مزيد من الاستنكار للتفجيرات الإجرامي وبرّي تابع التطوّرات ووفد مثّل نصرالله زار القاع معزّياً بالشهداء: الإرهاب لن يهزمنا
تواصلت لليوم الثاني ردود الفعل المستكرة لتفجيرات القاع الإرهابية، فيما تابع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي منذ أول من أمس الأوضاع والتطوّرات على ضوء الهجمات الانتحاريّة التي استهدفت بلدة القاع، وأجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات بقيادات الجيش والقوى الأمنيّة. كما تواصل أيضاً خلال الليل قبل الفائت مع النائبين مروان فارس وإميل رحمه.
وهذا الموضوع كان أيضاً محور لقاء الرئيس برّي في عين التينة مع القائم بأعمال السفارة الأميركية داني هول.
من جهةٍ أخرى، زار وفد مثّل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله صالة كنيسة مار الياس في بلدة القاع للتنديد بالاعتداء الإرهابيّ الآثم على البلدة، وللتعزية بالشهداء الذين سقطوا خلاله.
وضمّ الوفد الذي ترأّسه وزير الصناعة حسين الحاج حسن، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي وأعضاء من قيادة منطقة البقاع في حزب الله ورؤساء بلديات.
وكان في استقبال الوفد النائب مروان فارس، مطران بعلبك – الهرمل للروم الكاثوليك الياس رحال وذوو الشهداء.
ونقل الحاج حسن «تحيّات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لأهالي بلدة القاع».
كما حيّا «الجيش اللبناني المرابط على حدود الوطن، والذي يواجه الإرهابيّين منذ مواجهة جرود الضنية قبل سنوات، حيث لم يكن هناك تدخّل لحزب الله في سورية»، وقال: «إنّ الإرهاب لن يستطيع أن يهزمنا في كل المواقع، وفي هذه المعركة يجب أن نكون موحّدين لأنّ الإرهاب يستهدف الجميع، والرسالة هي رسالة الوحدة».
وبدوره، قال ممثّل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي المطران حنا رحمة: «سنقف في مواجهة الإرهاب لنطرده من أرضنا التي احتلّها الإرهابيّون».
ومن جهته، قال المطران الياس رحال: «نحن سنقف مع الجيش والمقاومة في وجه الإرهابيين».
أمّا رئيس بلدية القاع بشير مطر، فقال: «الإرهاب لن يستطيع أن يهزمنا وسنحاربه».
كذلك زار المُفتي الشيخ عباس زغيب مترئّساً وفداً علمائيّاً، بلدة القاع، مكلَّفاً من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان.
قاسم
وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم علّق على تفجيرات القاع بالقول:»ضربت يد الإجرام التكفيريّ من جديد في بلدة القاع البقاعيّة، ومن المهم أن يعتبر اللاهثون وراء الإدارة الأميركيّة وحلفائها، بأنّ هؤلاء جزء من المشروع التخريبي لكل المنطقة من دون تمييز بين مسلم ومسيحيّ، وبين بلد وآخر. ولا تكفي عبارات الاستنكار والإدانة ضدّ هذا الإرهاب التكفيري، بل يجب أن نكون يداً واحدة في مواجهة استهداف واحد … وقد اتّضح بما لا يقبل الشكّ أنَّ التكفيريّين فِعْلٌ لا ردّ فعل، ومشروع عابرٌ للحدود ضدّ الجميع من دون استثناء. ونسأل الله تعإلى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، والصمود لأهالينا الكرام في القاع وكل البقاع ولبنان في مواجهة هذا التحدّي».
وفي المواقف أيضاً، أكّد الرئيس ميشال سليمان في بيان، أنّ «الحل الأمثل لحفظ أمن القرى والبلدات يكمن في استدعاء الفئات المناسبة من الاحتياط، لدعم قدرات الجيش وقوى الأمن الداخلي في البلدات الحدودية وفي الداخل، لتأمين سلامة الأهالي، ومراقبة التحرّكات المشبوهة في ظلّ كثافة النازحين، والحؤول دون اللجوء إلى فوضى الأمن الذاتيّ والتسلّح».
وغرّد وزير البيئة محمد المشنوق قائلاً: «قد تكون عمليات التفجير الانتحاريّ في القاع الأكبر في العالم بسبب عدد منفّذيها 9 ، ولكنّها حتماً الأفشل في نتائجها، وحدتنا سلاحنا الأقوى».
«التغيير والإصلاح»
ولفتَ الوزير السابق سليم جريصاتي، بعد اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح في الرابية برئاسة النائب ميشال عون، إلى أنّ «البند المتعلّق بتفجيرات القاع فرض نفسه على الاجتماع»، مشيراً إلى أنّ عون شدّد على أنّ «الإدانة لم تعدْ تكفي إنْ اقتصرت على الأدوات، الإدانة يجب أن تكون للدول والأنظمة التي تغذِّي الإرهاب. هي المسؤولة عن كل عمل إرهابيّ، فهي تموِّل وتسلِّح وتحمي وتزرع الفكر العدميّ في النفوس المضطربة، وتسعى إلى توطين النازحين حيث هم مع الإبقاء على سوء أحوالهم كي تبقى البيئات الحاضنة في صفوفهم».
وشدّد جريصاتي، خلال تلاوته البيان الصادر بعد الاجتماع، على أنّه «يجب على الحكومة أن تتحمّل مسؤوليّتها بموضوع النزوح السوريّ»، داعياً إلى «اعتماد خريطة رسمية حفاظاً على أمننا وسلامة النازحين وعودتهم إلى سورية. نحن لا نستغلّ في السياسة، ولا نهمل ما يتهدّد أمننا وسلمنا الأهليّ».
وعلّق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على التطوّرات الأخيرة في بلدة القاع، لافتاً إلى «أنّ ما يجري في المنطقة أكبر بكثير من السّاسة أو القادة في لبنان، وقد يستغرق سنوات».
واعتبرت كتلة «المستقبل» النيابيّة بعد اجتماعها الأسبوعي، أنّ «هذه الموجة من الجرائم الإرهابيّة التي أصابت بلدة القاع وأهلها تأتي بعد العملية الإرهابيّة التي استهدفت الحدود الأردنيّة، وهي تشكّل دليلاً جديداً على أنّ أمن لبنان باتَ مستهدفاً من قِبل هذه المجموعة الإرهابيّة المسلّحة في المنطقة مع ارتباطاتها المشبوهة».
ورأى النائب وليد جنبلاط في تغريدات على «تويتر»، أنّه «آن الأوان للخروج من النقاش السياسيّ الحاليّ ومن تبادل الاتّهامات، لأنّه لن يقدِّم أو يؤخّر. ولتكن المهمّة بتحصين الجيش والأجهزة الأمنيّة، ووضع سياسة تقشّف. وقد تجاوزنا الخطوط الحمراء».
من جهته، دعا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان الحكومة إلى «اتّخاذ إجراءات استثنائيّة لدعم صمود أهل القاع الأبطال، الذين حملوا عن لبنان، لتعزيز بقائهم بتعطيل أيّة خطوة يكون القصد منها تهجيرهم».
واعتبر عضو «كتلة التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر، «لا يجوز للقيادات السياسية أن تُبقي لبنان كما هو اليوم فراغ في كل المؤسّسات، وعجز عن اتّخاذ القرارات لحمايته من الانكشافات الأمنيّة أمام الإرهاب التكفيريّ».
واستنكر الوزير السابق جان عبيد التفجيرات، وقال: «لا نملك المعطيات التي تملكها القوّات المسلحة والأجهزة الأمنيّة في مؤامرة وفتنة وجريمة القاع، ولكنّنا نتمنّى أن تزداد اليقظة وتتّسع وتتعاظم، ليس على المقلب الأمنيّ فقط، بل أيضاً وبدرجة موازية على الصعيد البلديّ والوطنيّ والإيمانيّ والسياسيّ كذلك».
ورأى أنّ «المستهدَف ليس فقط أمن ومصير بلدة غالية وديعة شجاعة شموخة من لبنان، ولكن كل لبنان بمعانيه وتكوينه وقوّته ورسالته وكرامته».
الخطيب
واعتبر الأمين العام لرابطة الشغّيلة النائب السابق زاهر الخطيب، أنّ «إقدام المجموعات الإرهابيّة التكفيريّة على تنفيذ سلسلة هجمات إجراميّة ضدّ أهلنا الآمنين في بلدة القاع البقاعيّة، إنّما يأتي ليؤكّد بالدليل القاطع أنّ الإرهابيّين التفكيريّين لا يميّزون في ارتكاب مجازرهم بين لبنانيّ وآخر، وإنّما يستهدفون اللبنانيّين والناس جميعاً، ويشكّلون خطراً داهماً على أمن واستقرار كل الوطن بشعبه وناسه».
وأكّد «أنّ وضع حدّ لهذا التهديد الإرهابيّ والحيلولة دون حصول هجمات إرهابيّة جديدة تطال أهلنا في أيّ منطقة من لبنان، إنّما هو مرهون بتحرير الجرود اللبنانيّة من احتلال قوى الإرهاب التكفيريّ»، مشدّداً على أن «تحسم الحكومة اللبنانيّة أمرها بأخذ القرار الجازم والواضح وغير الملتبس لقيام الجيش بالعمل على تحرير الجرود اللبنانية»، لافتاً إلى أنّ «محاربة قوى الإرهاب التكفيريّ تتطلّب في ظلّ الدولة وضع استراتيجيّة وطنيّة، سياسيّة أمنيّة، اقتصاديّة، اجتماعيّة، ثقافيّة وإعلاميّة وتستند في أساسها إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة».
واستنكر النائب السابق كريم الراسي التفجيرات الانتحاريّة، متقدّماً من ذوي الشهداء بأحرّ التعازي ومن الجرحى بالشفاء العاجل، وقال: «إنّ الأعمال الإرهابيّة لن تنال من وحدتنا ومن عيشنا ومن تمسّكنا بالجيش والقوى الأمنيّة»، نافياً «الشائعات التي تلاحق عكار حول احتمال القيام بأعمال إرهابيّة».
ودعا النائب السابق جهاد الصمد «الحكومة إلى تحمّل مسؤوليّاتها في مواجهة الأخطار التي تُحدق بلبنان، وتهدّد سلمه الأهليّ، ووضع الخطط لمواجهة الإرهاب والتطرّف، عبر دعم الجيش بكل السُّبل المتاحة، وتسليحه بالعدّة والعتاد لتمكينه من القيام بدوره، والالتفاف حوله وحول الأجهزة الأمنيّة الأخرى، بهدف تحصين الوضع الداخليّ ومن أجل المصلحة الوطنيّة العليا».
أحزاب البقاع
وأدانت الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة في البقاع، «التفجيرات الإرهابيّة الوحشيّة الممنهجة بحق أهالي القاع الصامدين في أرضهم»، ودعت في بيان «كلّ القوى السياسيّة إلى الاصطفاف خلف مشروع وطنيّ جامع يرتكز إلى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لجبه الهجمة الإرهابية المنظّمة للنيل من استقرار لبنان ووحدة شعبه».
كما طالبت «القوى السياسيّة المتلطّية خلف أوهام شعارات التوظيف المحليّ والكيد السياسيّ والمراهنات والتوظيفات الخاسرة، أن يندرجوا صراحة في مشروع مكافحة هذا المنحى الإجرامي التكفيريّ ومموّليه ومشغّليه، بدل الانغماس في مشاريع لن تجرّ إلّا الويل والدماء والخراب على بلدنا».
ودعت الأحزاب «أهل البقاع إلى مؤازرة الجيش والقوى الأمنية وإثبات، كما هم على الدوام، أنّهم نواة وحدة لبنان وعروبته».
درويش
واستنكر رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش الاعتداءات، وقال: «أمام هول الجريمة البشعة التي طاولت بلدة القاع، ننحني إجلالاً لأرواح الشهداء الأبرياء الذين فدوا بدمائهم الزكيّة لبنان بأسره، ونضرع إلى الله أن ينعم بالشفاء العاجل على المصابين، ونثمّن عالياً وقفة أبناء القاع البطوليّة في الدفاع عن لبنان، إذ رفضوا ترك أراضيهم وأصرّوا على مواجهة المشروع الإرهابيّ التكفيريّ والتصدّي له بأرواحهم وأرزاقهم».
وأوضح أنّه «أمام هذا الوضع المستجدّ نهيب بالمسؤولين على المستويات كافّة، وبالمواطنين، أن يتلاقوا خلف الجيش اللبنانيّ والأجهزة الأمنيّة، لأنّ وحدتنا هي السبيل الوحيد لحماية لبنان من كلّ ما يُحاك له من مشاريع إرهابيّة. بلدة القاع شكّلت وما تزال صمّام أمان للبنان بكل أطيافه، لها منّا كل احترام وتقدير، ولأبنائها ألف تحيّة وسلام».
وأعلن بالتعاون مع الجمعيّة الخيريّة الكاثوليكيّة عن فتح حساب مصرفيّ مخصّص لمساعدة ضحايا التفجيرات ودعم أهالي القاع وصمودهم في أرضهم «نرجو أن يقبلوه منّا عربون أخوّة ومحبة»، ودعا الجميع إلى المساهمة السخيّة لتحقيق الهدف المرجوّ منه. رقم الحساب: 2111.94467042 في جميع فروع مصرف «فرنسبنك».
كما زار درويش مستشفى تلشيحا التي نُقل إليها جريحان من انفجارات بلدة القاع، هما باسل مطر ويوسف عاد، واطمأنّ إلى وضعهما الصحيّ. وطلب درويش من إدارة المستشفى ومن الأطباء والممرضات تقديم كل التسهيلات الضرورية لعلاج الجرحى.
من جهتها، دعت أمانة سر مطرانيّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك في بيان، إلى «وقفة تضامنيّة مع أهل القاع، وذلك يوم الخميس 30 الحالي الساعة 17,00 في مطرانيّة سيدة النجاة – زحلة. وحدتنا تحمينا، فلنصرخ جميعاً بصوت عال: لا للإرهاب، لا للإجرام، نعم للمحبّة والسلام، نعم للبنان».
السيِّد
وأدانت نقابة المحامين في بيروت في بيان، العمل الإرهابيّ، فيما اعتبر المدير السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيّد، أنّ الموجة الإرهابيّة التي استهدفت بلدة القاع تستلزم معالجة جديّة وفوريّة لمشكلة النّزوح السوريّ في لبنان الذي تجاوز المليون نسمة، واستدراك الأخطار الحاليّة والمستقبليّة المترتّبة عنه، وذلك على المستوى الحكوميّ بروح من المسؤوليّة الوطنيّة وبعيداً عن العصبيّة والعنصريّة.
واقترح على الحكومة إنشاء «مكتب وطنيّ لشؤون النازحين السوريّين»، يرتبط برئاسة الحكومة ويتعاون مع الإدارات الرسميّة والأمنيّة ومع البلديات، وتكون مهامّه تكوين صورة واضحة ومعطيات دقيقة عن أعداد النازحين ومصادرهم وتنظيم أماكن تواجدهم، والإشراف على المؤسّسات الدوليّة والجمعيات التي ترعاهم وغيرها من التفاصيل، بالإضافة إلى تعميم ترتيبات وإجراءات موحّدة تنفّذها البلديات بالتنسيق مع المحافظات، بما فيها تشكيل لجان مسؤولة من النازحين أنفسهم في أماكن تواجدهم بما يضمن ضبط الاختراقات والأوضاع.
حمدان
ورأى أمين الهيئة القياديّة في «حركة الناصريين المستقلين المرابطون» مصطفى حمدان في بيان، أنّ «تفجير القاع يستهدف الواقع المسيحيّ كما يستهدف لبنان، إلّا أنّ نتيجته ستُترجم بعكس ما أراده المخطّطون، وهو بتشبّث المسيحيّين بأرضهم واستمرارهم في مقاومة الإرهاب التكفيريّ في مناطقهم، وبخاصة في القاع».
وقال: «ربما هناك رسائل أراد إيصالها هؤلاء الإرهابيّون ومن وراءهم، إلّا أنّ الرسالة لن تُثني المقاومة في سورية عن الاستمرار في محاربة الإرهاب، كما لن تُحبِط عزيمة الشعب اللبنانيّ في التصدّي للإرهاب».
واعتبر أنّ «الإنجاز الذي حقّقته مديرية المخابرات في الأيام القليلة الماضية ربما كان السبب في ردّ الفعل في القاع، ما يعني أنّ المديرية قادرة على أن تصل إلى الأهداف الأساسيّة في صفوف الجماعات الإرهابيّة».
ورأى أنّه «لا يمكن إلغاء واقع أنّ هناك استهدافاً للوجود المسيحيّ، لكنّ الإرهاب يستهدف كل العالم»، واضعاً عمليّة القاع في إطارها «الخطير لكن غير المبالَغ فيه».
وقال: «الوضع بحاجة إلى حلول جذريّة بالنسبة للنازحين السوريّين، والحل يجب أن يكون واقعيّاً يبدأ بتشديد المراقبة عليهم ومراقبة الجمعيات الدوليّة، وكل من يكون صلة اتّصال بين النازحين والخارج».
وأدانت رئيسة حزب « الديمقراطيون الأحرار» ترايسي شمعون في بيان، الأحداث الدمويّة التي تعرّضت لها بلدة القاع، وجدّدت «المطالبة بضرورة إيجاد حلول لأزمة النازحين التي يستغلّها الإرهابيّون ويتسلّلون فيها لتنفيذ جرائمهم».
وطلب الأمين العام لـ«التيار الأسعدي» معن الأسعد، في تصريح، من «الحكومة اللبنانيّة التعاون مع الحكومة السوريّة، وبالتالي التعاون بين الجيشين اللبنانيّ والسوريّ، للقضاء على الإرهابيّين التكفيريّين على الحدود اللبنانيّة – السوريّة، ومنع تسلّلهم إلى الداخل اللبناني»، مشدّداً على «ضرورة التنسيق بين الحكومتين لتنظيم أوضاع النازحين السوريّين في لبنان بما يحفظ الحقوق والكرامات، وعدم التّعاطي معهم بعنصريّة مرفوضة ومُدانة».
وأسف الأسعد «لمواقف البعض التي صدرت في أعقاب التفجيرات الإرهابيّة والتي استهدفت بلدة القاع، ومحاولات تبريرها أو إعطائها أحكاماً تخفيفيّة».
وانتقد موقف سمير جعجع، معتبراً أنّه «تجاهل فيه دماء الشهداء من المدنيّين والعسكريّين»، متوقّعاً «أن تكلّفه هذه المواقف كثيراً على الصعيدين السياسيّ والشعبيّ بعد أن كشف عن اصطفافه وفريقه، وأنّ لبنان ليس مهمّاً لديه بقدر ما يهمّه الولاء للخارج».
وطالب رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان «الأجهزة الأمنية والعسكرية وبالتعاون مع المقاومة بأن تضرب بيد من حديد لتجنّب لبنان خطر التكفيريين الإرهابيين المجرمين».
ودعا رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، إلى «التمسّك بالثلاثيّة الذهبيّة الشعب والجيش والمقاومة»، مؤكّداً «ضرورة التكاتف والوحدة بين كل مكوّنات الوطن في هذه الظروف المصيريّة الصعبة».
ورأى رئيس «هيئة حوار الأديان» الدكتور محمد شعيتاني، أنّ الهجمات الإرهابيّة «تؤكّد مواصلة الإرهابيّين لمخططاتهم التقسيميّة والفتنويّة التي لا تستثني أحداً»، داعياً «اللبنانيّين على اختلافهم، إلى تحصين أنفسهم ووطنهم والتماسك في مواجهة الإرهاب الدمويّ الذي يعمل على زعزعة أمن لبنان واستقراره ووحدته».
وأدانت سفارة دولة فلسطين في بيان التفجيرات، داعيةً بالرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى. وأكّدت دعمها «للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانيّة والأجهزة الأمنيّة في تثبيت الأمن والاستقرار في لبنان».
ورأى عضو المكتب السياسيّ لجبهة التحرير الفلسطينيّة عباس الجمعة، «أنّ الإرهاب لا حدود له ما لم تتمّ مواجهته باستراتيجيّة شاملة تؤدّي لاجتثاثه من خلال التصدّي لمنابعه الفكريّة المتطرّفة وإغلاق منابره، ووقف كل أشكال الدعم المباشر أو غير المباشر له».