السعودي يستميت في حربه على اليمن ماذا عن النتائج والتداعيات؟
هشام الهبيشان
ما زال العالم كله يراقب مسار الحرب السعودية الأميركية الشعواء، بغطاء «ناتو العرب»، على اليمن، هذه الحرب العدوانية التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة قد تغرق المنطقة بأكملها في مسار فوضوي قد يمتدّ لسنوات عدة.
ومن المتوقع أن يستميت السعوديون في معركتهم العدوانية على اليمن، رغم الحديث عن تقدم بمفاوضات الكويت «العبثية»، مرتكزين على قاعدة حلفهم وتحالفهم العشري «ناتو العرب»، فهم اليوم يعلمون جيداً ما معنى أن يفتحوا جبهة وصراعاً جديدين على حدودهم الجنوبية ويعلمون ما مدى الخطورة المستقبلية وحجم التداعيات التي ستفرزها هذه المعركة، وبالأحرى يعلمون حجم الإفرازات المباشرة للانغماس السعودي في هذه المعركة، على الداخل السعودي شرقاً وجنوباً.
ومع كلّ هذا وذاك قرّر السعوديون أن يخوضوا هذه المغامرة والمقامرة الجديدة، لعلهم يستطيعون أن يحققوا انتصاراً، حتى وإنْ كان إعلامياً أو على حساب جثث أطفال ونساء مخيمات النزوح اليمنية، لعلّ هذا الانتصار يعطيهم جرعة أمل بعد سلسلة الهزائم المدوية التي تلقوها في أكثر من ساحة صراع إقليمي.
أما بالنسبة إلى واشنطن، حليفة النظام السعودي منذ سبعة عقود مضت منذ أن رسّخ دعائم هذا التحالف عبد العزيز آل سعود وفرانكلين روزفلت، فهي تتابع بحذر شديد تطورات ما يجري على ساحات الصراع الجديدة للنظام السعودي ومسرحها الجديد اليمن، وقد قدّمت واشنطن إلى السعوديين خدمات مجانية كثيرة في حربهم على اليمن، وليس أول ولا آخر هذه الخدمات تزويدهم بقائمة وبنك أهداف لقواعد عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للجيش اليمني ولأنصار الله، والواضح اليوم ومن خلال حديث بعض ساسة وجنرالات واشنطن أنّ الدعم والتأييد الأميركيين للرياض في حربها على اليمن سيتواصل، رغم قلق دوائر صنع القرار الأميركي من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب، والنابع من براغماتية واشنطن النفعية التي تتلخص في خشيتها من اندلاع حرب مفتوحة في المنطقة ستضرّ بانسيابية تدفق النفط الخليجي من باب المندب إلى الغرب، وقد تتطوّر إلى حرب إقليمية مفتوحة قد يكون «الإسرائيليون» جزءاً منها. هذا ما تخشاه واشنطن اليوم، لذلك فهي تعمل على إضعاف كلّ العوامل التي قد تؤدّي الى تبلور معالم هذه الحرب.
تدرك القوى الإقليمية والدولية أنّ مغامرة السعوديين الأخيرة على حدودهم الجنوبية وإشعال فتيل حرب وصراع جديد في المنطقة، ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة واستقرارها الهشّ والمضطرب، وستكون نتائج هذه المعركة الكلمة الفصل، وفق نتائجها المنتظرة، في أيّ حديث مقبل عن تسويات للأزمة اليمنية ومعظم الملفات الإقليمية العالقة وتغيير كامل ومطلق في شروط التفاوض، فالمرحلة المقبلة ستحمل الكثير من التكهّنات والتساؤلات، بل المفاجآت الكبرى، حول طبيعة ومسار عدوان السعودية على اليمن، وذلك لأنّ للمعركة أبعاداً مستقبلية ومرحلية، ولا يمكن لأحد أن يتنبّأ مرحلياً بنتائجها المستقبلية، فمسارها يخضع لتطورات الميدان المتوقعة مستقبلاً.
سننتظر الأسابيع الثلاثة المقبلة لنستوضح المزيد من المعلومات التي ستمكننا من قراءة المشهد المستقبلي أمنياً وسياسياً.