ورد وشوك
صبر وتصابر حتى عيل صبره. لم يعد قادراً على تحمّل المزيد من الخذلان والألم.
واقع مرير حمله على لملمة ذاته واتخاذه القرار بركوب موجة الهجرة إلى المجهول، علّه يجد عنده ما أضاع من الحلم والأمل في الوطن.
رحلة الشتات بدأت، وبدأ معها في كلّ محطة قصدها إحساس بالعجز، باليتم، بالمرارة وخيبة الأمل.
أخذت ملامح الصور التي رسمها في خياله للقادم من السنين تبهت وتتلاشى. فالصقيع أصاب نفسه قبل أن يستقرّ في مفاصل جسده، مع شعور يفيض بالوحدة وعدم التجانس مع الآخرين جعله يأسف على زمن كان يعيشه والرحمة والألفة من كلّ جوانبه تحتويه.
نظرات الاستخفاف والإشفاق تجلده، وصمة عار اللجوء طبعت على جبينه فسلبته الكثير من آدميته. عليه أن يبدأ من جديد ليثبت جدارته في اكتساب الثقة والاحترام والعيش الكريم.
لقد ذهب واهماً لسباق كلّما اجتاح منه مرحلة اصطدم بسراب يعيده إلى نقطة الصفر، إلى نقطة كان في وطنه قد فقد عندها الصبر!
رشا مارديني