تلفزيون لبنان
ترقّب لنتائج الاستفتاء البريطاني، والتداعيات السياسية والاقتصادية لخروج المملكة المتحدة المدوّي من الاتحاد الأوروبي. وعلى خلفيّة هذا القرار، يزور وزير الخارجية الأميركية جون كيري غداً اليوم لندن وبروكسل، بعدما عبّرت بلاده عن خيبة أملها لنتيجة هذا التصويت.
وفي الشأن المحلّي، ترقّب للتحرك الفرنسي الذي تشهده بيروت في الحادي عشر من تموز، من خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية الذي يستطلع إمكانات إطلاق مبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهو الأمر الذي سيناقشه أيضاً في كل من الرياض وطهران.
في المشهد الداخلي أيضاً، جلستان للحكومة الأسبوع المقبل، يومي الثلاثاء والخميس، الأولى استثنائيّة للأمور المالية، والثانية لجدول عمل عادي فيه مراسيم ومشاريع قوانين، حيث يُنتظر أن يقدّم وزير المالية شرحاً مفصلاً عن الوضع المالي.
في هذا الوقت، مراوحة في موضوع قانون الانتخاب، بعد التعثّر في اللجان النيابيّة المشتركة، التي تعقد جلستها المقبلة في 13 تموز المقبل، والتي تتزامن مع الجلسة الثانية والأربعين لانتخاب رئيس، قبل الجلسات الحواريّة الثلاث في مطلع آب المقبل، ويبدو أنّ لا تفاؤل في الأفق، طالما أنّ الأمور مرتبطة بجزء من سلّة متكاملة، وفق ما رأى الوزير السابق زياد بارود، الذي يعوّل على الحوار طالما أنّ المؤسّسات الدستورية غير قادرة على إنتاج حلٍّ ما.
«المنار»
على عتبة يوم القدس العالمي وداخل حرم المسجد الاقصى سال الدم الفلسطيني في ثالث جمعة من شهر رمضان المبارك، دم رسم مجدّداً حدود الرفض لكل ألوان الذلّ ومدّ اليد إلى العدو وطعن الشقيق باليد الأخرى .
اليوم أمس ، أثبتت جراح المقدسيّين والمصلّين الصائمين مستوى النبض المقاوم الحيّ المستمر انتفاضة واعية مصمّمة إيماناً بالانتصار ودفعاً بالنسيان والتناسي من حول بوصلة الهمّ فلسطين.
للأقصى رجال تحميه باللحم العاري بين أبوابه وأركانه وفي أرضه المباركة، مقاومة جهّزت يدها على الزناد، وفي الامتدادات وعلى خط الانتصارات، مقاومة في لبنان تُحبط أشد أنواع المؤامرات، ومعها جمهور لن يستسلم للضغوط مهما تنوّعت واشتدّت، بل سيتابع معها المسير مهما كبرت التضحيات .
في العراق، الفلّوجة تحرّرت بالكامل، وعسكريّاً يصحّ القول إنّ ما قبل الفلوجة ليس كما بعدها، فالإرهاب الذي اتّخذ هذه المدينة مقرّاً استراتيجياً لتدمير العراق وأبعد منه، أقفلت أبوابها أمامه لتكون وجهة القوات العراقية محافظة الموصل، وهناك ستُنهي إرادة العراقيّين حكاية إرهاب داعش» في العراق من حيث بدأت قبل عامين.
أمّا في سورية، فالإرهابيّون في أرياف حلب تحت نار سلاح الجو السوري، وكذلك كل ما يشكّلوه من خطر هو في دائرة الرصد والملاحقة .
«او تي في»
حصيلة الأسبوع بامتداداتها وتداعياتها محلّياً وإقليمياً لا تبشّر بالخير، ولا تنبئ بقرب بحلحلة ولا بحل. الخلاف السعودي – الإيراني يتّسع، والعلاقة بينهما من سيّئ إلى أسوأ، وما بعد الاسوأ إذا كان هناك من احتمال. الحرب في سورية تتّخذ منحى أكثر درامية وسلبيّة، الجديد فيها أنّ الروس باتوا يستعملون الخطاب نفسه والمقاربة ذاتها التي اعتمدها الأميركيّون والأوروبيّون في تبرير فشلهم في القضاء على داعش» التي تخسر هنا وتربح هناك، تنكفئ في الفلّوجة وتبادر في حلب، تكرّ وتفرّ في الوقت عينه. الروس يقولون إنّ الوضع معقّد في سورية، وإنّ الإرهابيّين يزدادون قوّة، وهم أنفسهم، أي الروس، أوقفوا معركة حلب منذ أشهر حين كانت «النصرة» و«داعش» على قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة لأسباب ترتبط بمصالحهم مع الأميركيين وبمستقبل علاقتهم مع تركيا، المسهّل الأول لدخول الإرهابيّين إلى سورية عبر أراضيها. السيد حسن نصرالله، وللمرة الأولى في خطاباته وكلماته عن الوضع السوري، وجّه رسائل انتقادية للروس، لا بل استغنائية عندما قال لهم إنّ المقاومة خاضت معارك رئيسية في سورية وانتصرت ولم يكن هناك روس .
في الداخل، يواصل الحريري هجومه على حزب الله، ويتسابق مع رعاته الإقليميين على تحميله مسؤولية ما آلت إليه أحوال العرب والمسلمين من صفّين إلى صلاح الدين، ومن هولاكو إلى بوتين، ويزايد على خرّيجي مدرسة الحريرية السياسية – فرع طرابلس في تحميل الحزب تبعات انهيار الاعتدال السنّي وازدهار التطرّف الإسلامي .
الانتخابات الرئاسية موضوعة على الرفّ، ولبنان ليس مُدرجاً حتى إشعار آخر على سلّم الأولويات دوليّاً وإقليمياً، واتمام المجتمع الدولي فيه محصور في إطفاء الحرائق المتفرقة أمنيّاً وسياسياً إلى أن يحين أوان التسوية البعيدة عن المنطقة بعد الجنون عن المنطق. وحدها أرمينيا في زمن الغضب وحصاد الموت تستقبل الآتي باسم المحبة والمصالحة والوحدة. وحيث استقر فلك نوح على سفح إرارات منذ آلاف السنين ليدشّن عهداً جديداً للخليقة، جاء فرنسيس إلى أول مملكة مسيحية منذ 1700 عام ليفتح صفحة جديدة بين الأخوة ليكونوا واحداً كما أوصاهم السيد.
«ام تي في»
المملكة المتحدة التي صوّتت اسكوتلندا للبقاء فيها سنة 2014 لم تعدْ موجودة، ومن المرجّح جداً إجراء استفتاء جديد على بقاء اسكوتلندا في الممكلة المتحدة. إنّه أخطر موقف حتى الآن من الاستفتاء البريطاني، وهو لرئيسة الوزراء الاسكوتلندية.
هذا الموقف يؤكّد أنّ نتائج الاستفتاء البريطاني لن تقتصر تداعياته على الوحدة الأوروبيّة فحسب، بل على بريطانيا نفسها. واللافت أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أن الاسكوتلنديين سيصوّتون للاستقلال عن بريطانيا لأنّهم لم يكونوا يرغبون بالخروج من الاتحاد الأوروبي.
إقليمياً، تطور بارز سُجّل، وتمثّل في إعلان السلطات العراقية استعادة سيطرتها الكاملة على الفلوجة التي كانت أحد أهم معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. تأتي السيطرة على الفلوجة بعد السيطرة على الرمادي وتكريت وسنجار وبيجي، ممّا يؤكّد على استمرار تقهقر تنظيم «داعش» في العراق.
في لبنان، لا تطوّرات سياسية جديدة، بل انتظار لجلستي الحكومة في الأسبوع الطالع، وسط معلومات عن توجّه لحسم مناقصة الكوستابرافا غداً اليوم عبر إعادة التفاوض مع شركة الجهاد على خفض السعر .
«ال بي سي»
يطلّ الأسبوع على التباسات وإشكالات، وفي مقدّمها تأتي قضية النفايات التي يبدو أنّ مناقصة فضحت مناقصة وفضحت معها مجلس الإنماء والإعمار، الذي يبدو رئيساً وأعضاء في وضع غير مريح إلّا إذا حاز مجدّداً تغطية من الوصيّ عليه مباشرة رئيس الحكومة، وهذا هو متوقّع حصوله على الرغم من الشبهات التي تخيّم على عمل المجلس.
قضيّة جديدة خرجت إلى الضوء، هي ما أعلنه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من منع النازحين السوريّين من فتح متاجر لهم في البلدات حيث البلديّات للتيار .
وفي سياقٍ آخر، اندلعت حرب كلاميّة قاسية بين الوزير بطرس حرب ومحافظ الشمال رمزي نهرا. حرب طالب بإقالة نهرا، فردّ الأخير بالقول: «نستغرب تهجّم من يغطّون الفساد في إداراتهم على النّازهين».
وبين الحروب الكلامية حروب من نوع آخر، بداية المراهنة على الإصلاح ولو من باب تكسي المطار.
«أن بي أن»
تفاصيل داخليّة بالجملة لا ترتقي إلى حدّ الوصول إلى معالجة، والحكومة تكثّف جلساتها وتفنّد ملفاتها وتركّز على العناويين الاقتصادية والاجتماعية في بلد توسّعت فيه ساحات التسوّل نتيجة الجمود وأعداد اللاجئين، كما تشهد شوارع بيروت.
بالأرقام، أعدّ وزير المال علي حسن خليل تقريراً مفصّلاً لشرح الواقع المرير في لبنان، وعرضه أمام مجلس الوزراء في الجلسة الاستثنائيّة. التقرير يتضمّن أربعين صفحة موثّقة تشمل جداول وأرقاماً حول الواقع بسلبيّاته وإيجابيّاته، ويطرح وزير المال في تقريره الحلول والحاجات لتحصين الوضع المالي وعدم ذهابه إلى حدود الأزمة .
في الخارج، انشغال لرصد تداعيات نتائج استفتاء بريطانيا وازدياد القلق الاقتصادي إلى حدّ ارتفعت معه أعداد الموقّعين على العريضة لإعادة الاستفتاء، وإذا كانت المنطقة تراوح مكانها سياسياً وميدانياً رغم تقدّم عسكري من هنا وإنجاز ضدّ الإرهاب هناك، فإنّ تطوّرات حصلت على خط أنقرة تل أبيب تمهيداً لإعادة تطبيع العلاقات التركية «الإسرائيلية» بعد ست سنوات من التوتّر .
«الجديد»
لم تظهرْ عوارضُ أيِّ أداءٍ سياسيّ في المِلفاتِ الداخلية المؤجّلة في انتظارِ افتتاحِ الأسبوع على جلستين لمجلسِ الوزراء: الأولى ماليةٌ يومَ الثلاثاء، والثانية خلويةٌ الخميس معَ طرحٍ يقدّمه الوزير بطرس حرب يهدفُ إلى التمديد للشركتين العاملتين، أمّا العوارضُ البيئية فتقعُ على خطِّ الكوستابرافا والتلزيمِ الفضيحة الذي أَظهرَ أنّ الجرافات أقوى من القرارات. النهارُ النائمُ من دونِ أيِّ مُنبّهات أَيقظه جبران باسيل كرئيسٍ للتيار الوطني الحر بمجموعةِ كَدَماتٍ تَصلحُ للنقاش، أبرزُها ملفُ النازحين وبَدءُ العملِ في الإطار البلدي على مجتمعٍ خالٍ من السوريّين الوافدين ومزاحمةِ اللبنانيين على أرزاقهم، على أن يُطبَّقَ هذا التدبيرُ في بلدياتٍ واقعةٍ ضِمنَ جُغرافيةِ ومسؤوليةِ التيار الوطني الحر، وربما يصطدمُ وزيرُ الخارجية بتصفياتِ العنصريةِ والانعزالية وكلِّ المفرداتِ التي تَضعهُ في خانةِ التطرّفِ اللبناني، لكنَ إجراءاتِه المقترَحة تحملُ وُجهاتِ نظر، ولا سيما أنّ العددَ الأكبرَ من النازحين يرفضُ العودةَ إلى المناطقِ السوريّة التي باتت آمنةً وتحت السيطرة، فيما الدولةُ اللبنانية ترفضُ بدروها أيَ نقاشٍ مع الحكومةِ السورية لتسويةِ أوضاعِ الجالية التي توازي عددَ سكانِ لبنان وتنأى بيروت عن دمشق، علماً أنّنا أصبحنا شعبين في بلدٍ واحد، ولدى الحكومتين كثيرٌ من الملفاتِ الاجتماعية والأمنيّة المشتركة، غير أنّ الاستعلاءَ الرسمي ينظرُ إلى فتحِ العلاقة مع سورية من زاويةٍ سياسيّة، واحدٌ ينتظرُ عند النهر مرورَ جُثثِ الأعداء، وآخرُ يريدُ تحطيمَ رأسِ الأسد من مائدةِ إفطار، وآخرونَ يَضرِبون مواعيدَ لنهايةِ النظام استحى منها البصّارون»، لنَرسوُ في النهاية على بلدٍ لبنانيٍّ سوريٍّ مشترك تَحكمُه فوضى عارمة، وتتجاذبُه الانقساماتُ عينُها: فنِصفُ النازحين يؤيّدون النظام، والنِصفُ الآخر معَ قلْبِ هذا النظام مُتّخذينَ من لبنان ساحةَ وَغى.