مقدمات نشرات الأخبار المسائية في التلفزيونات اللبنانية
»او تي في»
لا ينفع الكلام كثيراً. فالجريمة قد وقعت. المكان والزمان معروفان. في بلدة القاع الحدودية. فجر هذا الصباح. والحصيلة الدامية معروفة ثقيلة: خمسة شهداء وخمسة عشر جريحا… كلّ الكلام عاجز… أقلّ الواجب تجاه من استشهدوا، أن نطرح الأسئلة واضحة، من أجل أن نتجنّب تكرار المذبحة: أولاً من أين جاء الانتحاريون؟ عبر أيّ طرق غير مراقبة؟ وكيف فعلوا ذلك في منطقة قيل إنها أقفلت منذ أشهر؟ ثانياً، كيف تمكن الإرهابيون من توفير أربعة انتحاريين دفعة واحدة، فيما أصحاب البطولات والطموحات عندنا قد أتخموا الهيئات الدبلوماسية في بيروت طيلة أشهر، بالقول إنهم كادوا يقضون على إرهابيّي الحدود… وإنهم على وشك إبادتهم… حتى أنّ البعض سرّب لدبلوماسيين كلاماً عن استعداد الإرهابيين لما يشبه الاستسلام، مقابل الانتقال إلى الداخل السوري… ثالثاً، لماذا بلدة القاع؟ وهي لم تكن جزءاً مباشراً من الحرب؟ ولماذا ربط سعد الحريري بينها وبين التفجير الإرهابي على الحدود الأردنية؟ علماً أنّ المقارنة بين الوضعين متناقضة بالكامل… رابعاً، ما حقيقة أنّ بعض المشتبه بتعاملهم مع الإرهابيين، يعملون لدى منظمات دولية غير حكومية، وأنّ تغطيتهم هذه تسهل لهم الانتقال والنقل؟ خامساً، كيف نتجنّب تكرار الجريمة، وكيف نجنّب أهلنا في القاع والبقاع وفي كلّ بقعة من لبنان، هذه الكأس، من دون عراضات أو استعراضات؟ أسئلة تفرضها علينا دماء القاع، حيث مسرح الجريمة والشهادة والألغاز.
المنار
هجوم رباعي الإجرام أعاد رائحة الدم الى لبنان، 4 انتحاريين مضللين ضللوا الهدف في قاع البقاع بعد أن أوقعهم معلم صاحٍ اكثر من الكثير من أهل السلطة المضللين الذين رقصوا على أشلاء الشهداء معمين أعينهم عن حقيقة الإرهاب محاولين فرز الدم اللبناني بعد أن أمعنوا فرزاً وتمزيقاً بمجتمعه.
في القاع البقاعية ككلّ جهات لبنان، مواطنون متنبّهون كشادي مقلد لكلّ الأخطار، مكملون لثبات الجيش والمقاومين عند الحدود وفي الميدان، مؤكدين باللحم الحي قداسة معادلة الجيش والشعب والمقاومة بوجه كلّ خطر تكفيري او صهيوني، 5 شهداء قدّمتهم بلدة القاع اليوم قرابين فداء علّهم يقرّبون للبعض صورة حقيقية للخطر المتربّص بلبنان وأبنائه من دون تمييز بين طوائفهم وانتماءاتهم، فيما المطلوب من اللبنانيين محاربة هذا الفكر التكفيري وفضحه والعمل على منع تمدّده وانتشاره بعكس ما يفعله بعض السياسيين وحاشياتهم في لبنان الذين يسوقون التبريرات والأعذار التي تغطي على فظاعة ما يرتكبه الإرهابيون كما جاء في بيان حزب الله.
أما ما جاءت به أخبار المنطقة فاتفاق تركي ـ إسرائيلي طوى صفحة الخلاف ولم يطو عن غزة المحاصرة أياً من ملفات العذاب، خضع أردوغان الغارق في شتى الميادين الداخلية والإقليمية للإرادة الصهيونية، وما يوضح أكثر حجم المأزق التركي تخليه عن كلّ خطابات العنتريات والاعتذار من الرئيس الروسي عن إسقاط الطائرة الروسية فوق سورية والإعراب عن استعداده لأن يفعل ما بوسعه لإعادة العلاقات الروسية التركية والعمل معاً ضدّ الإرهاب.
الجديد
لبنان سياسياً في القعر وأمنياً في القاع خطر الإرهاب لم يعد سيارة إسعاف تلاحقها الأجهزة الأمنية والقوى الحزبية هو خطر ممسك بالحدود منذ بدء الحرب السورية لكنه اليوم تجسّد واقعاً وبأجساد أربعة انتحاريين تسللوا من فجر رمضان إلى قرية بغالبية مسيحية، إرهاب الفجر فجّر نفسه بمدنيين وعسكريين، اخترق نعاس الناس وعمق نومهم وحراس حدودهم وترك على الأرض شهداء وجرحى في حالات خطرة، لكنه أنتج أيضاً، وعلى بقع الدم أبطالاً على وزن حماة الدار يتقدّمهم شادي مقلد جريحاً وجوزيف ليوس شهيداً حيث الأول اكتشف ودافع والثاني التقط انتحارياً بصدره… هذه هي القاع التي ارتفعت إلى العلا فتكاتفت طوائفها ضدَّ الإرهاب وارتفعت أصوات كهنتها ورعيتها لتصرخ إلى الدولة بأن تنهض من قاع المدينة لتنظر إلى ناسها في قرى منسية لكن الدولة وتوابعها من القوى السياسية لن تجد ما تقدِّمه إلى أهل البقاع سوى التناحر على تصريحات لا ترى جوهر المشكلة، ولعلّ أبرز تعليقٍ كان للعماد ميشال عون معلناً أنّ الإدانة الحقيقية ليست للمضللين الذين يفجرون أنفسهم لنيل الجنة إنما للدول التي خططت وموّلت وهجّرت ودفعت بالمنطقة إلى أتون النار، جزء من هذه الدول يتعاون علناً مع إسرائيل من دون ارتباط رسمي والجزء الأوقح يوقع معاهدة تطبيع وهو ما أقدمت عليه تركيا التي باعت شهداءها وتاجرت بالإسلام ورمت غزة في البحر. دمّروا دولاً وتحالفوا من الكيان المدمّر، صدّروا لنا الارهاب الذي تربّى في عزهم وعلى أرضهم وليس أمامنا سوى تعداد الخسائر ومطاردة القنابل البشرية المتنقلة على أرضنا.
ال بي سي
سواء أكانت مجزرة الانتحاريين تستهدف القاع او كانت ستتخذ من القاع منصة للانطلاق الى مكان آخر، وهذا ما ستظهره التحقيقات وليس التحليلات، فإنّ النتيجة الواقعية هي انّ القاع دفعت اليوم ثمناً غالياً من أبنائها وهدوئها وهنائها واستقرارها.
شهداء وجرحى كان يمكن ان يكونوا أكثر لولا بسالة المتيقظين والمدافعين من أبنائها، ومع ذلك فإنّ الكثير من الأسئلة تطرح بالتوازي مع هذه المجزرة، والسؤال الأول هو: ما هي الإجراءات الفاعلة التي تجعل الأمن ثابتاً وليس بالمصادفة، والى متى سيبقى موضوع النازحين السوريين قنبلة موقوتة، علماً انهم ليسوا مسؤولين عن هذا الوضع الذي هم فيه، وكيف ستكون المعالجة عمليا؟
ان بي ان
القاع تحمي لبنان من مجازر خطط لها إرهابيون، لكن أهالي القاع افتدوا بدماء شهدائهم وجرحاهم كلّ اللبنانيين، أربعة انتحاريين كانوا يشكلون مجموعة آتية الى مكان لبناني ما لتنفيذ تفجيرات إرهابية، لكن تلك المجموعة سقطت عند خط الدفاع الأول.
شجاعة أهالي القاع ووطنيتهم كانتا كفيلتين بإسقاط الخطة الإرهابية، ليس غريباً على القاع بطولاتها ولا على أهالي البقاع وطنيتهم وتضحياتهم، التاريخ يشهد لوحدتهم التي ناصرها في القاع الإمام موسى الصدر.
خمسة شهداء ارتقوا وخمسة عشر جريحاً لم يهزوا ثبات البقاعيين في أرضهم بل ثبتوا قناعاتهم بأن لا سبيل الا بمواجهة الإرهاب يكملها استعداد جيش لن يتراجع عن جهوزيته كما بدا في زيارة قائده العماد جان قهوجي الى القاع اليوم أمس متفقداً، متضامنا، واعداً بالمضيّ الى الأمام في المعركة ضدّ الإرهاب.
الشعب والجيش يستنفران، ماذا عن السياسيين؟ هل تكون القوى على قدر المسؤولية التاريخية؟ هل تعي انّ وصول اربعة انتحاريين دفعة واحدة الى القاع طريق الى تجمّعات لبنانية هي إعلان القوى الإرهابية التصعيد ضدّ اللبنانيين؟ الاسئلة تعدّدت فمن كانت تريد استهدافه تلك المجموعة؟ هل كانت تخطط لضرب تجمع عسكري او أمني في البقاع ام تجمعات في الإفطارات ولا سيما التي تحمل أبعاداً سياسية بهدف ترجمة المشاريع الفتنوية؟ الإجراءات الأمنية قائمة والشعب واع كما دلت يقظة أهالي القاع وعلى السياسيين مواكبة الاستنفار لتسهيل حلول تبدأ من رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية وصولاً الى تفعيل عمل المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
خارجياً، اعتذار تركي من موسكو مقبول روسياً فماذا سيتبعه؟ هل بإعادة التواصل ولا سيما حول الأوضاع السورية؟ مؤشرات المنطقة متشعّبة ولا جديد الا الانتظار.
تلفزيون لبنان
أفشل أبناء القاع مخططاً إرهابياً كان يستهدف كلّ لبنان باستقراره وبعيش أبنائه. فأبناء القاع طاردوا أربعة إرهابيين بعيد الرابعة فجراً بعدما كشفوا أحدهم.
الارهابيون فجروا أنفسهم بأحزمتهم الناسفة التي تقدّر زنة متفجرات كلّ منها بكيلوغرامين من مادة تي. ان. تي . وقد نجم عن ذلك تطاير أشلاء الارهابيين الإربعة، فيما سقط خمسة شهداء من أبناء البلدة واصيب خمسة عشر بجروح بينهم أربعة عسكريين.
ولم تعرف الأهداف التي كان الإرهابيون الأربعة يقصدونها بينما تضامن كلّ اللبنانيين مع أبناء القاع الذين سجلوا بطولات ستبقى راسخة في أذهان إخوانهم في ارجاء الوطن.
وفي الوقت الذي غطت الجريمة الإرهابية على أيّ خبر آخر محلياً برزت تحضيرات السفارة الاميركية لمجيء السفيرة الجديدة أخر هذا الاسبوع الى بيروت.
وتابع سياسيون ودبلوماسيون أجواء محادثات الرئيس الفرنسي مع ولي ولي العهد السعودي والتي تناولت في جزء منها الشغور الرئاسي اللبناني وهو الموضوع الذي كان بحثه هولاند مع وزيرالخارجية الإيراني.
وقد ترافق ذلك مع محادثات اجراها نائب وزير الخارجية الايراني في بيروت.
ام تي في
أنقذت القاع الشهيدة لبنان من السقوط في القاع، فقد افتدى بعض الشجعان من أبنائها البلاد وجنّبوها دفع ضريبة وحده الخالق يعرف كم كانت لتكون غالية وعالية. خمسة شهداء وخمسة عشر جريحاً جزية جديدة اعتادت هذه البلدة على مثيلات لها، هي التي قرّبت المئات من أبنائها على مذبح الوطن عربوناً لتمسكها بوجودها حيث هي على حفاف الخطر كي تبقى هذه البلدة المسيحية درّة التنوّع اللبناني وعروسة العيش الواحد ولو بفستان مخضّب الدم، فهل من يعتبر؟
قائد الجيش هبّ لزيارة القاع متضامناً ومطمئناً، الأحزاب المسيحية ونواب المنطقة ووزراء كانوا هناك للغاية نفسها لكن الدولة ستغيب عن القاع بأداء الحكومة الذي لا يرقى الى مستوى الخطر شأنها شأن المرجعيات الممانعة المصرّة على استدعاء المخاطر، فمجلسا الوزراء الثلاثاء والجمعة سيغرقان في الخلافات حول كلّ الشؤون من دون ان ننسى الإنذارات الفوقية التي تتهدّد بنسف ثلاثية الحوار العتيد.
المستقبل
فيصل عاد، ماجد وهبي، جوزيف ليوس، بولس الأحمر، وجورج فارس، 5 شهداء من القاع في عمق البقاع الشمالي سقطوا مضرجين بدمائهم بعد أربعة هجمات انتحارية نفذها إرهابيون، تسللوا تحت جنح الظلام الى البلدة، التي يعرف أهلها معنى الصمود والتشبّث بالأرض والدفاع عن الوطن.
لبنان هزّه نبأ الجريمة الإرهابية الرباعية، وليخيّم بعد ذلك هول الجريمة على المشهد اللبناني، عله يدفع الى مزيد من التكاتف، لتحصين البلاد في مواجهة حريق المنطقة.
الكلام السياسي المندّد بالجريمة، ترافق مع إجراءات أمنية نفذها الجيش في المنطقة المستهدفة، ولتتحوّل القاع البلدة المنسية كما باقي بلدات الأطراف، مكاناً لزوار سياسيين أطلقوا العنان لمواقف الشجب، فيما تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي موقع التفجير في البلدة.