السفير الروسي في دمشق: ندعم الجيش السوري في معاركه في حلب والرقة
أعلن السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك، أنّ الجيش السوري خاض معارك دفاعية قرب حلب مدعوماً بالطيران الروسي لصدّ محاولة «جبهة النصرة» تطويقه، و أضاف «نحن ندعم السوريين في هذه الحالة.. أي عند إجراء عمليات دفاعية، لأن هناك «جبهة النصرة» التي تحشد قواتها وتجلب المزيد من المسلحين والعتاد».
وذكر كينشاك أنّ القوات الجوية الروسية، تعمل على تدمير هذه الأهداف عند إقترابها لإضعاف هجمات الإرهابيين المحتملة، وبشكل عام، المعارك قرب حلب عنيفة بما فيه الكفاية، ولكن بالنسبة للسوريين، فهي ذات طبيعة دفاعية.
السفير الروسي أكّد أنّ الجيش السوري يسيطر على حوالي نصف مدينة حلب، فيما تسيطر على النصف الآخر مجموعات متنوعة من التشكيلات المسلحة غير الشرعية، مشيراً إلى أنّ هدف «النصرة» وحلفائها كان اختراق خط التماس وتطوّيق القوات الحكومية في المدينة، وقطع خطوط إمدادها، أيّ بمعنى قطع الممر الذي يربط هذه المناطق من حلب مع باقي محافظات البلاد.
وشدد كينشاك على أنّ الجيش السوري نفّذ، بدعم من الطيران الروسي معارك دفاعية بحتة بصد هجمات الإرهابيين واسعة النطاق، وشدد أيضاً أنّ «الجيش السوري كان في حلب بحالة دفاع. ونحن ساندناهم في هذا، لأنّ على الجانب الآخر هناك محاولة لتغيير خط التماس، وتطويق الجيش السوري في حلب، وبالتالي تغيير ميزان القوى في شمال البلاد لصالحهم».
وفي السياق، أشار كينشاك إنه لا يتوقع في المستقبل القريب تقدم القوات السورية في حلب وتحرير معقل تنظيم «داعش» مدينة الرقة شرقي سورية، مؤكداً أن موسكو تقدم كل الدعم العسكري والتقني المطلوب للجيش السوري في منطقة الرقة.
كما أوضح أنّ القوات السورية التزمت بشروط الهدنة وامتنعت عن إجراء عمليات هجومية في المناطق التي تسيطر عليه جماعات مسلحة انضمت إلى نظام الهدنة.
وأكّد كينشاك أنّ ممثلين عن المعارضة السورية الخارجية الراديكالية، لا يمكن أن يشاركوا في الحكومة السورية، قائلاً «يمكن الآن الحديث فقط عن إشراك القوى القادرة على التعاون مع السلطات والبحث عن نقاط التماس»، مؤكداً أنّ عملية التسوية السياسية تعثرت إلى حد كبير، بسبب طرح المعارضة المتشددة شروطاً غير مقبولة ومطالبتها بالاستسلام وتسليم السلطة إلى المعارضة.
من جهة أخرى، أعرب كينشاك عن أمله في أنّ القوات الأميركية لن تقصف القوات الحكومية في سورية، مشيراً إلى أنّ الأميركيين كانوا يتصرفون في سورية بشكل مناسب إلى حد ما على الرغم من توجيه انتقادات كثيرة إليهم.
ومع ذلك قال السفير إنّ العمل المشترك مع الولايات المتحدة على وضع خارطة للجماعات المسلحة في سورية تجري ببطء، مضيفاً أنّ موسكو تسعى إلى وضع الخارطة منذ زمن طويل والتوصل إلى اتفاق مع الأميركيين بهذا الشأن، لأنّ هناك تفاهماً بشأن ضرورة قصف «جبهة النصرة» الإرهابية والامتناع عن محاربة المعارضين المعتدلين.
بدورها، دعّت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات التي فرضاها ضد سورية دون إبطاء.
وذكرت بأنّه، حسب تقييمات اللجنة المعنية بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في غرب آسيا، بدأت العقوبات الغربية ضد سورية تؤثر سلباً على الوضع الإنساني في سورية بقدر كبير منذ منتصف عام 2012.
وأوضحت أنّ العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي في سورية تؤدي إلى تقييد الجهود الإنسانية، وبالدرجة الأولى الإجراءات الرامية إلى إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، كما أصيبت صناعة الأدوية في سورية بالشلل بسبب العقوبات، التي تعد أيضاً من الأسباب الرئيسية وراء ظاهرة التضخم.
وشددت الدبلوماسية الروسية قائلة «إننا ندعو إلى رفع العقوبات أحادية الجانب غير الشرعية دون إبطاء، علماً بأنّها تقوض الوضع الإنساني بالنسبة لكثيرين من المواطنين السوريين».
من جهة أخرى أعلنت الخارجية الروسية، أنّ رمزي رمزي مساعد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بحث موضوع استئناف الحوار الداخلي السوري في الخارجية الروسية.
وجاء في بيان صادر من الوزارة، أنّ «نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف استضافا رمزي. وناقشوا بشكل تفصيلي آفاق استئناف المفاوضات السورية وتحريك الحوار السوري، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وقرارات مجموعة دعم سورية».
جاء ذلك في وقت، أكّد أمين حزب الإرادة الشعبية المعارض السوري، قدري جميل، أنّه لم يتغير شيء في الاتجاه العام للأحداث، ولم يتغير شيء في المبادئ، فالحل السياسي هو الحل الوحيد.
وأوضح جميل «أنا لدي تسريب من جنيف، أنّ الجولة الأخيرة من المحادثات ستعقد في تموز وهذا شبه مؤكّد، ولكن الخبر غير المؤكد استلام «جبهة النصرة» لصواريخ مضادة للطيران، لأنّه لا أحد يعلم إن كانت هذه الصواريخ وصلت من قبل أم لا».
جميل أضاف «نحن لا نخبىء شيء وموقفنا واضح وفوق الطاولة منذ عام 2011، ولذلك نحن متفائلون، ونعتقد أن هذا الصيف سيشهد تطوراً إيجابياً في حل الأزمة السورية، وحل الأزمة يتلخص في ثلاث عمليات: إيقاف الكارثة الإنسانية، وإيقاف الإرهاب ودحره، وبدء عملية التغيير السياسي الجذري الديمقراطي الشامل».
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في باريس، أن بلاده ليس لديها النيّة لتدمير الدولة في سورية.
إيرولت قال «هناك اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في واشنطن الشهر المقبل»، مؤكداً أنّ الحل السياسي هو الوحيد الممكن لأزمة سورية، وأن «وقف إطلاق النار شرط للسلام» هناك.
من جهته أكّد الجبير أنّ حل الأزمة في سورية لا يكون إلا برحيل الرئيس الأسد عن منصبه إما عسكرياً أو سياسياً، بحسب تعبيره. مشيراً إلى تطابق رؤيتي السعودية وفرنسا بشأن الأوضاع في سورية وباقي دول المنطقة التي تعاني من أزمات.
ميدانياً، كثّف الجيش السوري عملياته العسكرية في الجزء الجنوبي من مزارع الملاح في ريف حلب الشمالي، بعد استعادته الأجزاء الشمالية و الشرقية منها في اليومين الماضيين.
الجيش تمكن من السيطرة بالكامل على نحو تسعين بالمئة من المزارع، في حين فرض سيطرته النارية على المساحة المتبقية و التي تبعد عن طريق الكاستللو الذي يعتبر خط الإمداد الوحيد للمجموعات المسلحة في أحياء مدينة حلب الشرقية، مسافة 1،5 كم.
وفي ريف دمشق، تمكنت وحدات الجيش السوري من التقدم على محور بالا- جسرين في الغوطة الشرقية لدمشق ووسعت نطاق سيطرتها في المنطقة.