شورتر: الوحدة هي الردّ الأقوى على الذين يسعون إلى بث التفرقة في لبنان
جال السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر على كلّ من رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعرض معهما نتائج الاستفتاء البريطاني الأسبوع الماضي، كما جرى بحث المستجدات الراهنة في لبنان.
وبعد لقائه الرئيس سلام في السراي الحكومية، قال شورتر: «بالرغم من أنّ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي هو تغيير جذري، ستبقى كلّ الأمور الأساسية الأخرى على حالها. لا يزال الاقتصاد البريطاني من الأقوى في العالم، ولا نزال من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وعضو في مجموعة الدول الصناعية السبع، ومجموعة العشرين، وحلف شمال الأطلسي. نحن البلد الوحيد في كلّ من المجموعات الثلاث الذي يستثمر 2 في المئة من إجمالي الناتج القومي في الدفاع و0.7 في المئة في المساعدات».
أضاف: «أكدت لدولته أنّ المملكة المتحدة مستمرة بالتزامها ازدهار وأمن واستقرار لبنان. جهودنا مع شركائنا اللبنانيين مستمرة، من جيش لبناني وقوى أمن داخلي ووزارة التربية والبنك المركزي والكثير غيرهم. كما نقف إلى جانب لبنان في مواجهة الإرهاب، وحماية حدوده وتعزيز فرص العمل وسبل العيش والتعليم والمساعدة على مواجهة تداعيات الأزمة السورية».
وتابع: «بحثنا في آخر التطورات الأمنية في لبنان، وقدمت التعازي بالضحايا وأعربت عن إدانتنا للأعمال الإرهابية المريعة في بلدة القاع. وأود أن أعبر عن إعجابي بالعمل الهائل الذي يقوم به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وفرق الإنقاذ، في أوقات مليئة بالتحديات، لحماية لبنان. في الردّ على تلك الاعتداءات الدنيئة لا يمكننا أن نخضع لما يريده الإرهابيون وهو نشر الكراهية والانقسام. يجب علينا مهما كلف الأمر أن نحمي التعايش السلمي بين الناس على مختلف انتماءاتهم».
وختم: «أتمنى على السياسيين اللبنانيين والمجتمعات المحلية الشجاعة والاعتدال في المدافعة عن لبنان، من خلال إبراز الصفات اللبنانية من التعايش والتسامح التي جعلت من لبنان نموذجا في المنطقة. إن الوحدة اقوى رد للذين يسعون للتفرقة في لبنان».
كما زار شورتر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وقال بعد اللقاء: «أكدت للوزير باسيل أنّ المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة تثبيت ازدهار لبنان وأمنه واستقراره، وأنّ جهودنا مع شركائنا اللبنانيين مستمرة إذ نقف إلى جانب لبنان في مواجهة الإرهاب وحماية حدوده وتعزيز فرص العمل وسبل العيش والتعليم والمساعدة على مواجهة تداعيات الأزمة السورية».
وأضاف: «قدمت إلى الوزير باسيل التعازي بالضحايا إثر التفجيرات الإرهابية المريعة في بلدة القاع، وأكدت دعم بلادي للجيش والأجهزة الأمنية لحماية لبنان. يجب أن نتذكر في الرد على تلك الاعتداءات الدنيئة، أنّ الإرهابيين يريدون نشر الكراهية والانقسام، لذا أتمنى لا بل أنا على ثقة، بأنّ القيادات السياسية اللبنانية والمجتمعات المحلية ستبرز ما يميز اللبنانيين من ميزات التعايش والتسامح التي جعلت من لبنان نموذجا في الشرق الأوسط».
ورداً على سؤال عن تقديم المملكة المتحدة إلى لبنان معدات وعتاداً لمراقبة الحدود المشتركة مع سورية، أجاب: «سنستمر في توفير الدعم على الحدود، ويتم تجهيز فوجي الحدود البرية الاول والثاني وتدريبهما ونحن في مرحلة إنجاز الفوج الثالث وتدريبه وبدأنا العمل مع الفوج الرابع. وبالتالي فإنه سيكون هناك 4 أفواج مدربة بتمويل من المملكة المتحدة التي توفر أيضاً التدريبات في اطار تطبيق برنامج المساعدات البريطانية الخاص بضبط الحدود. والقاع تقع ضمن نطاق احدى قطعتي الارض اللتين بدأ العمل فيهما بشكل كامل، وحسبما فهمت فإنّ الجانب المعني أنجز عملاً رائعاً في الردّ على الهجمات التي حصلت الإثنين الماضي، لكن لا يمكن أي جهاز أمني أن يمنع الهجمات الإرهابية مئة بالمئة. وأنا أقارن هذا الوضع بحال حارس المرمى الأفضل في العالم الذي لا يمكنه منع تسجيل أهداف في مرماه من خلال ضربات الجزاء. ونحن ما نزال نقدم المساعدة للقوى الأمنية عبر التدريب والدعم، لكن علينا أن نقول بصراحة أنه لا يمكن منع حدوث هجمات إرهابية بشكل كامل».
ودعا إلى «عدم الخلط بين اللاجئين والإرهابيين الذين يحاولون استغلال وجود اللاجئين لأهدافهم الخاصة». وقال: «علينا أن نتذكر أنّ الإرهابيين يحاولون زعزعة استقرار لبنان عبر زرع الفرقة في المجتمعات اللبنانية المختلفة، ووضع الشعب اللبناني في مواجهة اللاجئين. وأعتقد أنّ من المهم بمكان أن نتفادى الوقوع في الفخ الذي ينصبه لنا الإرهابيون، وأن نبقى هادئين وأن نحكم عقلنا ونفكر بعقلانية، ونحرص على عدم القيام برد الفعل الذي يريده لنا الإرهابيون».