الاحتلال يستأنف عدوانه على غزة وحماس تحمله مسؤولية خرق الهدنة المفاوضات تتعثر و«إسرائيل» تسحب وفدها من القاهرة
انتهت جلسة المفاوضات الصعبة في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني و«الإسرائيلي» ولم يحصل أي تقدم، وتبذل جهود جبارة لإنقاذها. وأكد مراسل الميادين مغادرة الوفد «الإسرائيلي» القاهرة وسط صمت «إسرائيلي» رسمي منذ صباح أمس، بينما تحاول مصر إنقاذ الموقف.
فيما أفاد مصدر مطلع عن اجتماع قريب للوفد الفلسطيني لمناقشة تطورات الوضع الراهن بعد التعنت «الإسرائيلي».
وكانت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» قالت إن رئيس حكومة العدو بينامين نتنياهو أمر جيش الاحتلال بمعاودة قصف قطاع غزة، والرد على إطلاق صواريخ على منطقة بئر السبع، كذلك نقل موقع «يديعوت أحرونوت» العبري عن مصادر سياسية «إسرائيلية» «أن رئيس الحكومة ووزير الأمن أمرا الجيش «الإسرائيلي» بالعودة ومهاجمة أهداف «إرهابية» في قطاع غزة، رداً على ما أسموه «خرق وقف إطلاق النار من جانب حماس»»، فيما نفت حماس على لسان المتحدث باسمها قيامها بإطلاق أية صواريخ.
وكانت وسائل إعلام «إسرائيلية» تحدثت عن إطلاق ثلاثة صواريخ من قطاع غزة باتجاه منطقة بئر السبع، سقطت في منطقة مفتوحة، في حين قصفت طائرات الاحتلال أرضاً زراعية شمال شرقي رفح جنوب القطاع. وتحدثت الوسائل عن طلب نتنياهو من الوفد «الإسرائيلي» المفاوض في القاهرة العودة إلى تل أبيب.
واستؤنفت في القاهرة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي»، بعد أن توصل الطرفان الاثنين الماضي إلى اتفاق يقضي بتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة إضافية. وأجمعت المواقف التي صدرت عن الوفد الفلسطيني في القاهرة على أن المفاوضات تواجه صعوبات بسبب تعنت ومماطلة الاحتلال.
وأعلن بيان رسمي مصري الاتفاق على تمديد الهدنة لمدة 24 ساعة إضافية لاستكمال المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي» في القاهرة، وهو ما أكدته وسائل إعلام العدو نقلاً عن مصدر سياسي.
لافروف: لهدنة طويلة الأمد
وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مفاوضات القاهرة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين» يجب أن تؤدي إلى هدنةٍ مستقرةٍ وطويلة الأمد.
وخلال لقائه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في موسكو اعتبر لافروف أن هدف الوصول إلى هذه الهدنة «يجب أن يصبح فرصة جيدة لبدء تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني «الإسرائيلي»»، مضيفاً أن روسيا ستساعد في ذلك، كما أكد أن الوضع في قطاع غزة يثير قلقاً كبيراً في موسكو.
من جهة أخرى، أكد عريقات أنه جرى التباحث في وضع جدولٍ زمني لإنهاء الاحتلال، وأن هناك نيةً للتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الموضوع. وأشار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة من قبل السلطة الفلسطينية من أجل التهدئة في غزة وفك الحصار عن القطاع.
غارات لطيران الاحتلال
وشن الطيران الحربي «الإسرائيلي» عصر أمس سلسلة من الغارات الجوية استهدفت أراضي زراعية في مناطق مختلفة من قطاع غزة لم تسفر حتى اللحظة عن إصابات في صفوف الفلسطينيين وذلك بعد أن أمر نتنياهو جيشه بالرد على إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
يأتي ذلك بعد مزاعم «إسرائيلية» بإطلاق ثلاثة صواريخ من القطاع على منطقة بئيس السبع جنوب الاراضي المحتلة .وأوضحت مصادر في الجيش أن الصواريخ سقطت في أرض مفتوحة في منقطة بئر السبع مشيرة إلى عدم وقوع إصابات.
الاحتلال يتحمل مسؤولية خرقه للتهدئة
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن الغارات «الإسرائيلية» على قطاع غزة تهدف إلى إجهاض مفاوضات التهدئة في القاهرة. واعتبر سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في تصريح لمراسل «الأناضول» مساء أمس أن «الاحتلال «الإسرائيلي» يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات خرقه للتهدئة». ونفى وجود أي معلومات لدى حركته عن «مزاعم إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه «إسرائيل».
وقال الناطق باسم حركة حماس إن الاحتلال ينتهج سياسة المماطلة، وأضاف: أن موافقة الفصائل الفلسطينية على تمديد وقف إطلاقِ النار أربعاً وعشرين ساعة جاءت استجابة للطلب المصري وإن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات.
وزير صهيوني: حماس جعلتنا أضحوكة العالم!
اعتبر ما يسمى بوزير الداخلية في الكيان «الإسرائيلي» جدعون ساعر أن نتائج العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة والخسائر التي ألحقتها المقاومة الفلسطينية بالجيش «الإسرائيلي» في هذه العملية، أثّرت في صورة تل أبيب أمام العالم بأسره.
وقال ساعر في تصريحات صحافية نشرتها وسائل إعلام العدو أول من أمس الاثنين: «إن حركة حماس جعلت من «إسرائيل» أضحوكة أمام العالم، فمن ظن أننا فزنا بهذه الجولة واهم». وأضاف: «إنها مهزلة حقاً، كيف لدولة عظمى كـ«إسرائيل» أن تعجز عن القضاء على منظمة إرهابية في بقعة صغيرة؟!»،على حد زعمه، مضيفاً: «على الدولة ألا تغامر بعد اليوم، فقد سقطت هيبتنا وقوة ردعنا».