مروان قاووق: ازدياد الدخلاء على الكتابة الدرامية يؤدّي إلى أعمال مفكّكة غادة بشّور: المخلصون للدراما السورية يجتهدون للمحافظة على ألقها

محمد سمير طحّان

تُعرض في الموسم الدرامي الحالي ثلاثة أعمال بيئة شامية للكاتب مروان قاووق هي «عطر الشام»، «الخان» و«قناديل الشام». ما يؤكد مكانته المتقدمة في هذا اللون الدرامي الذي صار يستحوذ على حصة كبيرة من إنتاجات الدراما السورية كلّ سنة، ما يتطلب التجديد للمحافظة على التشويق والمتعة لكلّ محبّي هذا اللون.

وعن مصدر قصص الأعمال التي يكتبها يقول قاووق: حكايات أعمالي أستمدّها من الواقع الذي نعيشه، أو من قصص الماضي، وأدعمها بحكبات من خيالي لتلامس ذاتي ولأحقق المتعة لي في البداية ثمّ للمُشاهد. مبيناً أن كل الأعمال التي كتبها، لها مكانة في نفسه. وعلى رغم تنوّع نتاجه الدرامي يبقى للبيئة الشامية مكان الصدارة لديه.

ويوضح كاتب الأجزاء الأولى من مسلسل «باب الحارة»، أن مسلسله الشهير اكتسب خصوصيته في الأجزاء الثلاثة الأولى، ما جعله يحقق نجاحاً جماهيرياً عربياً كبيراً، وصار الناس يتابعونه وينتظرونه كلّ سنة. لكنه اتجه نحو المفهوم التجاري في ما بعد، وابتعد عن كونه مشروعاً درامياً.

ويعيد قاووق كثرة إنتاج أعمال البيئة الشامية كلّ سنة، وزيادته ليأخذ حصة كبيرة من إنتاجات الدراما السورية، إلى أن هذه الأعمال مطلوبة من قبل القنوات الفضائية العربية لما لها خصوصية في المشاهدة عند الجمهور العربي أكثر من الأعمال الاجتماعية المعاصرة.

ويرى كاتب مسلسل «الدبور» أن المستوى الفني للأعمال الدرامية التي قدّمت خلال الأزمة يعتبر جيداً بالنظر إلى الظروف الصعبة التي نعيشها، وأن الإنتاج يتحسن سنة بعد أخرى، ولكنه يبقى دون الطموح. على أمل أن تزول كل المعوقات أمام العمل الدرامي ليتطوّر ويأخذ ما يستحق من مكانة أفضل.

ويشير أمين سرّ لجنة النصوص والكتّاب الدراميين في لجنة صناعة السينما والتلفزيون، إلى أن هناك ازدياداً في عدد الدخلاء على مهنة الكتابة الدرامية ويقول: أصبح لدينا كتّاب دراميون غير متدرّبين أو متمرّسين تحت مسمّى المواهب الشابة. وكونهم يبيعون كتاباتهم بأقل الأسعار بغرض الشهرة ومع وجود من يشتري هذه الكتابات وينتجها، فإن النتيجة تكون أعمالاً مفكّكة وغير منطقية وبسويّة فنية متدنّية.

وما زال الشغف هو الذي يحرّك قلم كاتب مسلسل «بيت جدّي» ويدفعه إلى كتابة العمل الأهمّ في مشواره مع الكتابة الدرامية، ولن يتوقف عن هذا الشغف في الكتابة حتى النهاية على حدّ تعبيره. معبّراً في ختام حديثه عن تفاؤله بمستقبل الدراما السورية وقدرتها على التطوّر، على رغم كل ما يعترضها حالياً من صعوبات بسبب الأزمة التي ستزول قريباً.

بشّور

إلى ذلك، تطلّ الفنانة غادة بشّور في الموسم الدرامي الحالي من خلال ستة أعمال هي: «زوال»، «بقعة ضوء 12»، «سليمو وحريمو»، «خاتون»، «الندم»، و«باب الحارة 8»، لتعبّر من خلالها عن قدرتها على أداء مختلف الشخصيات ضمن الأنماط الدرامية المتنوّعة بين الاجتماعي والكوميدي.

وعن أقرب الأنماط الدرامية إليها تقول الفنانة بشور: أفضّل الأدوار الكوميدية وأستمتع في أدائها أكثر من غيرها، ولكنّني في النهاية ممثلة وقادرة على لعب كل الأدوار ضمن أيّ نمط دراميّ.

وتوضح صاحبة شخصية «أم طالب» في مسلسل «زوال» أن الدراما السورية لم تتوقّف عن الإنتاج خلال سنوات الأزمة على رغم كل الصعوبات التي واجهت عملها، وبقي المخلصون لها يعملون ويجتهدون للمحافظة على تألقها ونجاحها واستمرارها. لافتةً إلى أن الدراما السورية كانت وما زالت الأفضل بين الدراما العربية، وتتطوّر باستمرار بدليل العدد الكبير من الأعمال الدرامية السورية التي تعرضها غالبية المحطات العربية.

وتعتبر بشّور أنها أثبتت حضورها على الساحة الفنية من خلال أدائها الأدوار التي لعبتها، بعيداً عمّا يسمّى «الشللية والمحسوبيات» التي تحكم أحياناً ظروف العمل في الدراما. مؤكدة أن الفنان يجب أن يعتمد على فنّه أولاً وأخيراً، ليحصل على محبة الجمهور. وأن يكون مخلصاً لفنّه على رغم ما قد يتعرّض له من ظلم في عدم تقدير جهده وفنّه على الصعيد المادي.

وترى صاحبة شخصية «حليمة» في المسلسل المصري «زهرة وأزواجها الخمسة»، أن مغادرة عدد من نجوم الدراما إلى الخارج أثناء الأزمة لم تؤثّر على سير إنتاج أعمال الدراما في سورية وسويّتها الفنية كما اعتبرت أن الأعمال الدرامية المشتركة لا أثر سلبياً لها على الدراما السورية، ولا مانع لديها في المشاركة في مثل هذه الأعمال، ولكنها اعتذرت عن عدد من الدعوات للمشاركة بسبب انشغالها في أعمال داخل سورية.

وتعبّر بشّور عن رضاها عن كلّ ما قدّمته في الدراما خلال مشوارها الفنّي، لأنها حقّقت طموحها الفنّي الذي عملت على الوصول إليه في كلّ الأدوار التي لعبتها، وكان هدفها الوصول إلى محبّة الجمهور.

وتؤكد بشور تفاؤلها بمستقبل الدراما السورية وتختم حديثها قائلة: متفائلة لأن النصر على أعداء بلدنا قريب، وستعود سورية قوية في كل المجالات كما كانت، وستتطوّر الدراما أكثر والفنّ عموماً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى