عريجي: نتطلّع إلى دعم السينما بقدراتنا الذاتية

أعلن مهرجان «سينمائيات» بعد عرضه أفلاماً لمخرجين شباب لبنانيين من عشر جامعات في لبنان، عن أسماء 21 من الأفلام الرابحة والمخرجين المتفوقين، في قصر السفارة الإسبانية خلال احتفال «التفاحة الذهبية».

حضر الاحتفال وزير الثقافة ريمون عريجي، السفير البريطاني هوغو شورتر، القائم بالأعمال في السفارة الإسبانية مانويل دوران، الملحق السمعي والبصري في السفارة الفرنسية لوتشيانو ريسبولي، الملحقة الثقافية في السفارة الأميركية روز ليندغرين، لجنة التحكيم: رئيس اللجنة السينمائي إميل شاهين والكاتب والمخرج خليل زعرور، الممثلة جوليا قصار، المخرج نصري براكس، الفنانة تانيا صالح، مؤسِّسة «سينمائيات» ريما فرنجية، والمخرج أمين درة، الذي شارك عبر اتصال «سكايب» في كلمة له بالاحتفال. كما حضر ممثلون عن الشركاء في المهرجان «Rotract Lebanon» و«Grand Cinemas»، إضافة إلى حشد كبير من طلاب الجامعات وحشد فنّي وإعلاميّ.

بداية، أكّد عريجي على حاجتنا في لبنان إلى مشروع حضاري كـ«سينمائيات»، معتبراً أن الفائدة الكبرى لهذا المشروع ـ المهرجان تكمن في تحفيز طاقات شبابنا ذوي التطلّعات السينمائية الواعدة وهي كثيرة، إلى الخوض في تجارب سينمائية جديدة، عبر تأمين الدعم المادي والمعنوي.

ولفت إلى أنّ مشاركة طلاب قسم السينما في جامعات لبنان بهذا الحدث الفني، دلالة على انخراط طاقات لبنانية شابة بمغامرة السينما الجميلة، إنها مسؤوليتنا جميعاً في دعم هذه المواهب وتشجيعها في تطلّعاتها الفنية والثقافية والوطنية.

وأضاف: «إننا نؤمن بأثر السينما وبدورها في إحداث التطوير الاجتماعي والتثقيف، كونها وسيلة اتصال وتواصل، وجسر لقاء الشعوب، عابرة للحدود والجنسيات والأنظمة واللغات وهي بطروحاتها تعكس روح العصر وتوثق مفاصل تحولاته».

وتابع: «إننا في وزارة الثقافة، وعلى رغم إمكانياتنا المحدودة، نتطلّع بدأب مستمرّ إلى دعم قطاع السينما بقدراتنا الذاتية وبالتعاون مع المؤسسات اللبنانية والدول الصديقة، عبر تأمين وسائل تمويل مسهّلة واستصدار نصوص قانونية وتنظيمية واتخاذ إجراءات عملية لدعم صناعة السينما المحلية من جهة أولى، ولجعل لبنان مركزاً جذّاباً لتصوير أفلام السينما الأجنبية».

وختم: «آمل في أن تشكل هذه التفاحة الذهبية حافزاً لعطاءات سينمائية شابة ترفد مسيرة السينما اللبنانية بإبداعات جديدة وتثري رؤاها».

بدوره، أشار شورتر إلى القاسم المشترك بين الشعبين اللبناني والبريطاني لناحية حبّهم للسينما والموسيقى والتصميم الفني. مؤكداً أنّ السينما، إضافة إلى كونها فنّاً، فهي تخلق فرص عمل للشباب.

وشدّد على أهمية التعاون بين السفارات مع وزارة الثقافة و«سينمائيات» بما فيه منفعة للشباب اللبناني والسينما في لبنان. مشيراً إلى أنها الخطوة الأولى ضمن هذا التعاون.

وأكد على أهمية المهرجان الذي نقل السينما الصيفية من إسبانيا إلى بيروت، وإلى الأجواء الحيوية والشبابية التي بثّها المهرجان خلال أيام العرض في مبنى السفارة الأثري. كما أعرب عن سعادته لتطوّر السينما في لبنان من خلال الطاقات الشابة.

وأشار إلى أنه شاهد عدداً من الأفلام المشاركة في المهرجان وشدّد على أهمية استكمال التعاون مع «سينمائيات» لأن لبنان والشباب اللبناني يستحقون ذلك.

من ناحيته، أشار ريسبولي إلى أهمية التعاون الذي يشكل دعامة كبيرة للشباب اللبناني المبدع، والى استعداد السفارة الفرنسية لدعم كافة النشاطات الثقافية وأهمها السينما، متمنّياً الحظّ للطلاب للوصول إلى نتائج أهمّ وأرقى.

وأوضحت ريما فرنجية أنّ احتفال اليوم هو في السينما عموماً وفي السينما اللبنانية خصوصاً، ولهؤلاء الشباب المبدعين أيضاً، بعد كلّ الجهد الذي بذلوه والتحدّيات التي وضعوها نصب أعينهم مع أهلهم وجامعاتهم، اليوم، نحتفل بالأمل الذي يمثله هؤلاء الشباب بالنسبة إلينا.

وأضافت: الشباب اللبناني في حالة تحرّر وإبداع وعطاء من دون حدود، والسينما هذا الفنّ العصري، الذي يحوّل الأحلام إلى واقع والواقع إلى أحلام، يصل إلى جميع الفئات المجتمعية ويخلق في ما بينها نوعاً من المساواة. مشدّدةً على أننا ننظر إلى السينما أيضاً كصناعة وإنتاج وكقطاع عمل، والدول التي منحت دعماً للسينما باتت تشكل 5 في المئة من دخلها الاقتصادي.

وأردفت قائلة: في «سينمائيات»، نريد أن نضع يدنا بيد مع الدولة اللبنانية، القطاع الخاص والمواهب لنؤثر بشكل إيجابي في مجتماعتنا ووطننا. ومن لبنان انطلقت الأبجدية التي ساعدت الإنسان في التواصل، وهو ما أوصل إلى العولمة.

من هنا نستطيع عبر السينما التواصل مع العالم ونسحره بقصص نرويها عن لبنان وعن الانسان بالمطلق.

وختمت: في «سينمائيات» نؤمن بالترابط، وهو ما يفتقده القطاع السينمائي في لبنان. ونتمنّى التعاون مع كل المعنيين لنحقق فرقاً في حياة الشباب والسينما والوطن ككلّ.

أما مديرة «سينمائيات» ناتالي الخواجة، فأكدت أنّ الرهان كبير على المتخرّجين الشباب. مشيرةً إلى أننا نلاحظ التطوّر والإبداع من دورة إلى دورة، ومدى التطوّر والاتساع. لافتة إلى أنّ الفضل يعود إلى نجاحات طلاب آمنوا بأعمالهم. كما شكرت الجامعات التي أتت بكلّيات فنون تعمل جاهدة لتواكب التطوّر التكنولوجي وتشكل الإطار السليم لأجيال قادرة على رسم الغد.

النتائج

21 «تفّاحة» وُزعت على المشاركين الفائزين بكاميرا محترفة من نوع «Canon EOS 1300D». وأتت الجوائز على الشكل التالي:

ـ أفضل مونتاج: «Drought Land» لأسعد خويري، من جامعة الكسليك.

ـ أفضل سيناريو: «Sous Les Soutanes» لميشال زرازير، من جامعة «ألبا».

ـ أفضل تصوير سينمائي: «A Time in a Life» لجورج برباري، من الجامعة اللبنانية الأميركية.

ـ جائزة الأكثر حضوراً: «سمير شيخ الشباب»، لكريستيل يوسف من جامعة القدّيس يوسف.

ـ أفضل إدارة فنية: «نسيج» ليارا الضهر من جامعة القدّيس يوسف ولترايسي كرم عن فيلمها «Grand Ecart» وهي من جامعة سيدة اللويزة.

ـ أفضل مخرج: «With Thy Spirit» لكريم الرحباني من جامعة القدّيس يوسف، و«Above the Nest» لجورج هزيم من الجامعة اللبنانية.

ـ أفضل فيلم في المهرجان: «سلوى» لعمر صفير، من الجامعة اللبنانية.

وفاز أيضاً إيلي فهد عن فيلمه «ميت عصورة»، وماري لويز إيليا عن فيلمها «We find you anywhere» بورشتَي عمل لتطوير طاقاتهما في مجال كتابة السيناريو. أما عن أفضل سيناريو واعد فقد نال الثنائي غابريال وميشال زرازير جائزة وقدرها 20 مليون ليرة لبنانية.

إضافة إلى هذه الجوائز، فازت يارا الضهر وترايسي كرم وعمر صفير بسفرات إلى لندن، قدّمها «British Council»، للمشاركة في ورشة عمل خاصة بالسينما لتطوير مواهبهم في «London Film School».

وعلى هامش المهرجان، كُرّم السينمائيّ الكبير إميل شاهين الذي كان من أوائل الذين عملوا في هذا المجال في لبنان، كما عُرض مقطع فيديو يشرح فيه المصمّم الإسباني ـ اللبناني أسعد عواد كيف صنع التصميم المخصّص للفائزين.

في ختام الحفل، غنّت تانيا صالح أغنيتين لها «عمر وعلي» و«حشيشة قلبي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى