أبرز قضايا التجسّس في أميركا وأسلوب التعامل معها
مع الحديث عن إمكان إطلاق سراح الجاسوس «الإسرائيلي» جوناثان بولارد، تثار التساؤلات حول أبرز قضايا الجاسوسية في الولايات المتحدة وأسلوب التعامل معها، وما يحصل بعض القبض على أشهر الجواسيس في البلاد وكيفية إجراء عمليات التبادل في حال كانوا من جنسيات أخرى.
جوناثان بولارد:
قبل أكثر من ربع قرن كان بولارد شخصية محورية في العلاقات بين واشنطن و»إسرائيل»، إذ كان يعمل في مجال تحليل المعلومات في البحرية الأميركية لدى القبض عليه بتهمة تسريب بيانات لصالح «إسرائيل» عام 1985، وصدر في حقه حكم بالسجن لمدى الحياة عام 1987.
فرانسيس غاري باورز:
خلال نهاية العقد الخامس من القرن الماضي كانت وكالة الاستخبارات الأميركية CIA تنفذ طلعات جوية على ارتفاعات شاهقة عبر الطائرة السرية U-2 المخصصة للتجسس، وظل الوضع كذلك حتى إسقاط إحدى تلك الطائرات عام 1960، وقبضت القوات السوفياتية على طيارها، فرانسيس غاري باورز الذي أنكرت الولايات المتحدة صلتها به أو بالطائرة، فعرضت موسكو حطام الطائرة وحاكمت الطيار الذي صدر في حقه حكم بالسجن بتهمة التجسس، ولم يفرج عنه إلاّ عام 1962 بصفقة تبادل أفرجت بموجبها واشنطن عن الجاسوس السوفياتي رودلف أبل.
فالديك إنغر ورودلف شيرنياييف:
إنغر وشيرنياييف كانا من ضباط جهاز كي جي بي الاستخباراتي السوفياتي، عملا على نحو سري على الأراضي الأميركية، واعتقلهما مكتب التحقيقات الفدرالية FBI بعملية سرية منسقة مع البحرية الأميركية عام 1977، واعترفا بالتجسس لحساب موسكو التي بادلتهما بخمسة منشقين كانوا يرغبون في الفرار إلى أميركا.
تقول الأجهزة الأمنية الأميركية إن عملية اعتقال إنغر وشيرنياييف، التي أطلق عليها اسم «الليموناضة» منحتها فرصة كبيرة للتعرف إلى طرائق العمل السرية الخاصة بالاستخبارات السوفياتية.
جون والكر:
كان جون والكر يدير عملية تجسس بالاشتراك مع ابنه لمصلحة الاتحاد السوفياتي بين 1967 و1985، وكان يعمل خبير اتصالات لدى البحرية الأميركية عندما واجهته مشاكل مالية دفعته إلى التوجه نحو السفارة السوفياتية وعرض بيع معلومات وأجهزة سرية. وتعتقد الولايات المتحدة أن الأجهزة والمعلومات التي قدمها والكر أتاحت للسوفيات التجسس على الاتصالات العسكرية الأميركية والتمكن من تحديد مواقع سائر القطع البحرية، بما في ذلك الغواصات. ولم تطلب موسكو مبادلة والكر، لكنه تمكن من عقد صفقة مع الادعاء العام أقر بموجبها بذنبه في تهم التجسس مقابل تخفيف العقوبة عن ابنه.
رونالد بيلتون:
كان بيلتون أحد عناصر جهاز الأمن القومي الأميركي الذي يعمل بسرية شديدة على أنظمة الأمن الإلكتروني، بعد سنوات عمل خلالها مسؤولاً عن قسم الاتصالات في وحدة تابعة للقوات الجوية الأميركية. وغادر بيلتون العمل الأمني عام 1979، لكنه تعرض لمشاكل مالية دفعته إلى التوجه نحو السفارة السوفياتية في فيينا عارضا بيع معلومات سرية، بما في ذلك معلومات حول برامج سرية أمريكية للتجسس على كوابل الاتصالات السوفياتية، ولم تكتشف واشنطن حقيقة بيلتون إلا بعد انشقاق مشغله السوفياتي وفراره إلى أميركا عام 1985، وصدر في حقه حكم بالسجن مدى الحياة، علماً أنه كان يبلغ من العمر لدى إدانته 72 سنة.
ألدريش أميس:
كان أميس أحد موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وأقر عندما كان يبلغ من العمر 31 عاماً بممارسة الجاسوسية رغم أنه كان متخصصاً في ملاحقة شبكات التجسس السوفياتية، وتعتقد الأجهزة الأمنية الأميركية أن المعلومات التي سربها أميس إلى موسكو منذ عام 1985 أدت إلى اعتقال وإعدام عدد من المسؤولين السوفيات الذين كانوا يتجسسون لحساب واشنطن، ويقضي أميس حالياً عقوبة السجن مدى الحياة.
إيرل بيتس:
كان بيتس يعمل لدى FBI ومهمته مراقبة الجواسيس الذي يمكن أن تزرعهم موسكو في الأمم المتحدة، لكنه سرعان ما اتصل بموسكو عارضاً بيع خدماته منذ عام 1987، واستمر في العمل لحساب الأجهزة الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي نحو ربع مليون دولار خلال سنوات عمله التسع. ولم تكتشف أجهزة الأمن الأميركية ما يفعله بيتش إلا عام 1996 بعد معلومات وصلتها من عميل مزدوج، وصدر في حقه حكم بالسجن لمدة 27 عاما.
روبرت هانسن:
بدأ هانسن التجسس لمصلحة السوفياتي عام 1979، بعد ثلاث سنوات على بدء عمله في صفوف FBI، ويقول الادعاء الأميركي العام إن جمع 1.4 مليون دولار لقاء المعلومات التي باعها لموسكو خلال تلك الفترة، وأنهى علاقاته مع جهاز كي جي بي عام 1991، لكنه عاد لعرض خدماته على الأجهزة الروسية التي ورثته عام 1999. وقبضت الشرطة على هانسن بعد قيام بوضع مغلف لمصلحة الاستخبارات الروسية في إحدى الحدائق العامة، وصدر في حقه حكم بالسجن مدى الحياة بعدما أقرّ بذنبه.
شبكة آنا شابمين:
تعتبر قصة آنا شابمين من بين أبرز قصص الجاسوسية خلال فترة ما بعد الحرب الباردة، إذ عاشت تلك الجاسوسة الروسية حياة طبيعية في نيويورك، في انتظار الأوامر من موسكو، واعتقلت بعد سنوات من التحقيقات المتواصلة برفقة عشرة من المتورطين معها. وجرت مقايضة شابمين وشبكتها عام 2010 مقابل أربعة من الروس المدانين بتهم التجسس لحساب دول غربية، في عملية تبادل جرت في مطار فيينا الدولي، وتحولت شابمين بجمالها الآخاذ وجهاً مشهوراً في الحياة الاجتماعية الروسية، وظهرت بالملابس الداخلية على أغلقة المجلات الروسية، كما احتلت منصباً قيادياً في الفرع الشبابي من الحزب الذي يقوده الرئيس فلاديمير بوتين.