موسكو: أوروبا تمر بفترة مضطربة جداً
كشفت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن صيغة استراتيجية أمنية جديدة للاتحاد الأوروبي، تتضمن دراسة إشراك روسيا في مناقشة المسائل العالقة والتعاون المشترك في المسائل ذات المصالح الموحدة.
ورجحّت الصحيفة أمس، استناداً على نسخة من مسودة المشروع في الاتحاد الأوروبي، بتحسن تدريجي لعلاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا بعد خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي.
إلا أنّه وعلى الرغم من تطلع الاتحاد الأوروبي إلى تحسين علاقاته مع روسيا، إلا أنّ الاتحاد سيبقى بحاجة لـ» نهج ثابت ومحدد» ضد « التحدي الاستراتيجي» من موسكو بحسب ما جاء في تقرير المسودة.
كما أشارت الصحيفة إلى ماورد في الوثيقة بأنّ «مصالح روسيا والاتحاد الأوروبي مترابطة..لذلك سوف نقوم بإشراك روسيا بمناقشة الخلافات والأمور العالقة بيننا بالإضافة إلى التعاون المشترك بين الطرفين عندما تتزامن مصالحنا».
كما أشارت الصحيفة إلى أنّ هذا التقارب التدريجي للمصالحة بين الطرفين والذي يراه الكثيرون من دبلوماسيي الاتحاد، بأنّه حصل بسبب خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد.
يذكر أنّ الاستراتيجية الأمنية الأوروبية الأولى لعام 2003، نظمت لتوثيق التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مجال الدفاع، وبالأخص البند الذي ينص على إنشاء مقر دولي أثناء «وجود أزمة».
في غضون ذلك، أكد الكرملين أنّه من غير العقلاني تشبيه استفتاء بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي بتفكك الاتحاد السوفيتي، لكنه أكد أنّ أوروبا تقف أمام فترة مضطربة جداً.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أمس، إنّ الكرملين لا يتنبأ حول ما إذا كان من شأن الوضع الحالي أن يؤدي إلى خروج بريطانيا فعلاً من الاتحاد أم لا.لكنه ذكر أنّ الجانب الروسي «يسجد لهدوء التصريحات المتضاربة التي تصدر بهذا الشأن من لندن».
وقال بيسكوف رداً على سؤال عما إذا كان الكرملين يعتبر خروج بريطانيا من الاتحاد واقعياً «إننا لا نتنبأ بشيء، إنه ليس شأن من شؤننا على الإطلاق»، معيداً الى الأذهان تصريحات للرئيس بوتين قال فيها إنّ القرارات بهذا الشأن ومناقشة تفاصيل العملية مع بروكسل تُعد من الصلاحيات الحصرية للبريطانيين أنفسهم.
وأكد المتحدث الروسي أنّ بلاده لا تنوي أيّ تدخل ولم تتظاهر بوجود أيّ صلة لها بالموضوع، وشددّ قائلاً «لا يدور الحديث عن ذلك على الإطلاق». واستطرد قائلاً «إننا فقط نسجل بهدوء التصريحات والقرارات التي تتخذها أسكتلندا هذه الأيام، ومختلف حملات جمع التواقيع، كما أننا نسجل التصريحات التي تصدر من البرلمان البريطاني، وهي متضاربة جداً. وانطلاقاً من هذا كله، نقول إنّ الوضع يبقى في الوقت الراهن غير مفهوم وغير قابل للتنبؤ».
وبشأن المحاولات لتشبيه التطورات الأخيرة في الاتحاد الأوروبي بتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، قال بيسكوف «مرّت روسيا خلال تاريخها بمراحل صعبة للغاية، وهي مرّت بتفكك الاتحاد السوفييتي. وتتذكر العديد من الأجيال وقت الغموض هذا. ومن غير العقلاني تشبيه الأمرين بشكل مباشر، لكن من الواضح أنّهم يقفون أمام فترة مضطربة وغامضة وغير قابلة للتنبؤ».
وأكد بيسكوف أنّ روسيا مهتمة بأن يكون الاتحاد الأوروبي تكتلاً مستقراً مطوراً بصورة مستدامة، وهي مهتمة على حد سواء بتحسين العلاقات الثنائية مع بريطانيا. وأوضح «بغض النظر عن بقاء بريطانيا في قوام الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، لا شيء يحول دون وجود بعد ثنائي لعلاقاتنا. إننا ندعو تقليدياً إلى إنعاش العلاقات واستئناف التعاون في المجالات التي علق البريطانيون العلاقات الثنائية فيها».