تلفزيون لبنان
الحدث العالمي اهتزاز القارة العجوز. هذا الاهتزاز ناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بعد استفتاء على ذلك.
وقد أعرب قادة أوروبيّون عن الحزن من جرّاء الصدمة التي لفّت أيضاً المحافل البريطانية التي صُعقت من كلام البعض عن العدوى التي يمكن أن تُصيب اسكتلندا وإيرلندا.
وفيما اكتفى البيت الابيض بإعلان الاحترام للقرار البريطاني، تخوّف متابعون دبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي من تفكّك هذا الاتحاد الذي يضمّ سبعاً وعشرين دولة.
ومن أوروبا إلى الشرق الأوسط، الحروب متواصلة في سورية في محيط حلب، وفي العراق في الفلوجة، وفي اليمن حول صنعاء وفي ليبيا في جوار سرت.
ومن بيروت، أطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مواقف ركّز فيها على دوافع مشاركة الحزب في بعض الحروب الإقليمية لا سيّما في العراق وسورية، مشيراً إلى سقوط عدد من المقاتلين في حلب، ولافتاً إلى الحرب النفسية. وأكّد السيد نصرالله انفتاحه على أي حوار بشأن العقوبات الأميركيّة، مشدّداً على أمن لبنان واستقراره.
محليّاً، جلسة قصيرة لمجلس الوزراء سادها جو من النقاش حول مشاريع مجلس الإنماء والإعمار في ما يشكّل مسألة جديدة تُثار في البلد على أساس الإنماء المتوازن.
وسبقت الجلسة حملة على المجلس من مفوّض الحكومة فيه، وقد قرّر مجلس الوزراء التدقيق في ذلك، كما قرّر عقد جلستين الأسبوع المقبل.
إذاً، القارة العجوز اهتزّت من جرّاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
«المنار»
في ذكراه عاد، وذو الفقاره سيف مسلّط على الأعداء لكي لا يعود التكفيري ابن ملجم من جديد، يضرب بحقده عمود الدين.
في أربعينيّة الشهيد القائد مصطفى بدر الدين ذو الفقار ، أكمل الأمين العام لحزب الله رسم الصورة في الإقليم ولبنان. فمن المرحلة الجديدة ضمن مشاريع الحرب على سورية، وما يحضّره السعودي والتركي لحلب ومحيطها، إلى صمود المجاهدين، واستنزاف التكفيريين بمئات القتلى والمصابين، أكّد السيد نصر الله أنّنا ذاهبون إلى مزيد من الحضور في حلب، وحيث يجب ان نكون، غير آبهين بكل حملات التشويه والتضليل.
حملة العقوبات الأميركية ضدّ جمهور حزب الله تطرّق إليها الأمين العام، مطمئناً أولئك الذين وصفهم بالأغبياء، ألّا أثر مالياً لتلك العقوبات على حزب الله، وكما تصل إلينا الصواريخ التي تهدّد «إسرائيل» تصلنا الأموال.
أمّا البحرين فلم تغبْ عن ذكرى القائد الجهادي الكبير، والرسالة الخاطئة التي بعث بها النظام البحريني التابع للسعوديين تؤكّد ألّا حلول ولا حوار، قال سماحة الأمين العام، ما قد يجعل البحرينيين وأصدقاءهم بحل من الالتزام، والكل حر عندها بالتعبير بالطريقة التي يراها مناسبة، ختم الأمين العام.
في أوروبا وبعدما يزيد عن ربع قرن على سقوط جدار برلين، عادت الجدر السياسية لترتفع في القارة العجوز.
أوضح صورة كانت اليوم أمس من مدينة الضباب لندن، حيث أُعلن عن نتيجة الاستفتاء البريطاني القاضي بتأييد الخروج من الاتحاد الاوروبي. لم تخرج بريطانيا من الاتحاد فحسْب، بل أخرجت الاتحاد من هالته الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، وشرّعت أبوابه على كل الاحتمالات، بما فيها قدرته على البقاء.
«أن بي أن»
قرار الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي سرّع المتغيّرات الدولية التي تهزّ مساحة العالم شرقاً وغرباً، حرباً أو سلماً. استفتاء بريطاني شعبي فاز به قرار الخروج بنسبة لا تصل إلى 52 في المئة. هم فقراء الممكلة المتحدة وذوو الدخل المحدود، الساقطون على فشل الاتحاد الأوروبي اقتصادياً واجتماعياً.
النتيجة البريطانية أكّدت على وجود عامل فقدان ثقة بين النخب والجماهير كما في كل القارّات، كما دلّ الاستفتاء البريطاني على عودة إلى روح القوميّات على حساب الاتحادات، ومن هنا سارت الأصوات الهولندية واليمينية الفرنسية والسويدية تطالب بالمضيّ في طريق بريطانيا، والأخطر على الممكلة المتحدة العناويين التي رُفعت في اسكوتلندا وأيرلندا الشمالية للانفصال عن بريطانيا.
أزمات البرتغال واليونان وفرنسا وإسبانيا الاقتصادية تهزّ الاتحاد الأوروبي الذي بات يقف على شوار، فإلى متى تستطيع ألمانيا تحمّل العبء الاقتصادي لقارّة يهدّدها أيضاً الإرهاب، فباتت كل دولة فيها تبحث عن أمنها الخاص بمعزل عن إجراءات الاتحاد بعد أن تغلغل التطرّف القاعدي والـ»داعشي» في أحيائها الشعبية، فماذا بعد؟
هل تتّسع التأثيرات الاقتصادية والعسكرية والسياسية السلبية؟ كل المؤشّرات تدلّ على ذلك، ليرسم القرار البريطاني مرحلة جديدة تتخطّى حدود أوروبا إلى حدّ بدا يلوح به الباحثون الغربيّون عن تأثير سينعكس عاجلاً أم آجلاً على فكرة قوات حلف شمالي الأطلسي الناتو. وكأنّ البُنى الوحدويّة المشتركة التعاونيّة التي طبعت العقود الماضية تمضي في طريقها إلى التهشيم.
أمّا الطريق في لبنان فآمن سياسياً بحوار يجمع في عين التينة يطرح المبادرات ويخفّف الأزمات ويقرب المسافات وينزع فتائل التفجير، تواكبه أمنيّاً جهوزيّة المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفض القانون الأميركي جملةً وتفصيلاً، معتبراً أنّه بالنسبة إلى حزب الله لا يقدّم ولا يؤخّر مالياً، ولا أثر له. وأشار السيد نصر الله إلى أنّ تمويل الحزب هو من الجمهورية الإسلاميّة في إيران وما يحتاجه من مال يصله كما تصل الصواريخ، وليس عبر المصارف. ولفتَ إلى أنه لا يمكن لكل مصارف الدنيا أن تُعيق وصول المال إلى الحزب.
«او تي في»
كيف يمكن التوفيق بين ثلاثة تطورات بارزة اليوم؟ أو كيف يمكن لخلطة هذه الأحداث أن تؤثّر على لبنان، أو كيف تكون نتائجها علينا في بيروت؟ التطور الأول هو استفتاء بريطانيا الذي قضى بخروجها من الاتحاد الأوروبي. صحيح أنّ الأمر لن يكون نافذاً قبل سنتين من التفاوض بين لندن وبروكسل، لكن بعض نتائج الخروج فوريّ، خصوصاً السؤال عمّا بعد، وعن الدولة التالية بعد بريطانيا، وكيف يمكن أن تتغيّر خريطة العالم. التطور الثاني، هو كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم أمس أيضاً عن أنّ مقاتلي الحزب باقون في حرب سورية، وأنّ المعركة الأساسية ستكون في حلب، فضلاً عن إشارة بالغة الدلالة وردت على لسان السيد حين ذكر أنّ الحزب جاهز لأي واجب، حتى في للعراق. يبقى التطور الثالث، وهو إحساس الحكومة اللبنانيّة بأنّ كل رزنامات الحلول صارت أوهاماً، وأنّ عليها الاهتمام بما أمكن من شؤون البلاد، بدل انتظار أي تطور خارجي أو أي تبدل داخلي. هكذا بين تبدّل خريطة العالم، وبين استمرار الحرب من حولنا وفي محاذاتنا، وبين استدامة الأزمة الفراغية عندنا، هل صرنا أمام نفق واحد أحد عنوانه تقطيع الوقت في انتظار نضوج حل تأسيسي، أو نظام بديل؟ كل الاحتمالات واردة، وأحدها أن يبادر اللبنانيون إلى حلّ ميثاقي بلا مكابرة. لا إلى صفقة ولا تهريبة ولا سرقة كما يفعل كثيرون، منذ زمن، وهذه الأيام بالذات. تريدون أمثلة على ذلك، إليكم هذه النماذج، بدءاً من الرملة البيضا، في تقرير ضمن نشرة الـ»أو تي في»
«ام تي في»
البريطانيون قالوا لا للبقاء في الاتحاد الاوروبي فأحدثوا زلزلاً في أوروبا والعالم. الرئيس الفرنسي اعتبر أنّ أوروبا في مواجهة اختبار خطير، فيما رأت المستشارة الألمانيّة أنّ ما حصل ضربة قاسية. النتيجة الأولى للقرار البريطاني إعلان رئيس الوزراء البريطاني عزمه الاستقالة قريباً،
أمّا اقتصادياً، فقد انهارت الأسواق المالية ولا سيّما في أوروبا، وتراجعت أسعار النفط، ولكن أبعد من النتائج الآنية يبقى السؤال: هل سيتمكّن الاتحاد الأوروبي من تجاوز ضربة اليوم أمس ؟ أم أنّ الخروج البريطاني هو بداية انهياره وانطلاق مرحلة جديدة في تاريخ أوروبا؟
مقابل الصدمة التاريخية الأوروبية، غرق مجلس الوزراء اللبناني في صدمات الفضائح، وقد تركّزت في جلسة اليوم الأمس على أداء مجلس الإنماء والإعمار ومناقصاتها، ولا سيّما في ملف النفايات.
سياسياً، كلمة السيد حسن نصرالله في ذكرى أربعين مصطفى بدر الدين أكّدت من جديد إصرار الحزب على استكمال حربه في سورية تحت عنوان حلب هذه المرة، أمّا بالنسبة إلى العقوبات المالية الأميركية فقلّل السيد نصرالله من أهميّتها، معتبراً أنّ أموال حزب الله تأتيه مباشرة من إيران.
«الجديد»
أربعة في المئة غيّرت وجه بريطانيا ونقلتها من إمبراطورية عظمى إلى جزيرة إنكلترا برأس مال أمّي. دقت ساعة بيغ بن على توقيت الانسحاب واتّخذت بريطانيا قراراً أرداها ملحقاً للولايات المتحدة التي تقرّر مصائر الدول. لم تفقد بريطانيا أوروبيّتها فحسب، إنما خسرت قرارها عندما فازت واشنطن بالاستفتاء ومهّدت له قبل أيام برفع سعر الجنيه الإسترليني وإغراء البريطانيّين بحياة أفضل إذا ما قرّروا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي .. وحالما نجح الاستفتاء في الخروج من أوروبا، سقط الإسترليني وهوى إلى أدنى مستوى له منذ واحد وثلاثين عاماً. لقد صوّرت واشنطن الرخاء للبريطانيّين على شكل عملة، وتسللت إلى هذا الشعب من محفظته لمعرفتها بأنّ البريطاني ضنين على قرشه ويبيع أوروبا بربع إسترليني، لكن أميركا تقف اليوم لكأنّها كسبت الجولة وسلخت دولة عن اتحاد كان يزعجها وعن يورو كان مصدر قلق لدولارها. وأبلغ تعليق أميركي صدر حتى الساعة عن كل هذا الانقلاب: أنّ أوباما أُحيط علماً بالخبر، لكن الرئيس الأميركي لن يتبلّغ غداً أي انهيار سيقع على المكلّف البريطاني سواء في سوق العقارات أم القروض المصرفية الواقعة اليوم تحت الخطر. فما تكترث له واشنطن فقط هو تفكيك الدول والاتحادات والأنظمة حتى لا يبقى قوي تشرق عليه الشمس.
شموس تغيب.. وبدر الشهداء يسطع .. فمن الضاحية التي لفّتها التحذيرات الأمنية على مدى يومين، أحيا حزب الله أربعين القائد العسكري مصطفى بدر الدين بخطاب للسيد حسن نصرالله، كاشف فيه الرأي العام بكثير من الملفات، من أعداد الشهداء في معركة حلب إلى أزمة المصارف، لكنه أبقى على السريّة المصرفية الأمنيّة اتجاه تفجير بنك لبنان والمهجر، وقدم نصرالله تأكيدات على أنّ سريان الحوار الإيجابي مع المصارف ليس لمصلحة حزب الله، إنّما بهدف أمان الناس وبيئة وجمهور الحزب، قائلاً إنّ هناك مصارف ذهبت بعيداً، «وكانوا أميركان أكثر من الأميركيين» وقامت بحذف حسابات لجمعيات خيرية، فهل هذا عمل إنساني أم اعتداء على الناس؟ وكرّر نصرالله أنّ الحزب لن يتأثّر بقرار العقوبات الأميركية مالياً، لأنّه أصلاً «ما عنّاش»، ونحن نتموّل من إيران على رأس السطح، وكما وصلت إلينا الصواريخ تصلنا الأموال» .. واشربوا من مية البحر.».