«الوفاء للمقاومة»: تضحيات المقاومة في سورية تعزّز حماية لبنان من شرور الغزوة الإرهابية

جدّدت كتلة الوفاء للمقاومة موقفها «الحازم الرافض أصلاً لآليات تعاطي المصارف مع فرمان الوصاية النقدية الأميركية»، وحذّرت من مخاطر تطبيقه على استقرار البلاد، لافتةً إلى أنّها «ستبقى تتابع الأمر باهتمام بالغ على قاعدة حفظ السيادة النقدية والاستقرار النقدي والاجتماعي معاً، ولن تقبل ابتزازاً أو تجاوزاً أو تراخياً في مقاربة ومعالجة هذا الملف من قِبل أي كان».

ورحّبت الكتلة في بيان بعد اجتماعها الدوري أمس برئاسة النائب محمّد رعد «بالاستعداد الإيجابي العام لدى كل الفرقاء المعنيّين لاستعجال إصدار الحكومة للمراسيم التطبيقيّة المتعلّقة بملفّي النفط والغاز، وذلك في ضوء معطيات استكشافيّة مستجدّة تتطلّب من لبنان حجز موقعه عملياً على خارطة الدول الغازيّة أو النفطيّة، فضلاً عن المعطيات التي تؤكّد شروع الكيان الصهيوني بالعمل في الحقول القريبة من تلك التي تقع في منطقتنا الاقتصادية الخالصة».

وأكّدت «قناعتها وموقفها الداعي إلى ضرورة اعتماد النسبيّة الكاملة مع الدائرة الواحدة أو بضع دوائر موسّعة، ليتحقّق للّبنانيين قانون تمثيليّ عصريّ صحيح وفاعل وعادل، ويصون العيش الواحد فيما بينهم».

وأضافت أنّه «على الرغم من التباينات السياسيّة حول الخيارات الاستراتيجيّة للبلاد، فإنّ الحكومة الراهنة معنيّة أساساً، وفي هذه المرحلة، بملاحقة ملفات الفساد كافّة من الإنترنت غير الشرعي إلى الإتجار بالبشر إلى التعدّيات على المال العام وحق اللبنانيّين في شاطئ الرملة البيضاء وغيرها، كما هي معنيّة كذلك بمعالجة الأزمات الحياتيّة والمعيشيّة للمواطنين، والحؤول دون تفاقم معاناتهم في الضاحية الجنوبية والجنوب، فضلاً عن البقاع والشمال».

ولفتت إلى «أنّ التقنين الاستنسابي للتيار الكهربائي في الكثير من المناطق اللبنانية لم يعد مقبولاً وينبغي وضع حدّ له، كما أنّ العديد من المحطّات والمحوِّلات الجاهزة للتركيب في أكثر من منطقة، لا يجوز تأخير وضعها في الخدمة لأيّ سبب من الأسباب»، وأشارت إلى أنّّ «من حق المواطنين أن تصلهم مياه الشفة بانتظام، وتؤمن لهم مياه الخدمة باستمرار كما في بيروت كذلك في الضاحية وفي كل المناطق»، وطالبت «الحكومة بتفعيل الإدارة ومتابعاتها للمطالب الحيويّة للمواطنين وتوفير اللوازم المطلوبة لتلك الإدارات، منعاً لأي تبرير للإهمال أو التقصير».

كما جدّدت الكتلة التزامها دعم سورية قيادةً وجيشاً وشعباً في مواجهة قوى الإرهاب التكفيري والدول الراعية لها والضالعة في مؤامرة تخريب سورية وإضعاف قوى المقاومة والممانعة للكيان «الإسرائيلي» ولمشاريعه العدوانية، ورأت أنّ «التضحيات التي تبذلها المقاومة دفاعاً عن سورية ولبنان ضدّ الغزوة الإرهابية التكفيّرية، تُسهم بشكل واضح في إسقاط أهداف تلك الغزوة من جهة، وتعزّز حماية لبنان من شرورها وتداعياتها من جهةٍ أخرى، وتحول دون سقوط المنطقة برمّتها أمام أطماع القوى المعادية وعلى رأسها أميركا وإسرائيل».

وإذ أعربت الكتلة عن تقديرها «سموّ الأهداف الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة النبيلة لمواصلة دور المقاومة الدّاعم والمساند للشعب السوري ولجيشه العربي الباسل ولقيادته الشجاعة، أعلنت أنّها «تنحني أمام تضحيات وبطولات كل المجاهدين، ولا سيّما الشهداء الأبرار الذين وفّقهم الله ليكونوا معالم عزِّ وأركان نصر ورايات كرامة للمقاومة وشعبها ووطنها وأمّتها».

وأدانت الكتلة «نظام التعسّف والاستبداد في البحرين»، وشجبت «أساليبه وممارساته الظالمة ضدّ شعبه ورموزه ومؤسّساته»، معتبرةً «أنّ سياسة حرمان المواطنين الأصليّين من الجنسيّة هي دليل إضافي على رعونة سلطة الأسرة الحاكمة في البحرين، فضلاً عن أنّ إسقاط الجنسيّة عن المرجع الرمز للشعب البحريني الشيخ عيسى قاسم حفظه الله، هو مؤشّر على اتّساع هوّة الفراق بين سلطة النظام القمعي وبين الشعب المسالم والمظلوم في البحرين»، داعيةً إلى «ضرورة التراجع عن هذه الخطوة فوراً، لأنّها تتعارض مع الشرعيّة العالميّة لحقوق الإنسان، وتتنافى مع أبسط قِيم العدالة والسلوك البشريّ والقانون الدوليّ».

وشجّبت الكتلة بشدّة «غفلة النظام العربي بمعظم حكوماته عن مخاطر النزعة العدوانية «الإسرائيلية» ضدّ المنطقة ودولها وشعوبها»، وأدانت تواطؤ بعض هذه الحكومات مع «إسرائيل» في إثارة الفتن المذهبيّة والعرقيّة في المنطقة، وتسهيل ودعم جماعات الإرهاب التكفيري لتفكيك المجتمعات واستنزاف الجيوش القويّة، والدّفع باتجاه تسهيل تصفيتها وإسقاط حقوق الشعب الفلسطيني ولا سيّما حقّه في العودة وتقرير المصير، ولفتت إلى «أنّ التوجّس «الإسرائيلي» المعلَن من هزيمة «داعش» في سورية يعكس رغبة العدو في مواصلة استنزاف هذا البلد العربي، لأنّ ذلك يشكّل الوضع الأمثل الذي يتلاءم مع مصالح الكيان الصهيوني».

واعتبرت أنّ مؤتمر «هرتسيليا وما تضمّنه من رؤى ومداخلات لقيادات عليا في الكيان الصهيوني، يؤكّدان تعاظم هذه المخاطر على كل المستويات، ويستوجبان يقظةً واستعداداً ومواصلة مستمرة لجهوزيّة المقاومة من أجل مواجهة تلك المخاطر والتصدّي لها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى