهاب الدولي باستمرار بتقديم الدعم للعمليات البرية التي تقوم بها القوات المسلحة السورية. وستتم مواصلة هذا الدعم إلى حين تحرير أرض سورية التي طالت معاناتها من آخر إرهابي».
البرلماني الروسي قال عند تعليقه على جهود الولايات المتحدة بمحاربة الإرهاب في سورية «لقد أخفقت الولايات المتحدة في التمييز بين من تعدهم إرهابيين والآخرين. نحاول إقناعهم في أنّ الطريقة الوحيدة لتحقيق الانتصار على الإرهاب الدولي على أرض سورية هي توحيد الجهود».
وشدد مجدداً في هذا السياق على أنّ إحدى المهام الأساسية في سورية تكمن في قطع قنوات تغذية التنظيمات الإرهابية سلاحاً ومالاً وبشراً، بما في ذلك من أراضي تركيا.
هذا و كان رئيس هيئة أركان الجيوش الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، أكد أنّ موسكو تلتزم باتفاقات دعم الهدنة والمصالحة في سورية، قائلاً «نحن من نفد صبرنا حيّال الوضع في سورية وليس الأميركان».
وشدد غيراسيموف، في بيان صحفي صدر عنه، على أنّ روسيا تنفذ تعهداتها في إطار ضمان نظام وقف الأعمال القتالية في سورية، مشيراً إلى أنّ «الجانب الأميركي يواجه صعوبات مع المعارضة التي تقع تحت سيطرته».
الجنرال الروسي أضاف «برأيهم يجب اعتبار عمليات قصف المسلحين للقوات السورية والبلدات باستخدام راجمات الصواريخ المتعددة انتهاكات غير ملموسة لنظام وقف إطلاق النار، فيما يقال على الفور عن جميع العمليات الجوابية المتوازية على أعمال المسلحين، من قبل العسكريين السوريين، إنّها ضربات غير متكافئة على المعارضة».
وأعاد إلى الأذهان أنّ مهمة حل جميع المسائل العالقة حول سورية، يقوم بها «مركز الرد السريع على انتهاكات نظام وقف الأعمال القتالية» العامل في جنيف والذي شكلته موسكو وواشنطن، مضيفاً أنّ ممثلين عن البنتاغون ومخابرات الولايات المتحدة والخارجية الأميركية متواجدون في المركز مع ضباط روس يومياً على مدى 24 ساعة.
كما لفّت رئيس هيئة الأركان الروسية، إلى أنّ هناك قناة التواصل المباشر التي تعمل بشكل دائم، وتخص منع وقوع حوادث في المجال الجوي السوري، بين قاعدة حميميم الجوية الروسية ومركز تخطيط العمليات الجوية في قاعدة العديد الأميركية.
وتابع «ولهذا السبب، عندما نتلقى من إدارة البنتاغون اتهامات، بأننا نستخدم قنوات التواصل بصورة غير مهنية، من ممكن أن نستنتج أنّها إما لا تعلم عن قنوات التعاون العاملة أو تحصل على معلومات غير مؤكدة».
وأشار غيراسيموف، في الوقت ذاته، إلى أنّ وزارة الدفاع الروسية ترسل إلى الولايات المتحدة معطيات حول أماكن وجود مواقع لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، لكن الجانب الأميركي لا يستطيع حتى الآن الفصل بين المعارضين والإرهابيين، الأمر الذي يسمح للأخيرين باستعادة قوتهم، ما يؤدي بدوره إلى تصعيد التوتر في سورية، و ختّم بالتأكيد أنّه «ليس من الممكن أن يستمر هذا الوضع إلى ما لا نهاية».
ميدانياً، صدّت «قوات سورية الديمقراطية»، أمس، هجوم لتنظيم «داعش» من محاور الباب ومسكنة وجرابلس، استهدف بلدة عريمة، وقرى عوسجلي، طوق الخليل، محترق كبير، قرعة كبيرة وقرعة الصغيرة، قرعة، جب العشرة، خربة عشرة، خربة الروس، قرية نعيمة، جب الشيخ في محيط منبج في ريف حلب الشرقي.
وفي ريف الطبقة الجنوبي، ثبت الجيش السوري قواعده في تلة السيريتل و محيطها على طريق أثريا بعد صدّه أول أمس هجوماً عنيفاً لتنظيم «داعش» الارهابي، أسفر عن انسحاب قوات الجيش من حقل نفط الثورة ومفرق الرصافة الذي كان قد سيطر عليها مع انطلاق العمليات باتجاه الطبقة.
وفي السياق، أكد مصدر ميداني، أنّ الجيش عمد إلى احضار تعزيزات وادخال أسلحة جديدة و تحضير قواته لجولة ثانية من المعارك باتجاه الطبقة وريف الرقة الغربي، و التي ستخاض بتكتيك جديد، بحسب المصدر.