الكرملين لا يستبعد عقد لقاء بين بوتين وأردوغان قبل أيلول المقبل
أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنّه لا يستبعد عقد لقاء بين رئيسي روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان، قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين في أيلول المقبل.
بيسكوف أضاف أمس، إنّه لا يمكن الآن تحديد موعد لقاء الرئيسين، مشيراً إلى أنّ مثل هذا اللقاء قد يعقد في قمة مجموعة العشرين بمدينة هانغتشو الصينية في مطلع أيلول، أو قبل هذه القمة.
وأكّد المتحدث أنّ الجانبين الروسي والتركي يجب عليهما بذل جهود مشتركة كبيرة، مضيفاً أنّ وزيري الخارجية للبلدين سيبدآن هذا العمل في سوتشي من أجل تحضير لقاء الرئيسين.
وقال بيسكوف تعليقاً على سؤال حول ما إذا كان الجانبان قد بحثا موضوع التعويضات عن إسقاط تركيا القاذفة الروسية في سورية، قال إنّ الكرملين لا يريد تقديم أيّ معلومات إضافية.
في ذات السياق، أفاد المتحدث الروسي، بأنّه «يجري الآن تحضير الوثائق اللازم توقيعها لإلغاء القيود بحق تركيا بما في ذلك مرسوم الرئيس»، مضيفاً أنّ روسيا تأمل في تغير الوضع الأمني في تركيا للأفضل».
وفيما يتعلق بأمن السياح الروس بعد عودتهم إلى المنتجعات التركية، قال «مع أخذ الوضع الفعلي للتهديد الإرهابي بعين الاعتبار، وهذه الظاهرة لا تقتصر على تركيا، فإن هذا الخطر يلاحقنا، للأسف، وفي دول كثيرة والجغرافيا غير قابلة تماماً للتنبؤ. لكن في هذه الحالة، على كل سائح روسي أن يقيم المخاطر بنفسه لاتخاذ القرار وتحمل المسؤولية عن أمانه».
في غضون ذلك، أعلنت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، أنّ موسكو تعمل حالياً على تطبيع العلاقات الروسية التركية، مشيرةً إلى «أهمية استعادتها».
وقالت زاخاروفا لدى تعليقها على قرار تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة، إنها ترى في ذلك ليس عاملاً ذا بعد ثنائي، بل وعاملاً مهماً للاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي السياق نفسه أعلنت الخارجية، أنّ روسيا مستعدة لاستئناف العلاقات السياحية مع تركيا، وأنها تنتظر من أنقرة تدابير حاسمة لتوفير الأمن للمواطنين الروس. وقالت «الجانب الروسي مستعد لاستئناف العلاقات السياحية مع الجمهورية التركية بشكل كامل، وننتظر من السلطات التركية اتخاذ تدابير حاسمة لتوفير أمن المواطنين الروس الذين يزورون تركيا لأغراض السياحة». في الوقت نفسه، دعّت الخارجية الروسية منظمي الرحلات السياحية، للتحلي بالمسؤولية، وتقييم التهديد الإرهابي الحالي في تركيا. وأضافت «في الوقت نفسه، ينبغي على منظمي الرحلات السياحية الروسية والسياح الروس، تحمل المسؤولية، عند تخطيط رحلاتهم إلى تركيا، والنظر بموضوعية لاستمرار مخاطر التهديدات الإرهابية في البلاد».
إلى ذلك، أعلن ديوان الرئاسة الكازاخستاني أنّ الرئيس أردوغان أعرب عن شكره لنظيره الكازاخي نورسلطان نزاربايف على الدور الذي لعبته بلاده في المصالحة بين موسكو وأنقرة.
وذكر المكتب الصحفي لدى ديوان الرئاسة الكازاخستاني في بيان صادر عنه، أنّ الرئيس التركي قد توجه لنظيره الكازاخستاني بالشكر في مكالمة هاتفية دارت بين الجانبين، وذلك «على إسهامه الذي لا يقدر بثمن وعلى الجهود الجبارة» التي بذلها في إطار مساعي تطبيع العلاقات بالكامل بين تركيا وروسيا.
وأشير في البيان الكازاخستاني إلى أنّ «الزعيم التركي، أطلع نظيره الكازاخي على ما خلصت إليه المكالمة الهاتفية التي دارت بينه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معرباًَ في هذه المناسبة عن أمله في تطبيق كافة الخطوات المطلوبة لإعادة المياه إلى مجاريها بين أنقرة وموسكو».
وفي السياق، أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما في مكالمة هاتفية مع نظيره التركي بالخطوات التي اتخذتها الحكومة التركية مؤخراً في اتجاه تطبيع العلاقات مع روسيا.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أنّ الرئيس أوباما، أشاد بجهود أردوغان وحكومته الرامية إلى الحد من التوتر الذي شاب العلاقات بين روسيا وتركيا في الآونة الأخيرة.
بدوره، رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتير شتاينماير بالتقارب التركي – الروسي، مشيراً إلى أنّ من شأن ذلك الإسهام في إزالة التوتر الذي شاب علاقاتهما.
وقال شتاينماير خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأرمني أدوارد نالبنديان في العاصمة الأرمنية يريفان «نعيش اليوم في عالم يعج بآثار النزاعات، وبما يفرزه النزاع في سورية، الأمر الذي يحتم العمل مع تركيا»، و شدد على «ضرورة الترحيب بتحسن العلاقات بين روسيا وتركيا، بما يتيح تركيز الجهود على تسوية النزاع في سورية».